الرئيسية » أخبار محلية وعربية وعالمية
سكرتير بريكست دومينيك راب وميشال بارنييه

لندن - كاتيا حداد

يطرح مستنقع التناقض وعدم الترابط الذي يطغى الآن على إستراتيجية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، سؤالًا بسيًطا، وهو لماذا يتظاهر الجميع بأن لدينا خيارًا بين خطة لعبة الداما الخاصة برئيسة الوزراء، تيريزا ماي، وعدم وجود صفقة؟، دعونا نذكر أنفسنا بالحقيقة البارزة هنا: كانت لعبة الداما، كما هي عليه نهائية بشكل قاطع، رفضها ميشيل بارنييه بشكل لا لبس فيه، وأعلن ذلك تحت النظر لأن الافتراضات الأساسية انتهكت المبادئ المقدسة للاتحاد الأوروبي.

اتفاق ماي مجرد مخرج لبدء المفاوضات

ما عرض على مجلس الوزراء كان خارج الطاولة ويلقي في النسيان التاريخي، ورغم ذلك أعلنت مفوضية الاتحاد الأوروبي أن العرض ليس خيارًا قابلًا للتطبيق في مثل هذه الشروط الرنانة، حيث يتعين إعادة صياغته لجعله جديرًا بالمناقشة، لذا، فإن مصطلح "لعبة الداما"، كما هو الحال في شعار "تشاك تشيكرز" وريز موغ، هو مجرد أمر مشفر، تعبير ملطف عن مخرج لين أو غير موجود، وهذا يعني، من أجل القيام بمناورة افتتاحية في "مفاوضات" ذات اتجاه واحد تكون فيها جميع التنازلات من جانبنا، وسيخرج السيد بارنييه الناجح بأناقة.

ويعد هذا هو الخيار الفعلي، ولكن ساعد فيليب هاموند بطريقة لا تضاهى على توضيح مخاطر عدم وجود صفقة، ويؤكد ذلك فريق وزارة الخزانة، حيث سيكون مدمرًا ماليًا واجتماعيًا على حد سواء، لذا، دعونا نتفق جميعًا على أن "لعبة الداما" هي رمز للبدء، ولكن لا يمكن اتخاذها حرفيًا لأنها بعيدة عن كونها البديل الوحيد الممكن "لعدم وجود صفقة"، فهي ليست الصورة الحالية، وهذا يقودنا إلى أوراق التوجيه الفني التي طال انتظارها والتي تقدم المشورة إلى القطاعات الاقتصادية المعنية حول ما يجب فعله عندما تنفجر القنبلة، يبدو أن هذا يتألف جزئيًا من التحذيرات السخيفة حول التوافه، ويبدو أن الاتحاد الأوروبي يتحكم في تصميم الملصقات على الأغذية العضوية، من يعرف؟، إلى تعليمات مملة بشكل مثير للذخف حول الأوراق الجمركية التي تمكنت من أن تكون غامضة ومضللة بشكل مزعج.

كان كل هذا مليئًا بكلمات مثل "قد" و"ربما" و"يمكن" والتي تعني قول "لا أحد يعرف في الواقع ما هو المطلوب لأننا لم نناقش أي شيء بعد"، لأننا لم نصل بعد إلى إعلان عدم وجود صفقة، ولذا فإننا نمضي قدمًا، عند هذه النقطة فقط سنكتشف فقط مقدار العقوبة التي يستعد الاتحاد الأوروبي لإلحاقها بدوله الأعضاء في السعي إلى الانتقام، وبالتالي مقدار الضرر المحتمل الذي يجب أن تستعد بريطانيا له، فهذا الثأر سيأتي بسعر.

الحكومة تعيش حالة من الفوضى

وفي هذه الأثناء، يبدو أن هناك بعض الارتباك حول نية الحكومة في إصدار هذه الأوراق الاستشارية الفنية، هل صممت لطمأنة عامة الناس الذين يفترض أنهم لم يتم إبلاغهم أن كل شيء سيكون على ما يرام حتى في حالة الخروج دون صفقة؟

كان هذا بوضوح الهدف الظاهر، حيث صاغ دومينيك راب، إعلاناته بأكبر قدر ممكن من الشروط، لن يلاحظ الناس في المنزل الفرق بين الخروج من الاتحاد الأوروبي في موعده أو غير موعده، ولكن كانت هناك نظرية بديلة، وهي التفاصيل المعقدة والمقلقة في بعض الأحيان، حيث لن يحصل المغتربون على معاشاتهم التقاعدية! ستصبح معاملات بطاقات الائتمان أكثر غلاء!، من شأن هذه المخاوف أن تجعل الجحافل الحزينة تحتضن لعبة الداما الخاصة بالسيدة ماي، ولكن أيضًا وسط حالة من الرعب، ولكن أيهما كان؟ من تعرف؟ تبدو نوايا الحكومة متناقضة ومتناقضة إلى درجة أنه من المستحيل الحكم عليها.

