الدار البيضاء ـ عادل سلامه
أشرف العاهل المغربي الملك محمد السادس، الجمعة، في الدار البيضاء، على تدشين مجمع إداري وثقافي تابع إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، كلف إنجازه 166 مليون درهم (17.7 مليون دولار)، وأنجز المجمع الجديد، تنفيذاً للتوجيهات الملكية المتعلقة بإنشاء مجمعات مندمجة بمجموع محافظات المملكة، بما يجعلها بنيات للإشعاع الديني والثقافي، تمكن العلماء من القيام بمهام التوجيه والتنظيم وترسيخ الثوابت الدينية والوطنية المنوطة بهم على أكمل وجه.
وينسجم هذا المشروع، المشيد على قطعة أرضية مساحتها 7850 متراً مربعاً، مع الجهود التي يبذلها العاهل المغربي، الرامية، بالخصوص، إلى جعل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تقوم من جديد بدورها الطلائعي في خدمة المكتبات العلمية، ونشر الثقافة الإسلامية، وصيانة الموروث الإسلامي، ويشتمل هذا المجمع ، الذي تعكس هندسته وزخرفته براعة وعبقرية الصانع التقليدي المغربي، وكذا تنوع وغنى الموروث المعماري الوطني، على جناح إداري يضم مقرات المجلس العلمي المحلي لمحافظة الدار البيضاء - أنفا، والمندوبية المحلية للشؤون الإسلامية، ونظارة الأوقاف، كما يحتوي المجمع على قطب ثقافي يشمل مركزاً للتوثيق والأنشطة الثقافية، به ثلاث مكتبات مخصصة، على التوالي، للعلوم الاجتماعية والآداب، والدراسات الإسلامية والتاريخ، ومكتبة للأطفال، وقاعات للمخطوطات والمنحوتات، والمجلات والدوريات، وفضاءات للتوثيق مرصودة لضعاف السمع والبصر.
ويضم المجمع فضاء للأطفال، وقاعات لـ«المعلوميات والأنشطة متعددة الوسائط»، وقاعات للاجتماعات، وقاعة للعروض تتسع إلى 296 مقعداً، وقاعة شرفية، وقاعة للصلاة، ومرأب من طابقين يتسع إلى 100 سيارة وفضاءات خضراء، وسيشكل هذا الصرح الجديد فضاء متميزاً لتنظيم التظاهرات الدينية والثقافية، بما من شأنه تعزيز إشعاع العاصمة الاقتصادية للمملكة والنهوض بالكفاءات التي تزخر بها، كما سيتيح تدبير الشؤون الدينية وفق مبدأ القرب. ويأتي إنجاز هذه المنشأة في إطار استراتيجية مندمجة، شاملة ومتعددة الأبعاد تنفذها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بهدف إنجاز مجمعات مماثلة بمختلف مدن المملكة. وأنجزت مجمعات مماثلة بمدن مكناس ووجدة ومراكش وطنجة وميدلت وتارودانت وشفشاون وخريبكة والناظور وبنسليمان، في حين توجد مجمعات أخرى في طور الإنجاز بكل من سلا، وبنجرير، وتنغير، وسيدي بنور، وقلعة السراغنة، وتاوريرت، والحسيمة، والعرائش.