بانغول ـ لينا عاصي
انتظرت غامبيا، وصول رئيسها الجديد أداما بارو، بعدما امتثل الرئيس المنتهية ولايته يحيى جامع، للضغوط العسكرية والدبلوماسية للبلدان المجاورة في غرب أفريقيا، وغادر إلى المنفى في أعقاب أزمة استمرت ستة أسابيع.
وظل الرئيس الجديد في السنغال المجاورة في انتظار عودته إلى العاصمة بانغول، بعد الأزمة التي أشعلها فوزه في الانتخابات الرئاسية، في حين يبدو أن جامع سيضمن حق عودته إلى الوطن. وذكر بيان مشترك صدر بعد فترة وجيزة من نفي جامع، من قبل الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، أن المؤسسات ستبحث مع حكومة بارو إنها ستضمن حقوقه بما فيها العودة إلى بلاده وحمايته وأسرته وأنصاره من المطاردة القانونية.
وأكد ماي أحمد فاتي، وهو أحد كبار مستشاري بارو، أن البيان المشترك لا يتضمن موافقة الرئيس الجديد، قائلًا "شعرت بالصدمة لأنني علمت من على موقع فيسبوك أن الوثيقة التي رفضناها نُشرت على موقع المجموعة الاقتصادية والاتحاد الأفريقي، ولن تحترم غامبيا ما ورد في البيان المشترك، ولا نعتبره ملزمًا لنا من الناحية القانونية".
وأوضح ريد برودي، المحامي الحقوقي الدولي، إنه على الرغم من أن البيان يضمن الحماية القصوى لجامع، إلا أنه لا يمنحه حصانة أو عفوا قانونيًا، لافتًا إلى أن القانون الدولي لا يعفوا عن جرائم معينة مثل التعذيب والقتل السياسي الجسيم أو الممنهج. وتابع برودي "اعتمادًا على مصير جامع، فلا تزال العقبة الحقيقية وراء خضوعه للمساءلة، سياسية". وتم الاتفاق على مغادرة جامع إلى المنفى مساء السبت، نتيجة الوساطة التي قام بها الرئيسان الموريتاني محمد ولد عبد العزيز والغيني الفا كوندي، بايعاز من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا.
وأشار التقرير إلى أن جامع شخص لا يمكن التنبؤ به، فهو معروف بتصريحاته الغريبة مثل ادعائه أن التدليك باستخدام الموز والأعشاب قد يعالج الإيدز، لكن بعض النظر عن ذلك ظهر وهو يلوح من الطائرة يوم السبت للجنود الذين انخرطوا في البكاء. وكان أخر مرة قد شوهد وهو يحلق، كان أثناء رحلته إلى غينيا الاستوائية، وهي ليست دولة طرف في المحكمة الجنائية الدولية. وغادر جامع بانجول بعد الساعة على متن طائرة خاصة مع كوندي إلى غينيا، أما المقربون منه ومساعدوه فسافروا على متن طائرة لشركة موريتانية. وعمت تظاهرات الفرح بانجول، احتفالاً بتنحي جامع الذي حكم البلاد طيلة أكثر من 22 عامًا، ثم تراجعت خلال الليل الذي كان هادئًا.