الرئيسية » أخبار محلية وعربية وعالمية
سورية

لندن - كاتيا حداد

أكد الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك، أن المعارضة السورية "المعتدلة" أعلنت من قبل عن مقتل القائد الأمني السوري جميل حسن، الذي يعدّ أحد أكثر المدافعين عن الرئاسة السورية، وذلك قبل أربعة أعوام، موضحًا أن موسوعة "ويكيبيديا" مازالت تشير إليه باعتباره جزء من الزمن الماضي، إلا أن المؤكد أن الرجل الذي يبلغ من العمر 63 عامًا، مازال على قيد الحياة.

وأضاف فيسك في مقاله، في صحيفة "الاندبندنت" البريطانية، الذي كتبه بعد لقائه بالقائد جميل حسن، قائلًا "مصافحته تتسم بالبرود الشديد، بينما عيناه كانتا تحدقان لي، وكأنه محققًا غاضبًا تثبتان أنظارهما عليّ، مثل شعاع المنارة، وصوته يجمع بين هدير الأسد والنقاش البطيء، أنه الرجل الذي لا يمكن تجاوزه بسهولة".

وأوضح حسن قائلًا "في وسائل الإعلام الغربية ينظرون إليّ كمجرم حرب، ولذا فأنا لست متأكدًا ما إذا كان مقالك عني سيسمح بنشره في "الاندبندنت" أم لا، وأنا مستعد للاستمرار في عملي حتى إذا قادني ذلك للوقوف أمام محكمة جرائم الحرب الدولية، لأن سورية تستحق التضحية".

وبيّن فيسك أن رئيس جهاز المخابرات الجوية السورية يبالغ قليلًا، فلا توجد محكمة جرائم حرب أصدرت أمرًا باعتقاله، إلا أن الاتحاد الأوروبي أدانه بسبب تورطه في أعمال قمع ضد الانتفاضة المدنية التي شهدتها سورية في عام 2011، وفرضت ضده حظرًا للسفر، إضافة إلى تجميد أصوله المالية. وفرضت وزارة الخزانة الأميركية، عقوبات عليه، للمشاركة في ارتكاب انتهاكات ضد حقوق الإنسان، وذلك بعد التهديدات التي أطلقها الرئيس الأميركي باراك أوباما ضد النظام السوري، وقالت السلطات الأميركية إن جهاز الاستخبارات الجوية السوري، والذي أنشأه والد الرئيس السوري الحالي حافظ الأسد، قتل حوالي 43 متظاهرًا على الأقل في نيسان/إبريل 2011.

وتابع الكاتب البريطاني البارز، أن المسؤول الأمني السوري، لم يتجنب الرد على أي تساؤل خلال الحوار الذي دام بينهما لأكثر من ثلاث ساعات، حتى ما يتعلق منها بالسجون الخاصة به، بينما كان يكرر دائمًا ولائه للرئيس السوري بشار الأسد، موضحًا أن رد الفعل القاسي من قبّل النظام السوري على الموجات الأولى من الثورة السورية في عام 2011 سحقت كل المعارضة المسلحة للنظام في وقت واحد. وأشار أيضًا إلى قيام النظام السوري بسحق تمرد الإخوان المسلمين في حماة عام 1982، والتي قتل خلالها ألاف المدنيين والمقاتلين، موضحًا أن ما أقدم عليه النظام حينها كان ردًا على المجازر التي نصبها التنظيم لقيادات وأعضاء حزب البعث في المدينة في ذلك الوقت.

واستطرد الجنرال حسن حديثه عن نفسه، قائلًا "لقد كنت ضابط أمن صغير في ذلك الوقت. كنت مازالت شابًا. كانت التقارير الأمنية مبالغ فيها إلى حد كبير، في ذلك الوقت بشأن الضحايا. ولكن الحقيقة هي أننا إذا كنا تعاملنا مع الأزمة الراهنة بنفس الطريقة التي تعاملنا بها مع أزمة حماه، كنا سننقذ الكثير من الدم السوري". وأضاف فيسك "كان يصرخ بوجهي قائلًا أن الغرب يتأمر ضد سورية. والبداية كانت مع إسرائيل التي تعدّ بمثابة رأس الأفعى والدول الأخرى التي تدعم سياساتها جنبًا إلى جنب مع الأنظمة العربية".

