الرئيسية » أخبار محلية وعربية وعالمية
الرئيس الأميركي يُؤكّد هزيمة "داعش" في العالم

واشنطن ـ يوسف مكي

أكّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأسبوع الماضي، على أنّ تنظيم "داعش" هُزم في جميع معاقله حتى في العالم الرقمي "الإنترنت"، ووفقا إلى صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" قال الرئيس ترامب: "لفترة من الزمن استخدم "داعش" الإنترنت بشكل أفضل مما استخدمناه، لقد استخدموا الإنترنت ببراعة لكنهم الآن ليسوا بارعين للغاية حيث تغيرت نظرة الناس لهم والذين اعتادوا أن يروهم بنظرة رائعة". في الوقت الذي تقلص فيه النطاق الكبير الذي يسيطر عليه تنظيم "داعش" مرة واحدة إلى لا شيء لم يعد وجوده الإعلامي الذي يعد يد الدعاية القوية له، في أوجهه.

ووفقا إلى تقرير المركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي لعام 2015، وهو مركز أبحاث في لندن، غمر "داعش" مواقع التواصل الاجتماعية بما يقرب من 40 تصريحا، ومقاطع فيديو ومواد إعلامية أخرى يوميا، وفي الوقت نفسه لا يزال ذراع الإعلام على الإنترنت لتنظيم "داعش" قائما على نطاق أصغر، فقد تكيف بالفعل مع الخسارة.

وتستمر الأيديولوجية الراديكالية التي يستخدمها لجذب مقاتليه وأنصاره للقتال حتى الموت من خلال عملياته الإعلامية، ويقول آدم رايزمان، وهو محلل كبير في شركة "مجموعة سايت للاستخبارات"، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، وهو مراقب للمحتوى المتطرف على الإنترنت، إن هذه الأيديولوجية جعلت "الجهاد الإعلامي مساويا إن لم يكن أكبر من الجهاد العسكري"، مضيفا أن "داعش" كانت تدفع للأفراد القائمين على وسائل التواصل الاجتماعي نفس الأجر الذي تعطيه للمقاتلين في ساحة المعركة.

أقرأ أيضًا: محادثات "نووية" بين واشنطن وسيئول قبل قمة ترامب وكيم

وأضاف رايزمان: "داعش أنفق الكثير للعاملين على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد كان أول تنظيم يروج لأفكاره وأيديولوجيته على وسائل التواصل الاجتماعي ويدعو للالتحاق بالتنظيم كـ"مجاهدين"، لم تقم أي مجموعة أخرى بمثل هذا من قبل"، وفي منشور صدر في أغسطس / آب 2015 بعنوان "أنت مجاهد.. يا رجل الإعلام"، صادر عن مكتبة الحماه وهي الذراع الإعلامية لـ"داعش" المسؤولة عن إطلاق المنشورات الدعائية، أكد به "داعش" أن "الكلمات أقوى من القنابل الذرية" حيث كان يحرض على الإرهاب والذي أسماه "جهاد" كما جاء في المنشور: "أيها الجندي الإعلامي غير المعروف، تعرف مدى أهمية دورك في تحقيق النصر.. أنت مجاهد من أجل قضية الله" تماما مثل استراتيجيتها في القتال، والتي تشمل مزيجا من الهجمات من قبل مقاتليها إلى جانب الهجمات المتطرفة التي ينفذها المتعاطفون معها في جميع أنحاء العالم، كانت الذراع الإعلامية للتنظيم، مزيجا من الجنود والأتباع الذين ليس لديهم صفة رسمية لكن لديهم الرغبة في نشر هذا الفكر.

وقال سيموس هيوز، وهو باحث في مجال الإرهاب في جامعة جورج واشنطن، الأربعاء لصحيفة "لوس أنجلوس تايمز"، إن "داعش دمج أذرعه الإعلامية الرسمية مع غير الرسمية من خلال مؤيديه على مستوى القواعد الشعبية ووسائل الإعلام غير الرسمية.. في أوقات الشدة، تلعب وسائل الإعلام غير الرسمية دورا أكبر بينما تأخذ وسائل الإعلام الرسمية حضورا محدودا إلى حد ما، لكنها لا تزال تحاول توجيه اللعبة"، ومع هزيمة مقاتلي "داعش" انخفض الحجم الهائل لإعلامها بشكل ملحوظ.
وانخفض متوسط عدد المنشورات الإعلامية للتنظيم، بين أغسطس / آب 2015 وديسمبر/ كانون الأول 2018، بما في ذلك البيانات والأغاني ومقاطع الفيديو، من 300 تقريبا في الشهر إلى أقل من 100، وفقا لمسؤولين أميركيين الذي أضافوا وفقا للصحيفة: "جهودنا كانت ناجحة جدا في هزيمة خلايا إعلام داعش. في سورية استهدفنا إعلاميين معروفين في تنظيم داعش وبنيتهم التحتية وقدراتهم"، مضيفين أن جهود التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قللت من قدرة "داعش" على نشر رسالتها وتجنيد الإرهابيين في المستقبل.

وقال رايزمان إن إصدارات الوسائط المتعددة التي كانت في السابق بطاقة الاتصال الخاصة بـ"داعش" تعرضت لضربة قوية من قبل التحالف.

وعلى الرغم من أن "داعش" كان يتمتع في يوم من الأيام بحرية مطلقة على تويتر، وفيسبوك، ويوتيوب، وتلجرام (لا يزال هذا الأخير مكانا لتجمع عشرات من قنوات التنظيم)، فإن شركات التواصل الاجتماعي أصبحت الآن أقوى بكثير في مجال إزالة المحتوى المتطرف والإرهابي.