إذا كانت هذه الحزمة الغريبة من النصائح العديدة تهدف إلى التقليل من القلق والغضب لكل هؤلاء الأشخاص العاديين الذين يريدون فقط من الحكومة "أن تتعامل معهم"، فقد يكون لها تأثيرا ضارا.

البريطانيون ضحية في حالة المغادرة أو البقاء

وإذا تم وضع هذه الحزمة الغريبة من المشورة ستفشل الحكومة في ذلك، وإذا كان المقصود منها تقليل القلق والغضب لكل هؤلاء الأشخاص العاديين الذين يريدون فقط من الحكومة أن تتعامل معهم، فقد يكون لها تأثيرًا ضارًا، وما أصبح واضحًا بشكل مزعج في كل تلك التفاصيل الغزيرة هو كيف أصبحنا متشابكين في النظام البيروقراطي للاتحاد الأوروبي، وتهيمن الآن الدرجات المذهلة من القانون واللوائح الأوروبية على إدارة كل مجالات حياتنا اليومية تقريبًا، وهنا رسالة إلى الناخبين المؤيدين للخروج من الاتحاد الأوروبي، كان الأمر أسوأ بكثير مما كنت تعتقد، ولمؤيدي البقاء، هل علمتم أننا كنا في هذا العمق؟

ومن الواضح أن التجار الأحرار خسروا صراعًا على السلطة مع وزارة الخزانة، التي لا تؤمن بأي شيء حر، لأنها مهووسة بالتحكم في السيطرة، لذا يبدو أن المملكة المتحدة تركت راية مدقومة من لعبة الداما أو نهاية العالم لعدم وجود صفقة، وحتى الآن لا أحد يعرف كيف يمكن أن تنتهي نهاية الصفقة.

إن عدم وجود اتفاقية تجارة حرة شاملة لن يمنع الترتيبات الحدودية غير الرسمية أو التفاهمات الثنائية أو إصلاحات القنوات الخلفية، كل ذلك سيأخذ مساره الخاص، كما أن الحكومات المنتخبة في أوروبا لن تفكك سكانها من أجل الغرور الإيديولوجي.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الملك محمد السادس يُوجه رسالة إلى المشاركين في المنـاظرة…
تجددت الاشتباكات بين القوى الأمنية الفلسطينية ومسلحين من كتيبة…
وفد دبلوماسي أميركي رفيع المستوى يصل دمشق للقاء ممثلين…
الأمم المتحدة تُصوت على مشروع قرار لطلب رأي محكمة…
دعوى قضائية تتهم إدارة جو بايدن بالتخاذل عن إجلاء…

اخر الاخبار

وزير الداخلية المغربي يؤكد الاهتمام الذي يوليه الملك محمد…
وفد برلماني شيلي يشيد بدينامية المشاريع التنموية بمدينة الداخلة
وزير الخارجية الأميركي يُشيد بالشراكة مع المغرب في مجال…
لفتيت يُبرز مجهودات وزارة الداخلية لمحاربة البطالة ودعم المقاولات…

فن وموسيقى

سلاف فواخرجي تفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان أيام قرطاج…
كاظم الساهر يسّتعد للعودة للغناء في المغرب بعد غيابه…
المغربي حاتم عمور يستنكر عدم حصوله عن أي جائزة…
منى زكي تؤكد أنها تتأنى دائما في اختياراتها لأعمالها…

أخبار النجوم

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
تامر حسني يشوق جمهوره لدويتو مع رامي صبري
أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
أحمد السقا يكشف عن مفاجأة حول ترشحه لبطولة فيلم…

رياضة

المغربي أشرف حكيمي ضمن أفضل 100 لاعب لسنة 2024
نجم منتخب البرازيل وريال مدريد فينيسيوس جونيور يفوز بجائزة…
ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح
يوسف النصيري يواصل تألقه رفقة فريقه فنربخشة في الدوري…

صحة وتغذية

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
وزارة الصحة المغربية تكشف نتائج التحقيق في وفيات بالمركز…
اختبار عقاراً جديداً يُعيد نمو الأسنان المفقودة
المغرب يُنتج أول اختبار لفيروس جدري القردة في أفريقيا

الأخبار الأكثر قراءة

ترامب يرشح روبيو لوزارة الخارجية ومايكل والتز مستشاراً للأمن…
دعوات في طهران للتفاوض مع ترامب للتغيير في العلاقات…
أميركا تستهدف منصات إطلاق صواريخ في الحديدة وتضرب أهدافاً…
دعوات إسرائيلية لضم الضفة والاحتلال يعترض مُسيّرتين في وادي…
قمة الرياض تتبنّى حل الدولتين وتطالب تسليح إسرائيل وإجبارها…