الرئيسية » أخبار محلية وعربية وعالمية
مواقع تركيا العسكرية على طول حدودها الجنوبية مع سورية

دمشق ـ نور خوام

بدأت تركيا تعزيز مواقعها العسكرية على طول حدودها الجنوبية مع سورية، في الوقت الذي استعدت فيه أنقرة ، وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لما وصفه المتخصصون بـ"تسليم محفوف بالمخاطر" لقيادة الحرب ضد "تنظيم داعش" الإرهابي في سورية من الجيش الأميركي إلى القوات التركية في شمال سورية.

ووفقا لصحيفة الـ"إندبندنت" البريطانية، أظهرت لقطات الفيديو المنشورة على "الإنترنت" والحسابات التي جمعتها وسائل الإعلام المحلية والدولية، قوات من الجيش التركي وفصائل معارضة سورية مدعومة من قبل أنقرة في طريقها ، سواء داخل الأراضي السورية تحت السيطرة التركية أو على طول الحدود بين 822 كيلومتر بين البلدين.

وذكرت وسائل اعلام تركية، يوم الثلاثاء، ان قوات المعارضة السورية كانت تتنقل الى منطقة "منبج" شرق نهر الفرات في سورية، التي تسيطر عليها الأن القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة .

وفي الأسبوع الماضي ، أعلن ترامب أنه سوف يسحب جميع الجنود الأميركيين البالغ عددهم حوالي 2000 عنصر يعملون شمال سورية، وسط مخاوف المشرعين في واشنطن ووزير الخارجية من عدم قدرتهم على هزيمة "داعش"، إلا أن هذا الانسحاب يمكن أن يزيد من تمكين إيران في السيطرة على سورية.

ومن المقرر أن يصل وفد عسكري أميركي إلى تركيا هذا الأسبوع، لمناقشة الأوضاع في شمال سورية. وقال يوسف إريم، المحلل السياسي في قناة TRT World التركية ، لصحيفة "الإندبندنت": "مع إعلان ترامب أن الولايات المتحدة ستسحب قواتها من سورية ، فإن هذا يبدو وكأنه تسليم قيادة الحرب ضد داعش إلى تركيا".

وأضاف: "إذا انسحبت الولايات المتحدة بسرعة من شمال سورية وسمحت بوجود فراغ في السيطرة على الأراضي، ستتسابق كل الأطراف الكبرى والجهات غير الحكومية للاستيلاء على تلك الأراضي ، ما سيؤدي إلى زعزعة استقرار سورية إلى حد كبير".

وأشارت الصحيفة إلى أن الحرب الأهلية التي دامت ثماني سنوات في سورية كلفت تركيا الكثير. وأوضحت ان "أنقرة فقدت قنوات تجارية مهمة، مرة واحدة، وتستضيف الآن 3.5 مليون لاجئ سوري، وكانت كافحت لمواجهة الأوضاع كي تخدم مصالحها."

ويقول الخبراء إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان متلهف لقتال "داعش" الذي يتبنى عقيدة متزمتة من "الإسلام السني" المعارض للمدرسة "الحنفية" التي يتبعها معظم الأتراك.

وقال سليم سازاك، وهو باحث تركي في "معهد واتسون" في جامعة براون، لصحيفة الإندبندنت: "أردوغان ليس متعاطفًا من الناحية الأيديولوجية مع "داعش"، وهو يرغب بشدة في القضاء عليه، وإذا كانت الظروف مناسبة؛ فإني أعتقد أنه سيتولى المعركة ضد التنظيم بالكامل".

أقرأ أيضاً : دونالد ترامب يقضي عطلة عيد الميلاد في البيت الأبيض

 لكن تسليم تركيا دور الوكيل للمصالح الأميركية في شمال سورية هو -بالنسبة إلى العديد من الخبراء الإقليميين- اقتراح مشكوك فيه ومربك. وقد وصفه نيكولاس دانفورث، وهو خبير في الشؤون التركية في مركز السياسة في واشنطن، بأنه "فكرة سريالية".

 وعلى الرغم من أن أنقرة تمتلك ثاني أكبر قوات مسلحة في حلف شمال الأطلسي "الناتو، فإن أهدافها في سورية تختلف كثيرًا عن أهداف واشنطن.  وعلى مدى السنوات الأربع والنصف سنة الماضية، تعاونت القوات الأميركية في سورية مع ميليشيات كردية سورية قوية، تُدعى "وحدات حماية الشعب" لمحاربة "داعش"، ولمواجهة النفوذ الإيراني فيما بعد.

وتأمل تركيا في أن تنسحب "وحدات حماية الشعب"، التي تعدّها مرتبطة بـ"حزب العمال الكردستاني" المحظور في بلادها ، وهي قد سحقت بالفعل جيوب السيطرة الكردية في شمال غرب سورية. وبدلًا من السعي إلى مواجهة مع طهران، فهي تشترك مع إيران وروسيا في مناقشات حول سورية.

