الدار البيضاء ــ جملة عمر
فرقت السلطات المحلية مئات المحتجين الذين قدموا في مسيرات متفرقة من أحياء عدة في مدينة الحسيمة، انطلقت بعد صلاة التراويح، مساء السبت للتضامن مع نشطاء "الحراك الريفي" الذين اعتقلوا منذ أحداث أمس الجمعة.
وأطلقت القوات العمومية إنذارَا شفهيًا للتحذير بالتدخل في حالة الاستمرار في التجمهر، بداعي أن الشكل الاحتجاجي غير مرخص له، وسط حضور أمني مكثف لتطويق احتجاجات المتظاهرين، فيما تم توقيف عدد منهم، بينما شوهد سقوط جريج واحد من المتجمهرين على الأرض قبل أن يتم نقله إلى المستشفى الإقليمي لمدينة الحسيمة على متن سيارة إسعاف، ورفع المحتجون شعارات، "سلمية سلمية" مع حمل أعلام أمازيغية، قبل أن يوقدوا شعلات ضوئية شبيه بتلك التي تطلقها جماهير كرة القدم في الملاعب.
من جهة أخرى ، خرجت الحركة الحقوقية في الحسيمة المكونة من الجمعية المغربية لحقوق الانسان ومنتدى حقوق الانسان لشمال المغرب، ببلاغ تؤكد فيه أنها تتابع بقلق بالغ التطورات السريعة التي أعقبت صلاة الجمعة، بعد تسجيل حدوث مشادات بين نشطاء الحراك وخطباء المساجد أثناء الصلاة بسبب إصرار هؤلاء على تعبئة المصلين ضد الاحتجاجات بالحسيمة واعتبارها فتنة.
وأضافت الحركة الحقوقية بالحسية في بلاغها أن الواقعة أثارت حفيظة أبرز نشطاء الحراك الشعبي وخصوصًا ناصر الزفزافي الذي اعتبر الدعاية موجهة ضده مما جعله يتدخل للتوضيح، ما نتج عنه استصدار أمر اعتقاله، واكبه تأهب واسع لقوى الأمن التي حاصرت منزله ودخلت في مواجهات مع المحتجين أسفرت عن إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف الطرفين واعتقال عدد منهم واقتحام منزل الزفزافي وتفتيشه دون أن تتمكن من اعتقاله، مؤكدة أن الواقعة اصدمت عائلته وخصوصًا والدته التي سقطت مغمى عليها ونُقلت إلى مستشفى محمد الخامس، حيث لا تزال ترقد تحت العناية المركزة نتيجة تدهور حالتها النفسيةـ فيما كشفت الهيئتين الحقوقيتن عن لائحة أولية للمعتقلين على خلفية أحداث الحسيمة والتي ضمت لحد الآن 28 معتقلًا، من بينهم إيمان فكري ابنة عم الشهيد محسن فكري