الرئيسية » أخبار محلية وعربية وعالمية
اعتصامات السودان

الخرطوم- المغرب اليوم

نددت قوى «إعلان الحرية والتغيير»، التي تقود الثورة في السودان، بفض الأجهزة الأمنية اعتصاماً سلمياً في مدينتي نيالا وزالنجي غربي البلاد، أدى إلى إصابة عشرات المواطنين، وفي غضون ذلك لا يزال المعتصمون يواصلون في ساحة الجيش منذ قرابة الشهر اعتصامهم، غير آبهين بحرارة شمس الخرطوم الحارقة، ومقدم شهر رمضان المعظم، الذي أعلنوا صومه في ساحة الاعتصام.

ووصلت إلى الميدان خيام كبيرة ومبرّدة ليستظل بها الصائمون من المعتصمين، فيما أبدى أكثر من جهة عزمها على توفير وجبة الإفطار للمعتصمين، حيث سارعت أحياء بكاملها، وعلى رأسها حي «بري»، الذي قدم عدداً من الشهداء في الثورة، ولم تخمد ثورته حتى سقوط نظام المعزول.

وفي الوقت الذي يترقب فيه السودانيون رد المجلس العسكري الانتقالي على الوثيقة الدستورية، التي قدمتها قوى «إعلان الحرية والتغيير» له أول من أمس، بهدف ترتيب الفترة الانتقالية، أُصيب عدد من المواطنين بحالات اختناق في أثناء قيام قوات أمنية بفض اعتصام سلمي بالقوة في مدينتي نيالا وزالنجي بإقليم دارفور، مستخدمة الغاز المسيل للدموع، وذلك في أول سابقة من نوعها منذ عزل الرئيس عمر البشير، والتطمينات التي قدمها المجلس العسكري الانتقالي بعدم استخدام القوة لفض الاحتجاجات، والاعتصامات السلمية.

واتهمت قوى «إعلان الحرية والتغيير»، التي تقود الثوار، «أجهزة أمنية وبقايا النظام السابق» بالضلوع في فض الاعتصام بالمدنيتين، واعتبرته «تهديداً خطيراً للثورة ومكتسباتها»، مُدينة ما اعتبرته عودة للمربع الأول ومرحلة ما قبل إطاحة البشير، وقالت في بيان أمس: «نحن في قوى إعلان الحرية والتغيير، نرفض رفضاً قاطعاً، وندين عنف الأجهزة الأمنية، الذي أدى إلى العديد من الإصابات والاختناقات، وهو عنف يعيدنا إلى المربع الأول». ودعت أهالي مدينة نيالا والمناطق المجاورة إلى الخروج للشوارع، وتسيير مواكب سلمية تتجه لاستعادة الاعتصام أمام مقر الفرقة 16 مشاة، والتمسك بالسلمية، محذرةً في الوقت نفسه الأجهزة الأمنية للنظام وميليشياته وفلوله من مغبة التعدي على الثوار بأي شكلٍ من الأشكال.

ووصفت قوى «إعلان الحرية والتغيير» فض الاعتصام بالقوة بأنه «محاولة» سرقة جوهرة الثورة، الممثلة في سلميتها، وقالت إن «فلول النظام البائد وجيوبه في أجهزة الدولة لا تزال قابضة على السلطة»، مشددةً على أن «ما اعتادت عليه عناصره من تمييز وزرع فتن وافتعال عنف، لن يثنينا عن عزمنا على الوصول بهذه الثورة إلى مراميها وأهدافها بسلمية وإباء».

اقرأ أيضًا:

المجلس العسكري السودان يُبدي موافقته على "وثيقة الحرية والتغيير"

أما في الخرطوم فقد دعت «قوى إعلان الحرية والتغيير» المواطنين للخروج في حشود أمام القيادة العامة للجيش، لرفض ما سمتها «ممارسات النظام في نسخته الجديدة، وجهاز أمنه وميليشياته، وتنديداً بتعدّيهم على الثوار السلميين في نيالا وزالنجي». وأوضحت أن فض الاعتصام في نيالا بالقوة وإرهاب الثوار المعتصمين بالرصاص والغاز المسيل للدموع، «ممارسات تعبّر عن تواصل نفس ممارسات النظام البائد... وثورتنا لم ولن يوقفها الرصاص والبمبان، بل يزيد إشعال جذوتها، والنار التي تحاول الأجهزة الأمنية إشعالها ستزيد الضوء لإنارة الطريق»، مضيفة أن «استهداف ثوار نيالا وزالنجي سيحفزنا على المزيد من المقاومة حتى إنجاز أهداف الثورة كافة».

