الخرطوم - جمال إمام
أعلن رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني، في بيان بثه التلفزيون الثلاثاء، وقف التفاوض مع قوى الحرية والتغيير التي تقود حراك الشارع، وإلغاء كل الاتفاقات السابقة معها، ودعا إلى انتخابات عامة في خلال 9 أشهر، بإشراف دولي وإقليمي، في أعقاب أعمال عنف شهدتها العاصمة الخرطوم، إثر تحرك قوات الأمن لفض اعتصام خارج مقر وزارة الدفاع. وقال الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان إن "القوى السياسية التي تحاور المجلس العسكري تتحمل ذات المسؤولية في إطالة أمد التفاوض بمحاولة إقصاء القوى السياسية والقوى العسكرية والانفراد بحكم السودان لاستنساخ نظام شمولي آخر يُفرض فيه رأي واحد يفتقر للتوافق والتفويض الشعبي والرضاء العام". وقال البرهان إن "المجلس العسكري يأسف لما صاحب عملية نظافة شارع النيل صباح أمس من أحداث وما صاحبها من تداعيات تخطت حدود التخطيط والالتزام السابق"، مشيرا إلى أنه "ليس هناك أغلى من فقدان الأرواح فالوطن أيضا غالٍ والحفاظ عليه غالٍ، ويتطلب التضحيات من الجميع". وأضاف "الثورة منذ انطلاقها مهرت بدماء الشهداء، فالقوات المسلحة والدعم السريع والقوات النظامية ما انحازت إلى هذه الثورة إلا لضمان حمايتها وحماية السودان وليست من أجل أن تحكم لأنه ليس من حقها، فالسبيل الوحيد إلى حكم السودان هو صندوق الانتخابات الذي يتحكم فيه الشعب السوداني"، وقال البرهان إن المجلس سيقوم بترتيبات لتشكيل حكومة تسيير مهام لتنفيذ مهام الفترة الانتقالية. وأوضح أن مهام الحكومة تنحصر في محاسبة واجتثاث كل رموز النظام السابق المتورطين في جرائم فساد أو خلافه، والتأثيث لسلام مستدام وشامل في مناطق النزاعات المختلفة بما يمكن من استتباب السلام وعودة النازحين إلى قراهم. وأكد برهان أن النيابة العامة ستتولى التحقيق في أحداث العنف ومقتل المتظاهرين بساحة الاعتصام أمام مقر وزارة الدفاع في الخرطوم. وعاشت الخرطوم يوما داميا إثر قيام قوات الأمن السودانية بفض اعتصام المحتجين الموجودين أمام مقر قيادة الجيش في وسط العاصمة، منذ السادس من أبريل/ نيسان؛ وهو ما أدى إلى وقوع عشرات القتلى والجرحى، حسب قادة حركة الاحتجاج الذين أكدوا وقف المفاوضات مع المجلس العسكري الانتقالي الحاكم، وأعلنوا عن إضراب عام شامل وعصيان مدني متزامنين، اعتبارا من الإثنين، أصابا الشلل التام في العاصمة السودانية وبعض المدن. وعبّر المجلس العسكري عن أسفه لوقوع ضحايا مدنيين في العملية العسكرية التي وقعت في ميدان الاعتصام. وخرجت مظاهرات حاشدة في أحياء الخرطوم، وأغلقت الشوارع والجسور المؤدية إلى الولايات الأخرى، بشكل تام، وتوقفت حركة الطيران الداخلية والخارجية، حيث ألغيت الرحلات القادمة إلى مطار الخرطوم من خارج السودان إلى جانب إلغاء الرحلات الداخلية. وأضحت الحياة في شلل تمام بعد أن توقفت خطوط النقل العامة داخل العاصمة والعاملة بين الخرطوم ومدن الولايات المختلفة، كما توقف الإنترنت عن العمل. بريطانيا وألمانيا تطالبان بحل أزمة السودان طالبت بريطانيا وألمانيا بعقد جلسة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الأزمة في السودان، وفق ما أفاد دبلوماسيون، وذلك بعد الأحداث أمام مقر قيادة الجيش في البلاد مما أسفر عن مقتل أكثر من 30 شخصا، حسب معارضين سودانيين. أصدرت النيابة العامة في السودان قرارا بتشكيل لجنة تحقيق في الأحداث بمنطقة الاعتصام في الخرطوم على أن يبدأ التحقيق على الفور. وأكد المتحدث باسم المجلس العسكري الانتقالي في السودان، الفريق شمس الدين كباشي، أن القوات السودانية "لم تفض الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالقوة"، مشيرا إلى أنها استهدفت منطقة مجاورة له باتت تشكل خطرا على أمن المواطنين.
قد يهمك ايضا :
المجلس العسكري الانتقالي في السودان يؤكد لن نسلم الرئيس البشير لمحكمة الجنائية الدولية