وأضاف هيوز أنه مع محاصرة أذرعها الإعلامية الرسمية لجأ داعش إلى المتعاطفين معه، لأنهم ليسوا على مرأى السلطات، حيث يمكن للمتعاطفين خلق شبكات للترويج لداعي خاصة بهم، والبعض لديه القدرة على إنتاج محتوى خاص به. (أحد الأمثلة على ذلك كان صورة بابا نويل يقف بجانب صندوق الديناميت في ساحة التايمز. وتم تصميم الملصق، الذي ظل في عناوين الصحف لأسابيع في نوفمبر / تشرين الثاني، من قبل أحد المؤيدين لداعش).

أشرف داعش قبل ما يقرب من 4 أعوام، على وسائل إعلامية غزيرة، وانتشرت تصريحاته، والرسوم البيانية، والمنشورات، والصحف، والمجلات، والنشرات الإذاعية والأغاني كل مكان والتي ترجمت إلى 11 لغة، لقد عززت مقاطع الفيديو الخاصة بها، التي تحمل رسومات وتحررت بشكل واضح، وأصدر التنظيم أيضا تطبيقات تعليمية للأطفال، وتدريس الرياضيات واللغة العربية مع رسوم متحركة من المسلحين يطلقون النار على المسلحين أو يلقون قذائف الهاون، كما تحول خطاب التنظيم عن تشجيع المسلمين على إعادة أسرهم إلى الخلافة، وهي حملة ناجحة بشكل كبير. في يوم من الأيام، كان داعش هو الموطن لأكبر عدد من المقاتلين الأجانب في العالم، ووفقا لرايزمان فإن رسالة داعش الآن لمقاتليها هي "يجب أن تأتي، ولكن إذا لم تستطع بسبب العقبات، فابق في المنزل وقم بتنفيذ هجمات هناك، لأن ما تفعله هناك له تأثير أكبر من هنا".

هناك أيضا تركيز على الهجمات على المنشقين والذين يغادرون التنظيم، حسب هيوز، حيث تلعب الاغتيالات المستهدفة دورا كبيرا.

وظهرت تقارير عن قيام "داعش" بوجودها على الشبكة المظلمة، فضلا عن وجودها على التواصل الاجتماعي الأقل انتشارا، لتوسيع نطاق استخدام ZeroNet، والذي يسمح باستضافة المواقع من نظير إلى نظير للابتعاد عن أنظار الرقابة.
وقال أبوعلي البصري، رئيس خلية سوكور للمخابرات العراقية: "بعض عملياتهم تجري في محادثات لألعاب الإنترنت"، والنتيجة، كما قال رايزمان، هي أن "عليك أن تبحث عن هذه الألعاب، والتي لم يعد بإمكاننا أن نبحث عنها بسهولة"، وهذا ليس بالأمر الصعب، كما قال هيوز، مشيرا إلى أنه في كثير من الأحيان مجرد البحث بلغة غير الإنجليزية يمكن العثور على مواد متطرفة.

قد يهمك أيضًا :خبراء أمن يُحذّرون من عودة تنظيم "داعش" مرة أخرى

المخابرات العراقية تعتقل 13 فرنسياً في تنظيم "داعش

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

لبنان يُواصل دراسة مسودة مقترح وقف إطلاق النار مع…
الكنيست يُناقش مشروع قانون يفرض عقوبات على رفع العلم…
انفجار صواريخ بمواقع إسرائيلية حدودية و"سرايا القدس" تبث شريطا…
المروحيات الإسرائيلية تحلّق في أجواء الجنوب وترامب يمنح الضوء…
مجلس الحكومة المغربية يُصادق على مشروع قانون يتعلق بمدونة…

اخر الاخبار

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
السفير الإيراني السابق في بيروت يكشف عن اتصال نصرالله…
تعيين المغربي عمر هلال رئيساً مشاركاً لمنتدى المجلس الاقتصادي…
عبد اللطيف لوديي يُبرز طموح المملكة المغربية في إرساء…

فن وموسيقى

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…
هيفاء وهبي تعود إلى دراما رمضان بعد غياب 6 سنوات وتنتظر…
المغربية بسمة بوسيل تُشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة التي تستعد…
كاظم الساهر يتألق في مهرجان الغناء بالفصحى ويقدم ليلة…

أخبار النجوم

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
أشرف عبدالباقي يعود للسينما بفيلم «مين يصدق» من إخراج…
أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام
هند صبري تكشف سر نجاحها بعيداً عن منافسة النجوم

رياضة

محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
كريستيانو رونالدو يعتلي صدارة هدافي دوري الأمم الأوروبية
محمد صلاح على رأس قائمة جوائز جلوب سوكر 2024
الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم

صحة وتغذية

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…
هل تختلف ساعات نوم الأطفال عند تغيير التوقيت بين…
أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات…

الأخبار الأكثر قراءة

إسرائيل تحدّد عدوان طائراتها على الضاحية وحزب الله يرد…
إسرائيل تستعد لعمليات إنزال بحرية في جنوب لبنان وتحدّر…
قيس سعيد رئيساً لتونس لفترة رئاسية ثانية
ترامب وهاريس يتبادلان الاتهامات بـ"الكذب" و"عدم الكفاءة" مع دخول…
إسرائيل تبدء عملية برية جنوب لبنان للمرة الثانية وتطالب…