الرباط ـ المغرب اليوم
أشرف العاهل المغربي الملك محمد السادس، برفقة الوزير الأول الإيفواري، أمادو كون كوليبالي، على تدشين "مركز محمد السادس" للتكوين في طب المستعجلات، في المركز الاستشفائي الجامعي "يوبوغون" في أبيدجان، والذي يجسد التوجه الأفريقي للمملكة المغربية والالتزام المستمر للملك محمد السادس من أجل تعاون جنوب- جنوب متين، فاعل ومتضامن.
ويعكس هذا المشروع الأول من نوعه في أبيدجان، والذي تمت تهيئته وتجهيزه من طرف "مؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة"، الاهتمام الخاص الذي يوليه الملك محمد السادس لتكوين وتأهيل العنصر البشري، حجر الزاوية في كل مشروع تنموي، وكذا العزم الوطيد للملك على مصاحبة جمهورية كوت ديفوار في جهودها الرامية إلى تحسين والنهوض بالخدمات الصحية.
ويتوفر المركز الجديد الذي يقترح تكوينًا تطبيقيًا في طب المستعجلات لفائدة الأطباء ذوي الاختصاص والأطباء المستقبليين بالمراكز الاستشفائية الجامعية لكوت ديفوار، والمسعفين والأطر الشبه طبية، على بنيات وتجهيزات حديثة تستجيب للمعايير الدولية المعمول بها في هذا المجال. ويشتمل، بالخصوص، على قاعات للمحاكاة (البالغين/ الأم والطفل)، والأعمال التطبيقية، والتحكم متعدد الوسائط، والدروس (مع إمكانية البث المباشر للأعمال التطبيقية والمحاكاة الجارية في باقي القاعات من أجل تتبع أوسع)، والتقييم، إلى جانب قاعة للمدرسين.
وسيتم تسيير هذا المركز، الذي تقدر طاقته التكوينية السنوية ب 75 متخصصًا في طب المستعجلات و120 مسعفًا وإطار شبه طبي، في إطار شراكة بين المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس في مراكش ووزارة الصحة والنظافة العمومية الإيفوارية. وقد تم التوقيع في هذا الصدد على اتفاقية بين المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس والمركز الاستشفائي الجامعي ليوبوغون بتاريخ 1 مارس/آذار الماضي، والتي تهم على الخصوص، تعزيز قدرات الأطقم الطبية في مجال الجودة وتدبير المخاطر.
ويتعزَّز الزخم الذي يشهده التعاون بين البلدين من خلال مشروع إنجاز مركب للتكوين في مهن البناء والأشغال العمومية والسياحة، كان الملك محمد السادس قد أعطى انطلاقة أشغال إنجازه في يونيو/حزيران 2015 في جماعة يوبوغون، والذي اطلع اليوم على مدى تقدم الأعمال فيه.
ويروم هذا المشروع، الذي بلغ معدل إنجاز إجمالي نسبته 45 بالمائة، تمكين قطاع البناء والأشغال العمومية، وكذا السياحة والفندقة والمطعمة من موارد بشرية مؤهلة، وتعزيز فرص تشغيل الشباب والنهوض باندماجهم السوسيو- مهني، ومصاحبة الورش الكبرى للتنمية السوسيو- اقتصادية المنفذة في كوت ديفوار.
وسيوفر المركب المزمع إنجازه (70 مليون درهم)، والذي يعد ثمرة شراكة بين وزارة التربية الوطنية والتعليم التقني والتكوين المهني الإيفوارية، ومؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة، ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، تكوينات في 12 تخصصا تتعلق بقطاع البناء والأشغال العمومية و9 تخصصات تتعلق بقطاع السياحة، حيث من شأنه استقبال قرابة 1000 متدرب.
وتعكس مختلف هذه المشاريع التي تعدُّ تجسيدًا بليغًا لتعاون جنوب- جنوب ناجح، العزم الراسخ للمغرب على مصاحبة التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها جمهورية كوت ديفوار، وكذا الرغبة والالتزام القويين للمملكة حيال تنويع مجالات التعاون، ومشاطرة الخبرة التي راكمتها في القطاعات المحدثة للثروة وفرص الشغل، والمساهمة في تنمية ورفاهية المواطن الإفريقي.