وللوصول إلى آخر جيوب "داعش" المتبقية في الصحراء، يجب على تركيا أن تحارب في طريقها "وحدات حماية الشعب الكردي" التي تسيطر على شمال شرق سورية، حيث تواصل القوات البريطانية والفرنسية عملها، ولم تعلن بعد انسحابها، إضافة إلى القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد في دمشق.

وقال غونول تول المتخصص في شؤون تركيا في معهد الشرق الأوسط في واشنطن لصحيفة "اندبندنت": إنها "مهمة صعبة لتركيا، ولهذا السبب حث الأتراك ترامب على عدم الانسحاب على الفور". وأضاف: "إذا كانت تركيا تريد أن تصل إلى عمق أكبر في سورية لمحاربة داعش، فإنها تحتاج إلى دعم عسكري وسياسي روسي ، وإلا فإنها قد تتشبث بقوات الجيش السوري أو الميليشيات الإيرانية".

وعلى الرغم من حجم جيشها ونجاحاتها ضد كل من "داعش" و"وحدات حماية الشعب الكردية" ، فقد شكك الخبراء الأتراك في قدرة البلاد على العمل في المناطق النائية داخل سورية - بما في ذلك مناطق مثل الرقة ودير الزور ، حيث يزداد نفوذ "داعش" ويواصل شن هجماته. وقال محلل غربي: "لا يمكن للأتراك أن يؤمنوا هذا العمق. ولا يمكنهم تقليد القوة الجوية الأميركية، بأي معنى من المعاني".

يذكر أن الانسحاب الأميركي يأتي وسط التحول المفاجئ الأخير في سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط في عهد ترامب. بعد بداية واعدة، توترت العلاقات بين أردوغان وترامب، بسبب تحالف واشنطن مع “قوات سورية الديمقراطية” ذات القيادة الكردية، التي تهيمن عليها "وحدات حماية الشعب".

كما ان تركيا والولايات المتحدة على خلاف، أيضًا، بشأن مطالبة أنقرة لواشنطن بتسليم فتح الله غولن، رجل الدين المنفي، الذي يعيش في ولاية بنسلفانيا، وإصرار البيت الأبيض على إطلاق أنقرة سراح المواطنين الأميركيين والدبلوماسيين المحتجزين.

قد يهمك أيضاً :

ترامب يقترب من اتخاذ قرارًا مفاجئَا بشأن "المينورسو"

سؤال غريب من ترامب يُفسد فرحة طفل باحتفالات عيد الميلاد

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

نتنياهو يكشف عن مخاوفه وأهدافه المتعلقة بالتسوية الخاصة بوقف…
موسكو تتهم إدارة بايدن بالعمل ضد خطط الرئيس المنتخب…
بعد تعهّد واشنطن بفرض رقابة جوية فوق لبنان هوكشتاين…
وزير الإعلام السوداني يؤكد أن قوات الجيش ستستمر في…
السلطات الإماراتية تلقي القبض على متّهمين بقتل الحاخام اليهودي…

اخر الاخبار

ملك المغرب يتجول في العاصمة الفرنسية رفقة ولي العهد…
الملك محمد السادس يُوجه الشكر إلى رئيس جمهورية بنما…
السكوري يُجري مشاورات مع جميع الفرق البرلمانية بشأن مشروع…
انتخاب المغربي عمر هلال رئيساً لمؤتمر إنشاء منطقة خالية…

فن وموسيقى

منة شلبي تتألق في موسم الرياض بمسرحية شمس وقمر…
تتويج المغربي محمد خيي بجائزة أحسن ممثل في مهرجان…
رافائيل نادال يختتم مشواره ويلعب مباراته الأخيرة في كأس…
الذكرى التسعين لميلاد فيروز الصوت الذي تخطى حدود الزمان…

أخبار النجوم

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
سلاف فواخرجي تتألق في فيلم ”سلمى” وتسلط الضوء على…
أول تعليق من حسين فهمي بعد حصوله على جائزة…
مها أحمد تسخر من قلة العمل وكثرة النجوم على…

رياضة

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة…
محمد صلاح في المركز الثاني كأفضل هدافي الدوري الإنكليزي…
بيب غوارديولا يكشف سبب تمديد تعاقده مع مانشستر سيتي
كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

صحة وتغذية

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على…
فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…

الأخبار الأكثر قراءة

غارات مكثفة وإنذارات جديدة بالإخلاء ورفع العلم الإسرائيلي في…
وزير الخارجية الإيراني يصل القاهرة خلال جولة عربية في…
واشنطن تستعرض قدراتها العسكرية وتنفذ ضربات على مخازن أسلحة…
عشرات الشهداء في جباليا و"حماس" تؤكد أنه لا نهاية…
نتنياهو يصادق على ضرب عدة أهداف إيرانية ومسؤولون أميركيون…