الرباط -المغرب اليوم
إذا كان التقارب مع “البام” يدخل ضمن الخطوط الحمراء في عهد عبد الإله بنكيران، فإنه في ظل “قيادة” سعد الدين العثماني تحول إلى أمر واقع يفرضه سياق الانتخابات المقبلة، حيث ترسخ التقارب بين القوتين السياسيتين على بعد أقل من شهرين على “تشريعيات 2021”.وتسعى القيادة الحالية لكل من حزب العدالة والتنمية وحزب الأصالة والمعاصرة إلى طي صفحة الماضي ومراجعة التوجه الإيديولوجي للحزب، في أفق الاستعداد للرهان الكبير “في تشريعيات 2021″، حيث تم رفع درجات التنسيق لمواجهة أي تدخل محتمل للسلطة في سير الانتخابات.
وتعكس تصريحات القيادة الحزبية داخل “البام” و”البيجيدي” وجود رغبة سياسية في الدخول إلى أجواء انتخابات تحت “مظلة” واحدة في أفق التفكير في تحالف مشترك لمواجهة أحد أشرس المنافسين في المشهد، ويتعلق الأمر بحزب التجمع الوطني للأحرار.
وقلل عضو داخل الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية من حجم هذا التحالف الذي يجمع الإسلاميين بحزب “الجرار”، حيث اعتبر أن “الأمر يتعلق بلقاء دوري استجاب له الأمين العام للحزب، بعد طلبات عديدة من عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب “الجرار”، مبرزا أن “هناك لقاء آخر سيجمع العثماني بممثلي أحزاب أخرى”.
ويختلف عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، عن سابقيه من رؤساء “البام” بكونه يسعى إلى تحقيق تغيير جذري داخل الحزب في الوقت “الميت”، لا سيما أن الانتخابات على الأبواب والصراع حول المقاعد بدأ يشتعل.ويتوقف المحلل السياسي محمد شقير عند ما اعتبره “عداوة تاريخية” بين الحزبين المتنافسين على المرتبة الأولى في الانتخابات المقبلة، مبرزا أن “حزب الأصالة والمعاصرة بنى شرعيته ووجوده على أساس مواجهة الإسلاميين ولجم قوتهم داخل المجتمع؛ لكن الأمور تغيرت وتحولت العداوة إلى صداقة”.
وأبرز شقير، في تصريح أعلامي، أن رهان هذا التحالف الظرفي بين الحزبين هو مواجهة حزب التجمع الوطني للأحرار الذي بدأت تظهر عليه علامات النضج الانتخابي، مشددا على أن “الخوف من ضياع صدارة الانتخابات يدفع الأحزاب إلى التكتل لمواجهة قوة صاعدة”.وأوضح المحلل ذاته أن “البلاغ الصادر عن الحزبين جاء ليكرس التطبيع الكلي للعلاقات بين البيجيدي والبام في أفق الاستعداد المشترك للانتخابات”، مبرزا أن “الحزبين معا يتقاطعان في مسألة الترحال السياسي، حيث كلاهما كانا ضحية فرار عدد من الأعضاء صوب الأحرار، وهما بذلك يحاولان البحث عن تموقع داخل الخريطة الانتخابية المقبلة”.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
حقيقة حصول عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة المغربية السابق على معاشه البرلماني
بنكيران يتراجع عن قطع علاقته مع "قيادات بيجيدية"