الدار البيضاء - جميلة عمر
أجرى الملك محمد السادس، في أديس أبابا، مباحثات على انفراد مع كل من رئيس جمهورية الكونغو دينيس ساسو نغيسو، ورئيس جمهورية غينيا الاستوائية تيودور أوبيانغ نغيما مباسوغو، ورئيس جمهورية رواندا بول كغامي، ورئيس جمهورية غينيا ألفا كوندي.
ونظم حفلة استقبال على شرف رؤساء دول وحكومات، على هامش انعقاد الدورة الـ 28 لقمة الاتحاد الأفريقي. وعرف هذا الحفل، حضور الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو غيتيريس والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وأن حفلة العشاء الملكي الذي سيكون آخر نشاط للقادة الأفارقة قبيل اجتماعهم صباح الاثنين لمناقشة الطلب المغربي بالانضمام إلى هذه المنظمة القارية، سيكون خاتمة حملة دبلوماسية هي الأكبر في عهد الملك محمد السادس، انطلقت رسميًا وعلنيًا منذ ستة أشهر تقريبًا، بهدف استعادة مقعد المملكة الذي انسحبت منه عام 1984.
وأن كل القادة الأفارقة المشاركين في القمة يقيمون في الفندق الذي يقيم به الملك محمد السادس، أي فندق شيراتون، وأنه من الراجح أن ردهات هذا الفندق، تشهد اتصالات ولقاءات مكثفة استعدادًا للقمة. ويتضمن البرنامج الرسمي للقمة الأفريقية، تنظيم "خلوة"، تضم القادة الأفارقة المشاركين فيها، بهدف التشاور حول الملفات الهامة المرتقب عرضها على انظار الجلسات الرسمية، خاصة منها الطلب المغربي والإصلاحات التي ينتظر إدخالها على هياكل الاتحاد، ومشاريع إصلاحه.
وخصوم المملكة من جانبهم يسارعون إلى إلقاء آخر أوراقهم، وعقد ما تسميه البوليساريو وزير خارجيتها، الجمعة، لقاء وصفته البوليساريو بالندوة الصحافية، رغم أنه غير مدرج ضمن أجندة أشغال القمة ولا تمت الدعوة إليه، هاجم فيه المغرب باعتباره لا يلتزم بالحدود المعترف له بها دوليًا. وخرجت رئيسة المفوضية الأفريقية دلاميني زوما، ببيان مريب بشأن لقائها مع كل من وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار، ومدير المخابرات الخارجية ياسين المنصوري يوم الخميس الماضي، قالت فيه إن المملكة ستتلقى القرار بشأن طلبها بالانضمام، بعد قمة 30-31 يناير/كانون الثاني الجاري. مناورة زوما الأخيرة قبل مغادرتها هذا المنصب الهام في هيكلة الاتحاد الأفريقي، ترمي إلى الحيلولة دون مشاركة المغرب في أشغال القمة، وخاصة الجلسة الافتتاحية التي ستنعقد بعد الجلسة المغلقة الخاصة بالبث في الطلب المغربي، واستعراض تقارير حول إصلاح الاتحاد الأفريقي.
ومخطط يتصدى له معسكر المغرب وحلفائه الأفارقة، وخرج الرئيس السينغال ماكي صال في تصريح للصحافة، قال فيه إن طلب المغرب بالانضمام للاتحاد الأفريقي لا يجب أن يكون موضوعًا لأي نقاش، في إشارة منه إلى نص القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي، والذي يقول إن الدولة الراغبة في الانضمام تصبح عضوًا بمجرد حصولها على الأغلبية البسيطة.