وارسو ـ سمير اليحياوي
اقترح رئيس بولندا أندريه دودا، إنشاء قاعدة عسكرية أميركية في بلاده، على أن تسمّى بـ"حصن ترامب"، وناقش الزعيم البولندي هذا الاقتراح مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض الثلاثاء، في محاولة لزيادة جاذبية تلك الفكرة التي تدفع نحوها حكومته منذ أشهر لردع أي عدوان روسي محتمل، حتى أن الحكومة البولندية كانت على استعداد لدفع ما يصل إلى ملياري دولار.
لم تحظَ تصريحاته بقدر كبير من الثناء في بلاده
ويبدو أن تصريحات دودا في واشنطن لم تحظَ بقدر كبير من الثناء في بلاده، إذ أعلن المنتقدون غضبهم بسبب ما وصفوه بأنه "سلوك جبان"، إذ كتبت السيناتور البولندية باربرا زدروجيوسكا عبر "تويتر": "قرر الرئيس دودا الاستفادة من غرور ترامب وخرج باقتراح حصن ترامب، لو أنه فعل ذلك في محادثة خاصة، مازحا، كان يمكن أن تكون خطوة ماكرة، لكن إعلانه ذلك في مؤتمر صحافي أمام نصف العالم كان مثيرا للشفقة، لقد أهان نفسه وأهاننا وأهان ترامب"، كما استخدم وزير الدفاع الأسبق توماز سيمونياك، والذي هو الآن عضو بارز في أكبر حزب معارض، موقع "تويتر" لانتقاد الزعيم البولندي: "يا له من إحراج أمام العالم بأسره! حتى قادة جمهوريات الموز لديهم احترام أكبر لأنفسهم ولبلدهم أكثر من احترام الرئيس دودا".
وافق حلف شمال الأطلسي على نشر قوات عسكرية في بولندا
وزادت تعاسة البولنديين بشأن المسألة مع نشر صورة تظهر الرئيسين، أحدهما (البولندي) يقف ويبتسم، والآخر (الأميركي) يجلس وعلى وجهه نظرة صارمة، وقال يوجينيوس سمولار، المحلل في مركز العلاقات الدولية، عبر موقع "تويتر": "ألم يكن رئيس بولندا يستحق كرسيا على الأقل في البيت الأبيض مقابل مليارات الدولارات؟ هذا وضع مريع".
ووافق حلف شمال الأطلسي على نشر قوات عسكرية في بولندا، بما في ذلك بعض القوات من الولايات المتحدة، وبدا أن فكرة وجود قاعدة أميركية دائمة في ما كان في وقت ما جزء من تحالف حلف وارسو من المؤكد ستزعج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لطالما غضب الزعيم الروسي من التعدي الغربي على الأراضي التي تنظر إليها موسكو كجزء من منطقة نفوذها سياسيا جغرافيا، بما في ذلك أماكن مثل شبه جزيرة القرم وجورجيا وأوكرانيا ودول البلطيق، لكن بالنسبة إلى ترامب فإن فكرة أن يدفع حليف من حلف شمال الأطلسي ثمن ضمانة أمنية أميركية تتوافق مع حملته الرامية إلى إصلاح ما وصفه بأنه إفراط غير عادل في تبرير بعض حلفاء الناتو بشأن سخاء واشنطن.