الرباط - المغرب اليوم
تتذبذب أرقام الإصابةً بوباء "كورونا" في المغرب ما بين الانخفاض والارتفاع، فما إن تسجل أرقام ضعيفة حتى تعود للارتفاع من جديد؛ وهو ما يعزوه مختصون إلى عاملين أساسيين يتعلقان بالانفلات المسجل في ما يرتبط بعملية الحجر الصحي، وأيضا اكتشاف بؤر للإصابات بين الفينة والأخرى.
وأكد جمال الدين البوزيدي، الخبير في الأمراض التنفسية والحساسية والمناعية، أن تذبذب الأرقام أمر عاد راجع إلى الكشف النشيط لمخالطي المصابين والبؤر، وهو "ظاهرة صحية وطبيعية".
ويوضح البوزيدي أن تذبذب الأرقام يشير إلى أنه "رغم المجهودات الجبارة للسلطات ورجال الأمن إلا أن هناك انفلاتا في الحجر الصحي، وهو ما يساهم في رفع الأرقام؛ فيما العامل الثاني يرتبط بظهور بؤر بين الفينة والأخرى، خاصة بالمدن الكبرى ذات الكثافة السكانية، وخاصة في الأماكن المغلقة، مثل السجون وأماكن العمل"، مشيرا إلى أن تتبع المخالطين هو ما يساهم في إظهار هذه البؤر.
ويؤكد البوزيدي على ضرورة قراءة الأرقام، التي تبرز أن مؤشر العدوى انتقل من ثلاثة إلى أقل من واحد، ناهيك عن انخفاض الوفيات مقابل ارتفاع الحالات التي تماثلت للشفاء؛ إضافة إلى أن الحالات في مراكز الإنعاش بات مسيطرا عليها وقل عددها، موضحا أن هذه المؤشرات تظهر أن "الوضعية مسيطر عليها تماما".
ويقول البوزيدي إن "المغرب يعتبر من النماذج الناجحة جدا بشهادة المنتظم الدولي، والفضل في ذلك يرجع إلى إشراف الملك شخصيا على الملف، وهو ما ساهم في انضباط أكثر؛ إضافة إلى خلق مركز القيادة الذي يضم تمثيلية من مختلف الجهات المعنية، ما ساهم في الحد من تضارب المصالح وخلق عملية تتبع تتسم بالتجانس والنجاح؛ مع فعالية القرارات المتخذة، سواء تعلق الأمر بإغلاق الحدود أو تعليق الدراسة بالمؤسسات، أو حتى إغلاق المساجد واعتماد الدواء المناسب وفرض الحجر الصحي".
وينبه البوزيدي إلى أن "ما ساهم بشكل أكبر في ظهور مؤشرات إيجابية هو اعتماد دواء الكلوروكين في المراحل الأولى للمرض، الذي أثبتت الدراسات أن تناوله عند بداية المرض تكون له فعالية أكبر، وبالتالي فهو ما ساهم في ارتفاع حالات الشفاء".
ويتفاءل البوزيدي بأن تكون المؤشرات الحالية تدل على إمكانية رفع الحجر الصحي في 20 ماي المقبل، "إلا أن هذا الرفع يجب أن يكون بطريقة مرحلية"، بتعبيره.
قد يهمك ايضا :
المسلمون يحتفلون بشهر رمضان في أجواء استثنائية في زمن "كورونا"