وواصل الجنرال السوري حديثه، قائلًا "الإسرائيليين والحكام العرب لا ينظرون إلى مصالح الشعوب، ولكنهم يحتاجون فقط إلى وكلاء يدعمون أجنداتهم الخاصة. هم يعرفون أن قوة سورية في وحدتها، لذلك يفعلون كل ما يفعلونه لأنهم يريدون فقط تقسيم سورية، وهذا الأمر لن يتحقق إلا بتشجيع الفكر المتطرف".

وقسّم الجنرال حسن حياته إلى مرحلتين، الأولى كضابط شاب خلال العشرين سنة الأولى من خدمته، يراه خلالها معارضوه بأنه كان وحشيًا، بينما كان الجزء الثاني من حياته، كأب للعقيد سهيل حسن، ويشجعه على محاربة المتطرفين الإسلاميين. ويقول فيسك أن الجنرال السوري كان حريصًا على امتداح بشار الأسد رغم أنه يرى أن والده حافظ كان أكثر منه حزمًا. وأضاف حسن "أن بعضًا من أبناء الشعب السوري الأميين شاركوا في تلك المؤامرة التي حاكها هؤلاء الإسلاميون المتطرفون، حيث أنهم تظاهروا حتى يفتحوا الباب أمام تلك القوى للتظاهر بأن هناك ثورة، وكانت البداية في آذار/مارس 2011، عندما قام النظام القطري، الذي يحظى بعلاقات طيبة جدًا مع الإخوان المسلمين، بتشجيع الطائفية".

وتابع "المتطرفون الإسلاميون جنبًا إلى جنب مع الإسرائيليين التقيا حول هدفًا واحدًا وهو تقسيم سورية، والدليل على ذلك هو التنسيق بين جبهة النصرة وإسرائيل بشأن الجولان. وهنا أتساءل لماذا تقدم إسرائيل الرعاية الصحية والعلاج للميليشيات؟ حتى عندما استولى تنظيم "داعش" على بضعة كيلومترات بالقرب من الحدود مع إسرائيل، لماذا لم تقدم الحكومة الإسرائيلية على مهاجمتهم؟" وأضاف "هنا نجد تساؤلًا يبدو أكثر أهمية وهو ماذا يعني ذلك؟ إنها مسألة في غاية الأهمية لأنها تعكس ببساطة أن كلا من أميركا وإسرائيل وفرنسا وبريطانيا والسعودية، قرروا جميعًا تقسيم سورية، حتى وإن كانت لهم مصالح متعارضة. سورية تحمل أهمية كبيرة جدًا بالنسبة لهم لذلك قرروا العمل سويًا".

وحذّر القيادي العسكري السوري أن الدول الأوروبية، ستكون الأكثر تضررًا إذا ما انهارت سورية، مضيفًا أن "الأميركيين والأوروبيين أصبحوا مثل الراعي الذي يمكن الذئب من منزله، فيأكل في النهاية كل الدجاج والخراف". وأضاف "إذا ما كانت التكتيكات التي استخدمها النظام السوري في حماه، استخدمها مجددًا في الأزمة الراهنة منذ البداية، لكانت الحرب انتهت تمامًا. الاستراتيجية الحالية تخضع تمامًا للرئيس بشار الأسد، ولكني أحمل رؤية مختلفة تمامًا. والطلاب الصينيون احتشدوا في تظاهرة في ميدان تيانانمن عام 1989 لأنهم أرادوا التغيير. إذا لم تكن الحكومة الصينية، أنهت هذا الأمر سريعًا، أين كانت ستصبح الصين الآن؟".

وأشار إلى أن الأتراك في الثمانينات كانت تختلف تمامًا عن وضعها الحالي، حيث أنها لم تكن داعمة للإرهاب على غرار الوضع الراهن، ولكن كان مؤيدو الإرهاب هم الرئيس العراقي السابق صدام حسين، والعاهل الأردني الملك حسين، موضحًا أنهم اتجهوا لدعم الإسلاميين ليس حبًا فيهم، ولكن كراهية في حافظ الأسد. وأوضح الجنرال العسكري أن هناك ضغوطًا كبيرة من قبل الإسلاميين في سورية لغسل أدمغة الشباب، حيث أنهم كانوا يمارسون كل أنواع الضغوط على فقراء الريف السوري خلال الأعوام الأولى من الحرب الحالية، موضحًا أن تلك الأنشطة كان يقوم بها تنظيم القاعدة، والذي يمثله حاليًا جبهة النصرة، وهو نفس الفصيل الذي اتجه الغرب إلى دعمه بالسلاح.

