دمشق ـ نور خوام
جدَّدت القوات الحكومية السورية خرقها لـ"هدنة الشمال"، حيث طال قصفها الخميس المنطقة المنزوعة السلاح، ضمن مناطق سريان الهدنة الروسية في المحافظات الأربع. وفي التفاصيل التي رصدها المرصد السوري فإن القوات الحكومية السورية استهدفت بالرشاشات الثقيلة مناطق في بلدة اللطامنة، بالريف الشمالي لحماة، فيما استهدفت القوات الحكومية السورية مناطق في محيط تل عثمان وأماكن في منطقة البانة بالريف ذاته، بالرشاشات الثقيلة والقذائف المدفعية، وسط استهداف منطقة معركبة بشمال حماة
بالرشاشات الثقيلة، ما تسبب بأضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، ويأتي هذا الاستهداف بعد قيام عربة مدرعة لالقوات الحكومية السورية ببث تهديدات إلى الفصائل في منطقة ضواحي حلب الغربية، تضمنت تحذير باستهداف كل من لا يغادر منطقة نزع السلاح قبل الـ 15 من تشرين الأول / أكتوبر الجاري، مهددة بالقصف والقتل، وأنها تعرف الفصائل أين تتواجد وأين تتوارى، وأن الانفاق والملاجئ لن تحمي الفصائل لأن كل القوى الجوية الروسية ستنهال على رؤوس مقاتلي الفصائل، وخيرتهم بين "الموت الزؤام أو تسليم السلاح والعودة لحضن الوطن".
ونشر المرصد السوري قبل ساعات أن التحضيرات التركية الروسية تتواصل تمهيداً للبدء بمراقبة المنطقة منزوعة السلاح – المنطقة العازلة – الممتدة من جبال اللاذقية الشمالية مروراً بريفي حماة وإدلب وصولاً لريف حلب الشمالي الغربي، والتي جرى الاتفاق عليها عقب الاجتماع الذي جرى بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الـ 17 من شهر سبتمبر/أيلول الماضي. وتأتي هذه التحضيرات بعد أن كانت قد انتهت مظاهر تواجد السلاح الثقيل بشكل كامل في المنطقة العازلة قبل 3 أيام، فيما لا تزال الفصائل جميعها دون استثناء محافظة على مواقعها المدعمة بمقاتليها وأسلحتها المتوسطة والفردية وعلى وجه الخصوص فصائل
الجبهة الوطنية للتحرير، بعد أن كانت قد استقدمت خلال الساعات الفائتة تعزيزات عسكرية من سلاح متوسط ومقاتلين إلى مواقعها ونقاطها في المنطقة منزوعة السلاح، كما أن المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر قبل ساعات أنه رصد عدم إجراء أي تغيير على المنطقة العازلة الممتدة من جبال اللاذقية وصولاً إلى ريف حلب الشمالي الغربي، مروراً بإدلب وحماة، إذ رصد المرصد السوري عودة المقاتلين الذين سحبوا الأسلحة الثقيلة من المنطقة العازلة، وقيامهم بالانتشار في نقاط التمركز الواقعة في أرياف المحافظات الأربعة، ضمن المنطقة منزوعة السلاح، والتي عمدت الفصائل المقاتلة والإسلامية و”الجهادية” لسحب قسم من السلاح الثقيل وإخفاء القسم الآخر في خنادق مغطاة، فيما لا تزال التحضيرات الروسية – التركية مستمرة للمباشرة بمراقبة المنطقة منزوعة السلاح التي تم الاتفاق عليها في الـ 17 من شهر أيلول / سبتمبر الفائت من العام الجاري 2018
الاشتباكات تتواصل في الجيب الأخير للتنظيم شرق الفرات
وفي محافظة دير الزور، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان عبور 12 عربة "همر" و4 سيارات محملة بالذخيرة والصواريخ، نحو الجبهات وخطوط التماس مع تنظيم "داعش". وعلم المرصد أن عمليات القصف تراجعت وتيرتها بعد القصف بمئات الصواريخ والقذائف، حيث تواصل الاستهدافات من قبل التحالف وقسد للجيب الخاضع لسيطرة التنظيم، بالتزامن مع تحليق لطائرات التحالف الدولي في سماء المنطقة واستهدافها بين الحين والآخر لمناطق سيطرة التنظيم وتواجده، ما تسبب بمزيد من الدمار والأضرار في المنطقة، ومعلومات عن سقوط مزيد من الخسائر البشرية، نتيجة القصف المدفعي المستمر والاشتباكات المتواصلة بين قوات سوراي الديمقراطية من جهة، وعناصر تنظيم “داعش” من جهة أخرى، على محاور في محي هجين والسوسة والباغوز، وسط استهدافات متبادلة على محاور التماس بين الطرفين.
