الدار البيضاء : جميلة عمر
عبر الملك محمد السادس عن أسفه للجمود الذي يعرفه بناء المغرب الكبير، وذلك "على الرغم من توفره على كل المؤهلات، في تعارض مع دينامية العصر والتطلعات المشروعة للشعوب المغاربية الشقيقة"، مشددا على تشبث المغرب ببناء الاتحاد المغاربي
وجاء موقف العاهل المغربي ضمن كلمة للوزيرة المنتدبة في الخارجية، مباركة بوعيدة، التي وقعت اليوم على محضر اجتماع أشغال الدورة الـ34 لمجلس وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي التي تحتضنها العاصمة تونس، لتنفي بذلك ما راج عن امتناع الرباط عن التوقيع على خلفية ملف الصحراء وموقفها المتحفظ تجاه أجهزة الاتحاد
وأشار الملك إلى إيمان المغرب بحتمية المصير المشترك للدول المغاربية "وتشبثه ببناء الاتحاد المغاربي كخيار استراتيجي منصوص عليه في دستور المغرب"، معبرا عن التزام المملكة بمواصلة العمل من أجل "انبثاق نظام مغاربي جديد يسمو على كل مصادر الخلاف". وشددت الرباط على ضرورة تحمل المسؤولية "لتجاوز الأوضاع الراهنة بإرادة صادقة لتحقيق البناء المغاربي المتكامل والمتضامن والمندمج، من خلال اعتماد قواعد جديدة لآليات صنع القرار الاتحادي"، وكذا "ملامسة مكامن الخلل في منظومته لمدها بكل أسباب وشروط الفعالية وتكييفها مع الواقع الإقليمي والدولي الجديد".
ودعا المغرب إلى انخراط الاتحاد في المبادرات السلمية لتأكيد الحضور الفاعل في السياسة الاقليمية والدولية"، معتبرا أن اتحاد المغرب العربي " يحظى باهتمام متزايد اعتبارا لما تتمتع به المنطقة من موقع جيوستراتيجي" ، على أن الإطار يسعى "لرسم تعاون إقليمي فاعل من هلال تطوير آليات للشراكة مع جواره الأوربي والإفريقي". وعن الشراكة بين الدول المغاربية، اعتبر المغرب أن المنطقة هي الوحيدة أفريقيا التي لا تتوفر على منطقة تبادل حر ، علما بأنه تم التأشير بالأحرف الأولى على مشروع اتفاق قيام المنطقة المغاربية للتبادل الحر سنة 2010 ، ولم يوقع عليه حتى الآن. وشددت المملكة على أن تحقيق الهدف يستدعي "إنشاء مشاريع اندماجية مهيكلة تكمن في خلق فرص الشغل لمختلف فئات المجتمع المغاربي، دون إغفال أوجه التعاون على المستوى الثقافي والإنساني والاجتماعي".