طرابلس - فاطمة السعداوي
يصل وفد اعضاء مجلس النواب الليبي عن المنطقة الجنوبية الى العاصمة طرابلس اليوم، لطرح مبادرة للخروج من الأزمة بما فيها خروقات الإتفاق السياسي. وقال مصدر مطلع إن وفد نواب الجنوب سيلتقي المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني بحضور النائب الاول لرئيس مجلس النواب امحمد اشعيب والنائب الثاني احميد حومة.
وأوضح المصدر أن المشاورات تجري بين عدد من النواب لتقديم مقترح بتوسيع تشكيلة حكومة الوفاق وتجميد المادة الثامنة من الاتفاق. وكانت نقاشات ساخنة دارت في الاجتماعات التشاورية بين أعضاء مجلس النواب عن المادة «8»، كونها تعتبر المناصب السيادية بما فيها المناصب العسكرية والأمنية شاغرة بعد 20 يومًا من التوقيع على الاتفاق السياسي وتشكيل المجلس الرئاسي.
وتنص المادة رقم (8) الواردة في الأحكام الإضافية في الاتفاق السياسي على أن: «تنتقل جميع صلاحيات المناصب العسكرية والمدنية والأمنیة العلیا المنصوص على هذا في القوانین والتشریعات اللیبیة النافذة إلى مجلس رئاسة الوزراء فور توقيع الاتفاق، ویتعیّن قیام المجلس باتخاذ قرار بشأن شاغلي هذه المناصب خلال مدة لا تتجاوز عشرین (20) یومًا، وفي حال عدم اتخاذ قرار خلال هذه المدة، یقوم المجلس باتخاذ قرارات بتعیینات جدیدة خلال مدة لا تتجاوز ثلاثین (30) یومًا، مع مراعاة التشریعات اللیبیة النافذة».
واعتبر المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر، أن "المؤسسات والهيئات الخارجة عن إطار الإتفاق السياسي تعرقل عمل حكومة الوفاق الوطني". وحسب بيان لـ ” كوبلر ” أمس الأربعاء نشره على موقع البعثة الأممية لدى ليبيا، قال إنه "لا يوجد في الوقت الحالي في ليبيا حكومة فاعلة رغم وجود المجلس الرئاسي في طرابلس"، مبرزا أن "المؤسسات الموجودة في الوقت الحالي تعرقل عمل الحكومة".
وكان المبعوث الأممي التقى وزير الخارجية القطري الشيخ محمد عبد الرحمن آل ثاني، وبحث معه ملف الأوضاع الليبية، وخاصة مسألة تنشيط العملية السياسية بضخ أفكار جديدة.
وأشار الوزير عبد الرحمن آل ثاني إلى أهمية عودة مؤسسة النفط إلى مدينة بنغازي، داعيا إلى انخراط المنطقة الشرقية في العملية التفاوضية، والدفع بمشاركة دولية فاعلة في إعادة إعمار بنغازي.
وفي طرابلس قال رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج، ان ليبيا طلبت من المجتمع الدولي المساعدة في بناء الدولة ولاتريد تدخلا من الغرب في شؤونها الداخلية. وأضاف السراج في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء مالطا ” جوزيف موسكات ”، الاربعاء، أن قضية الهجرة غير الشرعية تؤرق ليبيا ومالطا والعديد من الدول، قائلا: "ليبيا بلد عبور وليس بلد استقرار للمهاجرين ، وان القضية لها جوانب سياسية وأمنية وإنسانية ، واضاف ان ليبيا تسعى لمعالجة الموضوع بشكل جذري."
وطالب السراج في المؤتمر من المسؤول المالطي بتسهيل اجراءات اقامة الليبيين المقيمين في مالطا واعادة فتح السفارة المالطية في طرابلس وعودة الخطوط الجوية المالطية .
أما رئيس الوزراء المالطي فقال ان "زيارة وفد يرأسه رئيس وزراء هو رسالة سياسية مهمة تعكس عمق العلاقة بين مالطا وليبيا وتؤكد على التأييد الاوروبي الكامل لحكومة الوفاق".
وأكد موسكات أن محادثاته مع رئيس المجلس الرئاسي تناولت العديد من القضايا من بينها مطلب رئيس المجلس الرئاسي بعودة البعثة الدبلوماسية المالطية الى ليبيا وحل مشكلة تأشيرات السفر.
وأعلن الأمين العام لحلف شمال الاطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرغ ، الأربعاء،أن حلف شمال الأطلسي يقف على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة لحكومة الوفاق الوطني للقضاء على الارهاب . وقال في تصريح لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، ان الناتو مستعد للدفاع عن أي حليف ضد تهديد الارهاب.
وأضاف ستولنبرغ أنه في هذا الإطار فإن القضاء على داعش والحد من استغلال الأراضي الليبية لعبور المهاجرين يقعان في قائمة أولويات دول الحلف.