وأوضح أن الناس في قرى حلب الخاضعة تحت سيطرة المعارضة، يتم إجبارهم على المشاركة في القتال ضد النظام السوري، مشددًا على أن الغالبية العظمى من سكان تلك القرى يرغبون في تركها، والاتجاه غربًا حيث توجد الحكومة السورية. وأضاف أن الحل الوحيد هو أن تتوقف القوى الغربية عن تقديم الدعم للتنظيمات المتطرفة. واستطرد الجنرال السوري "أنه أمر مثير للسخرية والاشمئزاز، أن تقول الولايات المتحدة أن هناك معارضة معتدلة في سورية. أنا مندهش كيف يمكن للولايات المتحدة والأمم المتحدة بذل كل هذا الجهد من أجل توصيل المساعدات الإنسانية للمواطنين المتواجدين في شرق حلب والتي تعدّ منطقة صغيرة للغاية".

واختتم حديثه قائلًا "الأميركان هم الوحيدون الذين لديهم القدرة على إنهاء كل شيء، إذا ما توقفوا عن إمداد التنظيمات المتطرفة بالسلاح. لماذا لا تهتم الحكومات الغربية بقصف المباني التابعة للحكومة في حلب، رغم أن ذلك يسفر عن قتل العديد من البشر كل يوم؟ سأبقى مدافعًا عن سورية، حتى أخر لحظة في حياتي".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

ارتفاع اجمالي حصيلة قتلى غارة الضاحية لـ70 بينهم 16…
إسرائيل تُؤكد عدم سعيها لتوسيع الصراع في لبنان ولن…
البيت الأبيض لم يفقد الأمل بصفقة لوقف النار في…
إبراهيم عقيل قائد قوة الرضوان والرجل الثاني في "حزب…
إيران تعلّق على ضربة الضاحية الجنوبية و"الحرس الثوري" ينفي…

اخر الاخبار

ترامب يرفض عرضاً من هاريس لمناظرة ثانية ويقول فات…
فاطمة الزهراء المنصوري تُؤكد أن الذين حاولوا الهجرة الجماعية…
البحرية الملكية تُحبط محاولة العشرات من المرشحين للهجرة السرية…
حزب الأصالة والمعاصرة يدعُو لتمديد صلاحية جواز السفر المغربي…

فن وموسيقى

احتفاء بفيلم "رحلة 404" لمنى زكي عقب ترشحه للأوسكار
منى زكي تُعبر عن سعادتها الكبيرة بترشيح فيلمها "رحلة…
سميرة سعيد تؤكد أن ألبوم قويني بيك من أحلى…
ظافر العابدين يبدء ثالث تجاربه في الإخراج بفيلم صوفيا…

أخبار النجوم

فيلم نادر يكشف سراً عن منى زكي
أشرف عبد الباقي يكشف أسباب ابتعاده عن السينما
حميد الشاعري يتنازل عن بصمة صوته لتقديم أغانٍ جديدة…
الفنان عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة

رياضة

حكيم زياش ينتقد المغرب والدول التي تدعم الإبادة الجماعية…
هاري كين وجريزمان يتنافسان على جائزة لاعب الجولة في…
ميسي يعود للملاعب بعد غياب شهرين للإصابة
انتخاب عادل هالا رئيساً جديداً لنادي الرجاء الرياضي لمدة…

صحة وتغذية

دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ
التعرض إلى الضوء في الليل يُزيد من خطر زيادة…
عقار تجريبي يساعد مرضى السرطان على استعادة الوزن
جدري القردة يُؤجل النسخة الرابعة من المؤتمر الدولي للصحة…

الأخبار الأكثر قراءة

السودان يصّل إلى نقطة إنهيار كارثية جراء المجاعة والفيضانات…
ستارمر يُهاتف الرئيس الإيراني مُعبراً له عن قلقة إزاء…
بوتين يتوعد بـ رد قوي على استفزازات كييف التي…
"حزب الله" يقصف شمال إسرائيل بالصواريخ بعد ضربة قتلت…
السلطة الفلسطينية ترفض مقترحًا إسرائيليًا مشروطًا لفتح معبر رفح