الرباط - رشيدة لملاحي
استطاع رئيس الحكومة المغربية المكلّف سعد الدين العثماني، فكّ ارتباطات ما اصبح يعرف في المشاورات السابقة لرئيس الحكومة المعفى عبد الإله بنكيران، بـ"التحالف الرباعي"، حيث انتهت مشاوراته مع الأحزاب التي حضرت الى مقر حزب "العدالة والتنمية" المغربي في الرباط، باعلان كل حزب عن موقفه من المشاركة في الحكومة الجديدة.
وأشاد الأمين العام لحزب "الأصالة والمعاصرة" إلياس العماري، بمبادرة الدكتور سعد الدين العثماني، مؤكدا أن منهجيته في إشراك حزب"البام" لإدلاء بوجهة نظره في بداية المشاورات، يعبر عن حسن نيته، قبل أن يستدرك كلامه هذا لا يعني أن طريقة الرئيس السابق عبد الإله بنكيران لم تكن جيدة. وشدد زعيم حزب"الجرار" أنه حتى الساعة يظل موقف الحزب ثابثًا من المشاركة في الحكومة المقبلة، حيث سبق له أن أعلن اختيار صف المعارضة.
في المقابل، استعمل زعيم حزب "الاتحاد الاشتراكي" ادريس لشكر خطابًا جديدًا هذه المرة، مباشرة بعد انتهاء جلسة المشاورات مع رئيس الحكومة الجديد سعد الدين العثماني، حيث تبرأ من لغة الاشتغال والتعاون مع حزب التجمع الوطني للأحرار. وطالب بعدم حديث أي حزب أو "جهة" باسم الاتحاد الاشتراكي، وهي رسالة اعتبرها المتابعون للشأن السياسي، إشارة إلى حزب "الحمامة" الذي ظل متشبثا بدخوله إلى جانب حزب"الوردة" للحكومة".
وختم حزب "العدالة والتنمية" مشاوراته بحزب "الكتاب" حليفه الحكومي في الحكومة السابقة والآن، حيث جدد زعيم حزب "التقدم والاشتراكية" دعمه المطلق لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني في مهمة تشكيل الحكومة الجديدة.
وكان حزب الاستقلال أول الأحزاب التي شاركت في المشاورات، حيث أعلن الحزب تشبثه من جديد بمشاركته في الحكومة المقبلة، وأكدت قيادات الحزب التي ظهرت إلى جانب رئيس الحكومة الجديد سعد الدين العثماني، استعدادها وتعاونها من أجل تشكيل حكومة قوية ومنسجمة، في مقر حزب العدالة والتنمية المغربي في الرباط.
وهنأت لجنة ثلاثية تتكون من القيادي حمدي ولد الرشيد ومحمد السوسي وبوعمر تغوان تمثل الحزب، رئيس الحكومة الجديد المكلف سعد الدين العثماني، عقب لقاء مشاوراتها معه، مؤكدة مشاركتها، في الوقت الذي استُبعد حزب الاستقلال من حكومة بنكيران السابقة، على خلفية رفض حزب التجمع الوطني للأحرار الدخول إلى تحالف حكومي يضم حزب "الوردة"، وكذلك تصريحات الأمين العام للحزب حميد شباط بخصوص موريتانيا والتي ألحقت بالحزب انتقادات واسعة، الأمر الذي دفع المجلس الوطني للحزب بتكليف لجنة للتفاوض. وسبق لعزيز أخنوش، أن اعترض على مشاركة حزب الاستقلال في الحكومة المقبلة، خلال المشاورات السابقة.
وكان الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران قد أخبر أعضاء أمانة حزبه، أن عزيز أخنوش، يعترض على مشاركة حزب الاستقلال في الائتلاف الحكومي، وأنه متشبث بإشراك حزب الاتحاد الدستوري بدلا من الاستقلال.
وتُظهر استراتجية حزب العدالة والتنمية المغربي، مُتغيرا جديدا في خُطة المفاوضات، عقب اعلان الرئيس الجديد عن بدء مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة مع الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان حسب نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة، على متغير مهم من حيث المقاربة والمنهجية يوسع أفق التداول بشأن تشكيل الاغلبية الحكومية المقبلة.
وتعد دعوة الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة إلياس العماري لاشراكه في المفاوضات، لأول مرة، في الوقت الذي رفض الرئيس السابق عبد الإله بنكيران فتح باب المشاورات مع الحزب المذكور، وظل يعتبره حزب"البام" خطا أحمر. ولازالت المشاورات مستمرة لحدود الآن مع باقي الأحزاب المغربية، حيث دشن رئيس الحكومة المغربية الجديد سعد الدين العثماني المكلف من طرف العاهل المغربي الملك محمد السادس، بشكيل الحكومة الجديدة، أولى مشاوراته مع الأحزاب السياسية المغربية.
وعقد سعد الدين العثماني، لقاءات تشاورية مع حزبي التجمع الوطني للأحرار والاستقلال، في مقر حزب العدالة والتنمية في الرباط، لتقديم برنامج عمله لتقديم الحكومة الجديدة.
وسبق للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية وهو أعلى هيئة تقريرية بعد الأمانة العامة، أن مباشرةً بعد انتهاء انعقاد الدورة الاستثنائية لبرلمان الحزب، على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة استجابةً لتوجيهات الملك.
ووضع برلمان حزب"المصباح"، خارطة طريق أمام رئيس الحكومة الجديد، سعد الدين العثماني، بشأن مشاوارت تشكيل الحكومة الجديدة، بعد إعفاء عبد الإله بنكيران بقرار ملكي، بتحالف يُجسد مواصفات القوة والانسجام والفعالية، مع مراعاة المقتضيات الدستورية والإرادة الشعبية، المعبر عنها في الانتخابات التشريعية الماضية، وثقة ودعم الملك والاختيار الديمقراطي.
وعبّر البلاغ، الذي ألقاه القيادي في الحزب محمد يتيم، أمام وسائل الإعلام، عن اعتزازه بالمواقف التي عبرت عنها الأمانة العامة للحزب، خلال مختلف مراحل تتبعها للتشاور من أجل تشكيل الحكومة، مؤكدًا تفويض الأمانة العامة للحزب، في اتخاذ كافة القرارات اللازمة لمواكبة رئيس الحكومة المكلف بمشاورات تشكيلها، في إطار المنهجية التي عبر عنها الحزب، والمعطيات التي ستفرزها عملية التفاوض.
وأشاد البلاغ بمجهودات عبد الاله بنكيران طيلة الفترة التي تولى خلالها رئاسة الحكومة، مشيرًا إلى "المبادرات الإصلاحية الشجاعة وتقديمه للمصلحة الوطنية العليا بكل كفاءة واقتدار ونكران للذات"، منوهًا بـ"بحُسن تدبير بنكيران للتفاوض من أجل تشكيل الحكومة".
يذكر أن بلاغ المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، شدد على اقتناعه في احترام تام للمنطق الدستوري، والتكليف الملكي والاختيار الديمقراطي، واعتبار نتائج الانتخابات التي بوأت الحزب الصدارة، كل ذلك في نطاق من الإحساس العالي بالمسوولية، والمرونة اللازمة، والتنازل من أجل المصلحة الوطنية العليا، من أجل تشكيل حكومة قوية ومنسجمة تكون في مستوى تطلعات الملك وسعيه لاحترام إرادة الناخبين.