الرباط ـ رشيدة لملاحي
وجّه حميد شباط زعيم حزب الاستقلال، رسائل سياسية لمن خاضوا ضده معارك وخلافات طاحنة، كادت تعصف بالحزب، حيث استدل بآية {لئن بسطت إليّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين}، مؤكدا أن المبادئ تبقى والمصالح تنتهي، وسط تصفيقات أنصاره، في كلمة أمام أعضاء المجلس الوطني للحزب وأعضاء اللجنة التنفيذية، من أجل المصادقة على مقترح تعديل المادتين 91 و54 من النظام الأساسي للحزب.واغتنم زعيم حزب "الميزان" مناسبة المؤتمر الاستثنائي، ليهاجم في خطابه وزارة الداخلية، إذ أكد محاولة استهداف حزبه خلال انتخابات التشريعية الأخيرة، مشيرا إلى أن المؤتمر "رسالة قوية إلى من يهمهم الأمر".
ونهج حميد شباط أسلوب التهدئة في تمرير هذه الرسائل لخصومه من خلال كلمته أمام المؤتمرين، والتي شدد من خلالها على وحدة الحزب وكرامته واستقلالية قراره السياسي، مستشهدا بمواقف الراحل أمحمد بوستة الثابتة على القناعات الوطنية.وقصف شباط، معارضيه، مستدلا بأمثلة للزعيم الراحل علال الفاسي، بالتحرر من الواقع بكسر المرآة التي تظهرهم على حقيقتهم بعدما حاولوا تكبير وجوههم.
ووضع حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال، حدا للخلافات الداخلية للحزب، الذي ظهر بلغة هادئة في المؤتمر الاستثنائي للحزب المنعقد مساء السبت في المركب مولاي عبدالله في الرباط، حيث أكد مصادقة أعضاء المجلس الوطني بالاتفاق على مقترح بتعديل المادتين 91 و54 من النظام الأساسي للحزب يسمح بفتح ترشيح لسباق الأمانة العامة في وجه كل أعضاء المجلس الوطني باقتراع سري بأغلبية الأصوات، بشرط أن يكون المترشح سبقت له العضوية في اللجنة التنفيذية مرة واحدة على الأقل، معلنا أن عضوية اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام فتحت أبوابها أمام كل أعضاء المجلس الوطني.
وانتهت الخلافات والانقسامات التي عرفها البيت الاستقلالي، والتي كادت أن تعصف بحزب علال الفاسي، خلال الفترة السابقة، بعد مصادقة الاستقلاليين، حيث يُمهّد هذا التعديل الطريق للوزير السابق نزار بركة المرشح الأبرز لخلافة شباط، للترشح لمنصب الأمانة العامة للحزب، بعد أن كانت المادتين المذكورتين محط صراع بين الأمين العام للحزب حميد شباط وغالبية أعضاء اللجنة التنفيذية.
ودعا زعيم حزب الاستقلال حميد شباط، الاستقلالين إلى الصمود، مشيرا إلى أن "الفترة المقبلة تتطلب مزيدا من المقاومة وإعادة النظر في هيكلة الحزب واستعادة تموقعه في التجمعات الحضارية الكبرى".وتابع شباط أن الحزب في حاجة إلى ممارسة فضيلة النقد الذاتي لتمكينه من القدرة على مزيد من المقاومة وعلى استعادة كتلته الناخبة الحقيقية، مؤكدا أن "رهان في المؤتمر المقبل هو صيانة وحدة الحزب واجتماع الأسرة الاستقلالية وإنهاء حالة الانقسامات الصغيرة"، على حد قوله.
كان حميد شباط الأمين العام لحزب "الميزان" وافق بعد معارك مع معارضيه، على تعديل مادتين من القانون الأساسي للحزب.وتنص المادة 91 توسيع اللجنة التحضيرية للمؤتمر، لتضم كل أعضاء المجلس الوطني، بينما سيتم تعديل المادة 54 التي ستسمح بفتح باب الترشيح في وجه كل من سبق أن قضى ولاية كاملة في اللجنة التنفيذية، للمنافسة على الأمانة العامة.
كان التيار الذي يسير في اتجاه دعم الوزير السابق نزار بركة لقيادة حزب الاستقلال، ضغطه على الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط، واستجاب زعيم الحزب لمطلب رفع تمثيلية الجهات وأقاليم مدن المغرب، بخوض أعضاء المجلس الوطني في المؤتمر المقبل للحزب. ورضخ حميد شباط لشروط معارضيه بتأجيل الدورة الاستثنائية، عقب توصل الطرفين إلى إلغاء المجلس الوطني الاستثنائي، وعودة الوزيرين السابقين كريم غلاب وياسمينة بادو إلى اللجنة التنفيذية.