واندلعت الاحتجاجات التي أدت إلى عزل الرئيس عمر البشير عفوياً في 19 ديسمبر (كانون الأول) 2018، احتجاجاً على مضاعفة أسعار الخبز، والارتفاع الجنوني في أسعار السلع الأساسية، وشح الوقود والنقود والدواء، في مدن عطبرة وبورتسودان، وقبلها شهدت الدمازين احتجاجات شبيهة في 13 ديسمبر، وسرعان ما عمّت الاحتجاجات معظم مدن البلاد، فتدخّل «تجمع المهنيين السودانيين»، وقاد ونظّم الاحتجاجات، وانتقل بها من احتجاجات مطلبية، إلى احتجاجات تطالب بعزل الرئيس عمر البشير وحكومته على الفور. وفي يناير (كانون الثاني) انضمت أحزاب معارضة للتجمع المهني، وكونوا مجتمعين «تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير» الذي قاد الاحتجاجات، وينتظر أن يقود الفترة الانتقالية.

وبلغت الاحتجاجات ذروتها بوصول مئات الآلاف من المواطنين إلى ساحة القيادة العامة للقوات المسلحة ووزارة الدفاع، لمطالبة قوات الجيش بالانحياز إلى الشعب وعزل البشير. وتحول التجمع إلى اعتصام استمر حتى 11 أبريل (نيسان) الماضي، حين أعلن نائب البشير عوض بن عوف، عزله من السلطة والاستيلاء على الحكم، بيد أن المحتجين اعتبروا ما فعله ابن عوف انقلاب قصر، وهو ما اضطره إلى الاستقالة، وتكليف المفتش العام عبد الفتاح البرهان رئيساً للمجلس العسكري الانتقالي. ومنذ ذلك الوقت يدور تفاوض «ماراثوني» بين قوى «إعلان الحرية والتغيير»، الهدف منه تسليم السلطة لحكومة مدنية انتقالية مكونة من كفاءات، ومجلس تشريعي انتقالي، إضافة إلى «مجلس سيادة مدني»، بديلاً للمجلس العسكري الانتقالي الذي تولى السلطة بعد عزل البشير.

قد يهمك أيضًا:

المجلس العسكري الانتقالي في السودان يدرس "وثيقة" قوى التغيير

"مجلسين سياديين" و"حكومة من دون رواتب" مقترحات الفرقاء السودانيين لحل الأزمة

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

المفاوضات تحرز تقدّما والغارات الإسرائيلية تواصل عدوانها على الضّاحية…
المحكمة الدولية تطلب اعتقال نتنياهو وغالانت والضيف و هولندا…
حماس توافق على تشكيل لجنة لإدارة غزة وتؤكد مرونتها…
مجلس الشيوخ الأميركي يرفض وقف بعض مبيعات الأسلحة لإسرائيل…
صواريخ نحو الجليل وإسرائيل تحذّر مجدّدا سكان جنوب لبنان…

اخر الاخبار

عبد اللطيف وهبي يُؤكد أن مهنة المحاماة تواجهها الكثير…
رسالة من جلالة الملك محمد السادس إلى رئيس مجلس…
محكمة جزائرية قضت طفلة مغربية لأغراض سياسية
أمريكا تجدد دعمها لمبادرة الحكم الذاتي لقضية الصحراء المغربية

فن وموسيقى

رافائيل نادال يختتم مشواره ويلعب مباراته الأخيرة في كأس…
الذكرى التسعين لميلاد فيروز الصوت الذي تخطى حدود الزمان…
سلاف فواخرجي تؤكد أنها شاركت في إنتاج فيلم "سلمى"…
نادين نسيب نجيم تكشف عن سبب عدم مشاركتها في…

أخبار النجوم

أحمد سعد يوجه رسالة ليسرا في حفل غولدن غلوب
نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية
أكرم حسني يكشف حقيقة تقديمه "الناظر 2"
يسرا وحسين فهمي يحصدان جائزة "عمر الشريف للتميّز" في…

رياضة

بيب غوارديولا يكشف سبب تمديد تعاقده مع مانشستر سيتي
كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
أبرز المحطات في مسيرة لاعب التنس الاستثنائي نادال التي…
المغربي أشرف حكيمي ضمن المرشحين الخمسة للفوز بلقب أفضل…

صحة وتغذية

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على…
فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

الأخبار الأكثر قراءة

غوتيريش يبلّغ نتنياهو أن قوات اليونيفيل باقية في جنوب…
تل أبيب تعلن مقتل أكثر من 67 عسكريا إثر…
هاريس تنشر تقريرًا عن صحتها لكسب نقطة على حساب…
الاحتلال ينسف عشرات المنازل في جباليا ويغلق مناطق بالجليل…
إسرائيل تقضي ثالث غفران تحت النيران وترفع حالة التأهب…