موسكو - حسن عمارة
قامت روسيا الجمعة بعمل استعراض عسكري مهيب ربما يكون قد وقع في شبه جزيرة القرم Crimea أشركت فيه القوات البرية والبحرية والجوية، في أكبر مناورات عسكرية أجرتها على شبه الجزيرة الاستراتيجية منذ ضمها من أوكرانيـا عام 2014, وشهدت المناورة العسكرية في نطاق Opuk للتدريب على ساحل البحر الأسود مشاركة نحو 12,500 من الجنود و الطائرات المقاتلة و الصواريخ المضادة للطائرات, حيث خاضت التدريبات سفناً حربية وطائرات ودبابات مع إطلاق موسكو لأنظمة S-300 الصاروخية. فيما تم استخدام أنظمة S-400 الأكثر تقدماً في تدريبات القوقاز – 2016 التي بدأت في 5 من أيلول / سبتمبر.
وأوضح الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية ايغور كوناشنكوف في حديثه للصحافيين أن إشراك القوات بهذا الشكل في المناورات التي حضرها وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ورئيس الأركان فاليري غيراسيموف، وكذلك زعيم القرم سيرغي أكسيونوف يعد هو الأول من نوعه الذي يشهد عمل إنزال شامل من قبل قوات المظلات على السهول الترابية وإقامة القوات البرية جداراً نارياً مع النابالم.
وتُولي روسيـا إهتمامًا كبيرًا منذ بداية عام 2016 بالتدريبات الاستراتيجية التي لا غنى عنها في المناورات العسكرية، مع التركيز على عمل الأفرع المختلفة للقوات سويـاً حسب ما ذكر السيد كوناشنكوف, وفي شبه جزيرة القرم كانت المناورات محاكية للتصدي إلى محاولة إجتياح من قبل قوات عظمى, إلا أن كوناشنكوف أصر للصحافيين على أن السياسة لا دخل لها بما أقيم من تدريبات، داعياً إلى عدم الخلط، خاصةً وأنه قد جرى التخطيط لها العام الماضي ومن ثم لا توجد علاقة بينها وبين أية توترات حالية مع الغرب.
وكان الرئيس فلاديمير بوتين قد وجه إتهامات إلى كييف Kiev بممارسة الإرهاب عبر إرسال مجموعة من المخربين إلى شبه جزيرة القرم، وذلك عقب مقتل إثنين من الجنود الروس في إشتباكات جرت على الحدود. إلا أن أوكرانيـا نفت تورطها في الواقعة، ما دفع روسيـا إلى إقامة هذا الإستعراض العسكري ليكون بمثابة رسالة واضحة بأن أي إعتداء حقيقي على شبه جزيرة القرم سوف تتم مجابهته بكل حزم.
وأكد كوناشنكوف على أن شبه جزيرة القرم كانت تتمتع بالحماية العام الماضي، ولا يزال يجري تأمينها، بينما تستمر هذه الحماية في الوقت الحالي, موضحًا أنها تعد جزءاً من روسيـا وتقوم البلاد بحمايتها مثل أي منطقة خاضعة لسيطرتها.
وأضاف رئيس هيئة الأركان غيراسيموف عقب الإنتهاء من المناورات أن الجيش الروسي أظهر مستوى عال من المهارة, في الوقت الذي صرح فيه المتحدث باسم وزارة الدفاع خلال تدريبات قوقاز – 2016 بأن الجنود قد جرى تدريبهم على مواجهة كافة أنواع العدوان التي تشمل نزع سلاح الجماعات المتمردة غير المشروعة، وتطبيق الدروس المستفادة من الحرب في سورية.