مراكش ـ جميلة عمر
تعتبر وحدة الرسم التقريبي وحدة أمنية أساسية وحيوية في مسلسل فك ألغاز الجرائم الغامضة ، كما تعتبر وحدة تدعم عمل الضابطة القضائية في القيام بالتحريات اللازمة للتعرف على مرتكبي الجرائم وتقديمهم إلى العدالةولتسليط الضوء على عمل هذه الوحدة الحيوية، خصصت المديرية العامة للأمن الوطني رواقا خاصا بها، بمناسبة الدورة الثانية لأيام أبوابها المفتوحة، في مدينة مراكش لتمكين المواطنين من الإلمام بمهامها والتعرف على التقنيات والمعدات التي تستعملها.
المغرب اليوم ، حل برواق وحدة الرسم التقريبي، حيث صرح العميد المسؤول على هذه الوحدة ، أن الشرطة تلجأ إلى الرسم التقريبي عندما لا تكون آثار الجاني متوفرة، معتمدة فقط على ذاكرة الضحية التي احتفظت بصورة وأوصاف الجاني.
و أضاف المصرح أن المهمة الرئيسية للوحدة هي ترجمة تلك الأوصاف الموجودة في ذاكرة الضحية إلى رسم تقريبي لملامح وجه الجاني، لمساعدة ضباط الشرطة القضائية على إنجاز أبحاثهم وتحرياتهم.
و أردف المصدرح ، أن وحدة الرسم التقريبي هي وحدة متعددة الاختصاصات، وتناط إليها كذلك مهمة إعادة تكوين ملامح وجوه الجثث المتحللة التي لا يمكن التعرف عليها، مضيفا أن هذه العملية معقدة وتتطلب تدخل عدة أطراف، كالطب الشرعي ومختبر الشرطة العلمية والتقنية، لذلك قد تصل مدة إنجازها إلى قرابة الأربعة أشهر
وفي ما يتعلق بالصعوبات التي تواجه عمل عناصر وحدات الرسم التقريبي، أوضح المصدر ذاته أنه من بين أهم الصعوبات هو عدم تمكن بعض المواطنين من وصف الجناة، لكن عناصر هذه الوحدات تتوفر على تقنيات تواصلية خاصة، وتتلاءم مع مستوى كل مواطن لمساعدته على تذكر ملامح الجناة ووصفها بكل دقة
الملاحظ ، هو أن رواق وحدة الرسم التقريبي عرفت إقبال كبير ، كما أن المواطنين ابدوا اهتماما وفضولا كبيرين بكيفية عمل الوحدة، خصوصا الفئات الناشئة منهم، مضيفا أنه يغتنم فرصة زيارتهم للرواق لتقديم كل الشروحات الضرورية وكل النصائح اللازمة لكي يركز المواطن على تذكر ملامح وجوه الجناة في حالة وقوع جريمة
ويأتي تنظيم هذه الأبواب المفتوحة تنفيذا للتعليمات الملكية السامية القاضية بتحديث المرفق العام الشرطي، وتجويد الخدمات الأمنية المقدمة لعموم المواطنين والأجانب المقيمين بالمغرب والسياح الزائرين
وتطمح هذه التظاهرة التواصلية، التي تستمر إلى غاية اليوم الاحد بساحة باب الجديد بمراكش، أن تشكل تكريسا حقيقيا للمقاربة التواصلية التي اعتمدتها المديرية العامة للأمن الوطني، لتنفيذ مبدأ الشرطة المواطنة
كما تهدف التظاهرة، بأبعادها التحسيسية ومقاصدها التوعوية، إلى دعم انفتاح المديرية العامة للأمن الوطني على محيطها المجتمعي، وإطلاع المواطن على كافة المهام التي تضطلع بها مختلف الوحدات والتشكيلات الأمنية المجندة لخدمته وضمان أمنه وسلامة ممتلكاته، وكذا استعراض جميع التجهيزات والمعدات والآليات المتطورة الموضوعة رهن إشارة مصالح الأمن الوطني .