لندن ـ سليم كرم
يعدّ إقصاء الأطفال عن ذويهم، بمثابة الحل الأمثل لدى السلطات البريطانية، في ضوء مخاوف كبيرة من جراء احتمالات تنفيذ عائلاتهم لهجمات متطرفة. وأوضح مارك رولي، رئيس الشرطة الوطنية لمكافحة الإرهاب، أن أكثر من 50 عائلة متطرفة تمت إحالتها للمحكمة منذ العام الماضي، بسبب محاولتهم الذهاب إلى سورية، بصحبة أبناءهم الذين يتراوحون بين مرحلتي الطفولة والمراهقة، من أجل الانضمام لتنظيم "داعش". وألقت السلطات البريطانية القبض على اثنين للاشتباه في قيامهما بمحاولة إرسال أطفالهما الخمسة إلى سورية عبر مطار لوتون.
ومنذ عام 2004، سافر أكثر من مواطن بريطاني إلى سورية والعراق للانضمام إلى التنظيم المتطرف. وأكد رولي، في تصريحات أبرزتها صحيفة "صنداي تايمز"، أن الحل يبدو في تحويل هؤلاء الأطفال إلى دور للرعاية، موضحًا أن الحكومة البريطانية لم تتعامل من قبل مع قضايا الأمن القومي من خلال محكمة الأسرة، إلا أن عدد الحالات في هذا الإطار يبدو متزايدًا إلى حد كبير. وأضاف "لدينا الان ما بين 40 و50 حالة تدور جميعها في هذا الإطار، وهو الأمر الذي يعكس حجم المشكلة التي تواجهها الحكومة البريطانية من جراء تداعيات تطرف الأهل على الأبناء.
وأضاف المسؤول الأمني البريطاني "أننا نرى أن هؤلاء الأطفال الذين تأثروا بصورة أو بأخرى بالدعاية التي يتبناها تنظيم "داعش" في حاجة إلى الدعم. في بعض الأحيان، تكون عائلاتهم جزءًا رئيسيًا من المشكلة، بينما في بعض الحالات الأخرى، تحدث المشكلة رغم أن العائلات تبذل قصارى جهدها من أجل منعها. ولدينا أمثلة كثيرة للحالتين".
ويجري حوالي 50 طفلًا التحقيق معهم في الوقت الراهن من قبل شرطة سكوتلاند يارد، بسبب مخاوف من جراء تحولات راديكالية تكون ألمت بهم، هكذا يقول المسؤول البريطاني، موضحًا أن الشرطة تتلقى بلاغات حول هذا الأمر من قبل العديد من الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين.
وعلق المسؤول البريطاني على قضية المراهقات البريطانيات الثلاث اللاتي سافرن العام الماضي إلى سورية، للانضمام إلى صفوف التنظيم المتطرف، موضحًا أنهن أخفين نواياهن حول السفر إلى سورية عن عائلاتهن. وأضاف أن الفتيات أخبرن العائلات بأنهم سيخرجن لقضاء اليوم سويًا، قبل السفر على متن أحد الطائرات المتجهة إلى تركيا، ومنها إلى الأراضي السورية.
وأكدت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن سكوتلاند يارد لديها حوالي 40 من رجال المباحث، خبراء في اللغة والكمبيوتر، ويعملون جميعًا بشكل استباقي لإنقاذ الأطفال المعرضين لخطر التطرف. وأضافت أن الشرطة البريطانية أطلقت خدمة رقمية عبر الانترنت الشهر الماضي، بهدف تعقب الجماعات الإرهابية التي تعمل على استقطاب الأطفال.
وكشف رولي أن الشرطة البريطانية تمكنت من مصادرة حوالي 700 جهاز كمبيوتر محمول وتليفون ذكي، كانت تستخدم للدعاية للجماعات الإرهابية، وكذلك نشر الخطط التخريبية خلال هذا الشهر. وكان عدد من قيادات الشرطة البريطانية أكدوا الأسبوع الماضي أنهم تمكنوا من تقويض حوالي عشرة مؤامرات ارهابية، استهدفت البلاد خلال العامين الماضيين، في حين أنهم حاليًا يتابعون ما يقرب من 550 حالة حية.