وكان المرصد السوري نشر قبل ساعات أن رتل التحالف الدولي الذي اتجه من حقل العمر النفطي إلى جبهات القتال في الجيب الخاضع لسيطرة تنظيم “داعش”، عاد إلى قاعدته، فيما لم تتمكن قوات سوريا الديمقراطية من الوصول إلى الجبهة، وبقيت في البادية نتيجة للأحوال الجوية السيئة المستمرة منذ يوم أمس، كما وردت معلومات للمرصد السوري عن مفارقة مقاتل من قوات التحالف الدولي للحياة، جراء إصابته خلال العمليات العسكرية وهجمات التنظيم التي طالت مواقع لقوات سوريا الديمقراطية أمس، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، أيضاً نشر المرصد السوري قبل ساعات أن القتال شهد وتيرة عنف غير مسبوق منذ الـ 10 من أيلول / سبتمبر الفائت من العام الجاري 2018، تاريخ بدء الحملة العسكرية من قبل قوات سوريا الديمقراطية والتحالف ضد الجيب الأخير للتنظيم في المنطقة، فيما تصاعد وتيرة عنف المعارك وازدادت كثافة القصف بشكل كبير جعلهما أعنف اشتباكات وقصف في شرق الفرات منذ أكثر من شهر.
وأكدت معلومات المرصد أن التحالف الدولي و"قوات سورية الديمقراطية" أطلقت أكثر من 100 صاروخ وأكثر من 500 قذيفة مدفعية وصاروخية، استهدفت جميعها مناطق سيطرة تنظيم "داعش" ومواقعة في الجيب الأخير عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، بالتزامن مع غارات متتالية نفذتها الطائرات الحربية على المناطق ذاتها، وسط قتال مستمر واستهدافات على محاور القتال تسببت في سقوط مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين، بعد أن كان وثق المرصد السوري خلال 24 ساعة مقتل 18 من عناصر التنظيم، بالإضافة لـ 10 على الأقل من قوات سورية الديمقراطية ممن قضوا في القتال ذاته، حيث كان وثق المرصد السوري 285 على الأقل من مقاتلي وقادة التنظيم.
انفراج مهم في ملف مختطفي ومختطفات السويداء
وفي محافظة السويداء، سُمع دوي انفجار في مدينة السويداء، رجحت مصادر أنه ناجم عن تفجير قنبلة يدوية ألقاها مسلحون مجهولون في أحد شوارع المدينة، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية. ويتزامن هذا التفجير مع التوتر الذي يسود في المنطقة حول ملف المختطفين والتهديدات التي جرت في المدينة، حيث علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ملف المختطفين والمختطفات من ريف السويداء، يشهد انفراجاً واضحاً إذ تجري الأمور في منحى إيجابي وأكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن العائق ليس في الأمور المادية، وإنما القوائم التي يجري تقديمها من النظام لتنظيم “داعش” عن المعتقلات اللواتي من المفترض الإفراج عنهم من معتقلات النظام، تتعرض لعملية تبديل أسماء من قبل التنظيم واختيار أسماء جديده من قبله، وفي ما إذا تعلق الأمر بقضية تبديل الأسماء فإنها قد تُحل خلال الساعات المقبلة
وأفاد المرصد بأن التوترات لا تزال مستمرة في مدينة السويداء وعموم المحافظة، نتيجة الاستمرار في احتجاز المختطفات والمختطفين من قبل تنظيم “داعش”، منذ 25 من تموز / يوليو الفائت. وفي التفاصيل الجديدة التي رصدها المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن القوات الروسية اجتمعت مع قوات الفهد التي تعد أحد القوات المنشقة عن قوات حركة رجال الكرامة وتتواجد في منطقة قنوات ومناطق بمحيطها، بوساطة منسق العلاقات للفيلق الخامس في السويداء، في محاولة للتوصل لتنسيق بعد الأحداث الأمنية التي شهدتها مدينة السويداء من إطلاق نار على مبنى المحافظة، ومحاولة تشكيل تنسيق جديد لحماية محافظة السويداء من هجوم جديد لتنظيم “داعش”، كما أن المرصد السوري نشر قبل ساعات أنه تصاعد التوتر في مدينة السويداء وريفها، وسط ترقب حذر لما آل اليه الوضع في المحافظة.
