المضيق: جميلة عمر
جددت الحكومة الإيفوارية، أمس الثلاثاء في أبيدجان، التأكيد على إرادتها الارتقاء بتعاونها مع المغرب إلى مستوى أعلى, وقال وزير التكامل الإفريقي وإيفواريي المهجر، آلي كوليبالي، خلال حفل استقبال نظمته سفارة المغرب في أبيدجان بمناسبة عيد العرش، إنه "منذ إرساء علاقاتنا الدبلوماسية يوم 16آب/اغسطس 1962، وقع المغرب وكوت ديفوار 146 اتفاق، وعددًا مهما من الآليات القانونية بين البلدين".
وأشار إلى أن توقيع هذه الاتفاقيات مكن من تسهيل إنجاز العديد من المشاريع في مجالات متنوعة من قبيل المالية والمجتمع والبنوك والفلاحة والصيد البحري والصناعة والسياحة والنقل والتكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال، والبناء والأشغال العمومية، والتكوين الجامعي والمهني, وأكد على أنها تكمن في جودة علاقات الصداقة والأخوة التي تجمع البلدين تشكل ضمانة لآفاق المشعة على الدوام من أجل تعاون ثنائي أكبر مثمر وواعد بتقدم البلدين
وأشار إلى أنه من ضمن 185 مقاولة تم إحداثها سنة 2015 من قبل مركز إنعاش الاستثمار في كوت ديفوار، تشكل المقاولات الإيفوارية 31 في المائة، متبوعة بالمقاولات المغربية (22 في المائة)، والفرنسية (16 في المائة), وأضاف, "هذا الإنجاز كان ممكنا بفضل عزمة والرؤية السامية لقائدي البلدين في ذلك الحين، وهما الراحلان فيليكس هوفويت بوانيي والملك الحسن الثاني، اللذان قررا إقامة روابط قوية من الأخوة الصادقة، ثم بفضل إرادة الرئيس الحسن واتارا والملك محمد السادس اللذين أعطيا طابعا خاصا للتعاون الإيفواري المغربي".
ونوه إلى أن صادرات كوت ديفوار إلى المغرب بلغت في 2014 ما مجموعه 3،10 مليار فرنك إفريقي مقابل 5،85 مليار من الواردات المغربية، أي ما يوازي مبادلات إجمالية بنسبة 8،95 ، مناشدا الطرفين اتخاذ جميع الخطوات المناسبة لرفع مستوى هذه المبادلات التي لا تزال، على الرغم من كل الجهود، دون قدرات كل منهما وشدَّد على أن كوت ديفوار والمغرب يتقاسمان قيم الحوار والسلام والعدالة والأمن نفسها، مشيرا إلى أن البلدين يواصلان اتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحة الإرهاب الدولي، والجرائم الإلكترونية وغسل الأموال والاتجار بالمخدرات، والقرصنة ومكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر, كما رحب بإعلان استعادة المغرب "لموقعه الطبيعي" في الاتحاد الأفريقي، يوم 17 يوليو/تموز الماضي في قمة كيغالي، بعد اثنين وثلاثين عامًا من الغياب, وخلص إلى أن عودة المغرب إلى أسرته الكبيرة ستمكن المملكة من دون شك، من المشاركة بفعالية في بلورة وتنفيذ سياسة التكامل الإفريقي.