الرباط ـ عادل سلامه
قرَّر المغرب استقبال 13 أسرة سورية من بين اللاجئين العالقين منذ عدة أسابيع على الحدود الجزائرية المغربية. وأفاد بيان للديوان الملكي المغربي، صدر مساء أول من أمس، بأنه نظرا لاعتبارات إنسانية، وبصفة استثنائية، أعطى الملك محمد السادس تعليماته إلى السلطات المعنية من أجل مباشرة المعالجة الفورية لوضعية مجموعة من 13 أسرة من جنسية سورية توجد منذ عدة أسابيع على الحدود الجزائرية المغربية.
وأشار البيان إلى أن المبادرة تعكس الالتزام الإنساني للمملكة في معالجة إشكاليات الهجرة، كما أنها تأتي في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان الأبرك، شهر الرحمة والتضامن، مشددا على أن الأمر يتعلق بإجراء ذي طابع استثنائي أملته قيم إنسانية.وكانت وزارة الداخلية المغربية قد اتهمت السلطات الجزائرية بترحيل مجموعة من 55 سورياً، بينهم نساء وأطفال باتجاه حدود المملكة، بعدما سمحت لهم بالوصول إلى هذه المنطقة منذ 17 أبريل/نيسان الماضي.
وعبرت السلطات المغربية عن شجبها للتصرفات اللاإنسانية للسلطات الجزائرية تجاه هؤلاء المهاجرين، لا سيما أن الأمر يتعلق بنساء وأطفال في وضعية بالغة الهشاشة، كما عبر المغرب عن استغرابه من عدم مراعاة السلطات الجزائرية لأوضاع هؤلاء المهاجرين ودفعهم قسرا نحو التراب المغربي، موضحا أن بلوغ هؤلاء المهاجرين هذه المنطقة الحدودية رغم وعورة تضاريس المسالك المؤدية إليها عبر التراب الجزائري والظروف المناخية الصعبة، ما كان ليتم دون تلقيهم مساعدة ودعما من السلطات الجزائرية.
ونبهت السلطات المغربية إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها السلطات الجزائرية إلى محاولة ترحيل مهاجرين صوب التراب المغربي، حيث تم تسجيل مثل هذه التصرفات في فترات سابقة. وكانت الجزائر قد أبلغت بدورها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة في الثاني من يونيو/حزيران الحالي، أنها قررت استقبال مجموعة تتكون من 40 لاجئا سورياً عالقين منذ منتصف أبريل الماضي بمنطقة فكيك على حدودها مع المغرب، وذلك لأسباب إنسانية، بينهم امرأة حامل وأطفال.وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الجزائرية إن هذه الالتفاتة الإنسانية الاستثنائية التي تبادر بها الجزائر نابعة من إرادتها في وضع حد لهذه الحالة في هذا الشهر الفضيل من خلال استقبال أفراد هذه المجموعة من المهاجرين السوريين على ترابها، وضمان إيوائهم وتقديم العلاج الضروري لهم، وتمكينهم إن أعربوا عن رغبتهم في الالتحاق بأفراد آخرين من عائلاتهم موجودين في دول أخرى في إطار لم شمل العائلات.
وكانت مفوضية اللاجئين قد دعت كلا من المغرب والجزائر إلى التحرك سريعا لمساعدة نحو أربعين لاجئاً سورياً عالقين في ظروف مؤسفة على الحدود بين البلدين اللذين يرفضان استقبالهم.ولجأ أكثر من أربعين ألف سوري إلى الجزائر منذ بدء النزاع في بلادهم عام 2011، تجدر الإشارة إلى أن الحدود بين الجزائر والمغرب مغلقة منذ عام 1994 على خلفية النزاع في الصحراء.