ولايزال الترقب الحذر يسود السويداء نتيجة انتهاء المهلة التي طلبها الشيخ عبد الوهاب أبو فخر ممثل شيخ عقل الموحدين الدروز حكمت الهجري، للإفراج عن المختطفين والمختطفات البالغ عددهم 18 طفلاً و9 مواطنات من المحتجزين لدى تنظيم “داعش”، والتي انتهت دون أية تطورات في ملف المختطفين، حيث كان طلب أبو فخر مهلة 48 ساعة يوم أمس الأول لحل مسألة المختطفين، إلا أن المهلة انتهت اليوم الخميس الـ 11 من تشرين الأول / أكتوبر 2018، ورصد المرصد السوري توتراً يسود المنطقة، نتيجة التخوفات التي تعتري الأهالي من تطورات الوضع، بعد أن خاطب مشايخ الكرامة العاملين تحت إمرة أولاد الشيخ وحيد البلعوس، المعتصمين بالقول بأن “الاعتصام لا كرامة فيه وإذا ما أردتم مختطفيكم فاحملوا السلاح وحرروهم بأنفسكم”. كما هدد مشايخ الكرامة محافظة السويداء وممثل شيخ العقل، بعد أن طالب الأخير المعتصمين بفض الاعتصام لمدة 48 ساعة، لحل قضية المختطفين والمختطفات، وفي حال لم يجري الإفراج عنهم، فللمعتصمين الحق في إعادة إقامة اعتصامهم في المكان الذي يريدون، كذلك نشر المرصد السوري في الـ 10 من أكتوبر الجاري، أنه رصد هدوءاً مرفقاً مع حالة من الترقب مع قرب انتهاء المهلة التي طلبها الشيخ عبد الوهاب أبو فخر، ممثل شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز حكمت الهجري، من المعتصمين من ذوي المختطفين والمتضامنين معهم في ساحة المحافظة، والتي بموجبها جرى تعليق الاعتصام في الساحة، في الـ 8 من تشرين الأول / أكتوبر من العام الجاري 2018، حيث تشخص الأنظار إلى مآلات الوضع القادم في محافظة السويداء، بعد الانتهاء من المهلة التي قدرت بـ 48 ساعة منذ يوم أمس الأول، والتي تزامنت مع تصعيد الجيش السوري لوتيرة العمليات العسكرية في منطقة تلول الصفا الواقعة على الحدود الإدارية لريف دمشق مع السويداء.
اغتيالات جديدة تضرب مناطق الانفلات الأمني في إدلب ومحيطها
وفي حلب، سُمع دوي انفجار في منطقة الأتارب الواقعة في القطاع الغربي من ريف حلب، ما تسبب بوقوع أضرار مادية وسقوط خسائر بشرية، وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الانفجار ناجم عن تفجير عبوة ناسفة من قبل مسلحين مجهولين في بلدة الأتارب في القطاع الغربي من ريف حلب، ما تسبب باستشهاد طفل وإصابة آخرين بجراح متفاوتة الخطورة، في استمرار للفلتان الأمني في محافظة إدلب والأرياف المحاذية لها والمتصلة معها، ليرتفع إلى 350 شخصاً على الأقل، تعداد من اغتيلوا في أرياف إدلب وحلب وحماة، منذ الـ 26 من نيسان / أبريل الفائت من العام الجاري 2018، وحتى الـثاني من شهر تشرين الأول / أكتوبر من العام ذاته، هم زوجة قيادي أوزبكي وطفل آخر كان برفقتها، إضافة إلى 68 مدنياً بينهم 12 طفلاً و6 مواطنات، عدد من اغتيلوا من خلال تفجير مفخخات وتفجير عبوات ناسفة وإطلاق نار واختطاف وقتل ومن ثم رمي الجثث في مناطق منعزلة، و241 عنصراً ومقاتلاً من الجنسية السورية ينتمون إلى هيئة تحرير الشام وفيلق الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية وجيش العزة وفصائل أخرى عاملة في إدلب، و39 مقاتلاً من جنسيات صومالية وأوزبكية وآسيوية وقوقازية وخليجية وأردنية وتركية، اغتيلوا بالطرق ذاتها، كذلك فإن محاولات الاغتيال تسببت بإصابة عشرات الأشخاص بجراح متفاوتة الخطورة، بينما عمدت الفصائل لتكثيف مداهماتها وعملياتها ضد خلايا نائمة اتهمتها بالتبعية لتنظيم “داعش”.
