طرابلس ـ فاطمة سعداوي
قدّم مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا، غسان سلامة، إلى مجلسي النواب "طبرق" والدولة "طرابلس" اقتراحًا جديدًا لتعديل المواد المتعلقة بالسلطة التنفيذية في الاتفاق السياسي الذي تم التوصل إليه في منتجع الصخيرات المغربي، يتضمن نقاطًا مهمة أبرزها أن يتشكل مجلس رئاسة الدولة من رئيس ونائبين، على أن تُتخذ قراراته بالإجماع.
وأشار سلامة أيضًا إلى آليات اختيار أعضاء مجلس رئاسة الدولة، عبر الاختيار بين قوائم تضم 3 مرشحين ممثلين عن مناطق ليبيا الكبرى "شرق وغرب وجنوب"، شرط أن يزكي 10 أعضاء من مجلس النواب، و10 من أعضاء مجلس الدولة كل قائمة، مشترطًا تأليف لجنة لتقصي صحة شروط ترشح القوائم المتنافسة.
وأكدت النائب سلطنة المسماري، تسلم رئيس البرلمان عقيلة صالح اقتراح سلامة، قائلة: "أعتقد أن الاقتراح سيُعرض ضمن جدول الأعمال إلى جانب بنود أخرى، أهمها قانون دعم صندوق الزواج، والمبادرة المقدمة من أعضاء من مجلس الدولة ومجلس النواب في القاهرة".
من جهة أخرى، التقى رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج، الإثنين، وفدًا من أعضاء مجلس النواب عن طرابلس وأعضاء من المجلس الأعلى للدولة عن
العاصمة أيضًا، وناقش معهم مستجدات الوضع السياسي في البلاد، وتم خلال اللقاء التأكيد على ضرورة العمل من أجل تحقيق توافق وطني وأن يصل المسار السياسي إلى الدولة المدنية الديموقراطية الحديثة.
وأعرب السراج عن أمله "بأن يدرك المعرقلين أن معاناة المواطنين لم تعد تحتمل، وأنه حان للبعض أن يرتفع إلى مستوى المسؤولية الوطنية"، مشيرًا إلى "ضرورة طرح الدستور على الاستفتاء احترامًا للمسار الديموقراطي ليقرر الشعب ما يراه بشأنه رفضًا أو قبولًا".
إلى ذلك، ارتفع عدد الجثث التي عُثر عليها في غربي العاصمة، الإثنين، إذ أفادت جماعة حقوقية، بأن "مواطنين ليبيين عثروا على 28 جثة عليها علامات أعيرة نارية وتعذيب"، وقال المسؤول في اللجنة الوطنية الليبية لحقوق الإنسان، أحمد حمزة إن "جثث القتلى عائدة لمسلحين يعارضون القوات المؤيدة للحكومة الوفاق قُبض عليهم قبل قتلهم"، مضيفًا أن "السكان عثروا على الجثث قرب طريق في بلدة الهيرة داخل منطقة ورشفانة على بعد 60 كيلومترًا جنوب غربي طرابلس. لم يُسمح لذوي القتلى بتسلم الجثامين لأسباب مجهولة»، مؤكدًا أن "وحدة تقصّي الحقائق والمراقبة في اللجنة علمت بوجود آثار تعذيب وأنهم قتلوا بأعيرة نارية في الصدر والرأس".
ويذكر أن التواصل بين منطقة ورشفانة والعاصمة طرابلس انقطع منذ أعوام، وباتت المنطقة تشهد زيادة كبيرة في أعمال العنف والنشاطات الإجرامية، إلى ذلك، أعلن المجلس العسكري لمدينة الزنتان، جنوبي غرب طرابلس، أنه يسعى إلى التعامل مع القتل والخطف والأعمال الهمجية في المنطقة، إلا أن المجلس الرئاسي لم يُصدر أي تعليق منذ اكتشاف الجثث.
إلى ذلك، قرر ممثلو مجموعة الاتصال حول طريق الهجرة في وسط البحر الأبيض المتوسط، العمل على تحسين ظروف المهاجرين في مراكز الاحتجاز في ليبيا، مع تطوير بدائل لهذا الحل، وذلك إثر اجتماع عقد في بيرن في سويسرا شارك فيه ممثلون عن وزارات الداخلية أو ممثلون آخرون لـ13 دولة أوروبية وأفريقية من بينها ليبيا.
وذكرت وزارة الشرطة والعدل السويسرية في بيان إن "المشاركين يريدون رفع التحديات التي يطرحها الوضع المأساوي على طول طريق الهجرة باتجاه شمال أفريقيا، من خلال تحسين سبل تجنب تهريب المهاجرين ومكافحة الاتجار بالبشر ودعم العودة الطوعية باتجاه البلد الأصلي".