وأفاد المرصد قبل ساعات أنه رصد انفجار 3 عبوات ناسفة في أرياف إدلب الشرقية وجبل الزاوية، حيث انفجرت عبوة ناسفة بسيارة قيادي سابق في الجبهة الوطنية للتحرير على طريق عين قريع – دير الشرقي في ريف معرة النعمان الشرقي ، ما أسفر عن مقتله على الفور. كذلك انفجرت عبوتان ناسفتان بسيارة على طريق إدلب سرمين، ما أسفر عن إصابة شخص بجراح، وعبوة أخرى انفجرت في قرية المغارة الواقعة في جبل الزاوية أسفر عن إصابة شخص آخر بجراح، كذلك نشر المرصد السوري ليل أمس أنه رصد اغتيال مسلحين مجهولين لقيادي عسكري جديد، ضمن عمليات الاغتيال المستمرة، والتي تستهدف مدنيين وعناصر وقادة، من جنسيات سورية وغير سورية، حيث أفاد باغتيال أبو الليث المصري وهو قائد عسكري بهيئة تحرير الشام من الجنسية المصرية، باستهدافه في جنوب بلدة كفرنبل، في القطاع الجنوبي من ريف إدلب، ويأتي هذا الاستهداف بعد ساعات من استهداف المسؤول الطبي بجيش الأحرار في منطقة الفوعة بريف إدلب الشرقي، كما يأتي بعد يومين من نشر المرصد السوري عن أن أبو اليقظان المصري تحدث في خطبة الجمعة التي ألقاها قبل 72 ساعة من الآن في أحد المساجد بمدينة إدلب، عن تمنُّع الرافضين لاتفاق سوتشي لشن أي عمل عسكري ضد النظام وعن “أصحاب الخطوط الحمراء”، حيث جاءت في خطبة القيادي مصري الجنسية في هيئة تحرير الشام، وأحد قادة الاقتتالات الداخلية مع بقية الفصائل الإسلامية والمقاتلة في إدلب.
انتحاري يفجر نفسه بحاجز لقوات سورية الديمقراطية في شرق دير الزور
وسجل المرصد سماع دوي انفجار جديد في القطاع الشرقي لريف دير الزور، ناجم عن تفجير انتحاري لنفسه بدراجة نارية مفخخة، مستهدافاً حاجزاً لقوات سوريا الديمقراطية، قرب الوحدة الإرشادية في منطقة سويدان جزيرة، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، ولم ترد معلومات عن الخسائر البشرية، ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان قبل 24 ساعة من الآن، أنه رصد تنفيذ عناصر من خلايا تابعة لتنظيم “داعش” هجوماً بالقذائف المحمولة على الكتف، مستهدفة مبنى الناحية في مدينة البصيرة، في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، بالتزامن مع إطلاق نار بالرشاشات الثقيلة، ما تسبب بوقوع خسائر بشرية في صفوف عناصر قسد، بعضهم قضوا متأثرين بإصاباتهم، كما استهدف مسلحان مجهولان يستقلان دراجة نارية بإطلاق نار حاجزاً لقوات سوريا الديمقراطية في منطقة الطيانة، ما أدى لإصابة 4 أشخاص هم مدنيان اثنان وعنصران من قوات سوريا الديمقراطية، كما نفذ مسلحون مجهولون هجوماً بالرشاشات على مقر لقوات سوريا الديمقراطية، في مدرسة بقرية درنج في الريف الشرقي لدير الزور.
وكان رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان قيام خلايا نائمة تابعة للتنظيم بإطلاق النار على عنصرين من قوات الدفاع الذاتي، خلال تنقلهم على الطريق المار من جنوب مدينة الشدادي، ونشر المرصد السوري أمس أن المسؤول العامل في الكهرباء لدى قوات سوريا الديمقراطية بريف دير الزور الشرقي، فارق الحياة جراء إصابته بانفجار عبوة ناسفة استهدفت صهريجه في منطقة ذيبان عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، حيث جرى استهدافه برفقة اثنين من أبنائه، ما تسبب باستشهاده وإصابة ولديه بجراح متفاوتة الخطورة، وأكدت مصادر مقربة من ذوي الضحية أن الأخير كان تلقى تهديدات سابقة بقتله لعمله مع قوات سورية الديمقراطية، كما أن التفجير استهدفه على طريق يستخدمه العسكريون والعاملون في المجال النفطي في شرق محافظة دير الزور، ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان قبل 24 ساعة من الآن، استشهاد مدني جراء انفجار عربة بالقرب من مشفى الشحيل التخصصي في قرية الشحيل الواقعة بريف دير الزور الشرقي، كما تسبب الانفجار بسقوط جرحى.