طهران ـ مهدي موسوي
تعمل إيران حاليًا على بناء منشأة عسكرية جديدة في سورية، وفقًا لما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، نقلًا عن مصدر استخباراتي غربي، وتقع المنشأة في منطقة الكسوة جنوب دمشق، وهي واحدة من العديد من القواعد الإيرانية المزعومة في سورية، والتي تكشف كيف تأسس إيران وجودًا دائمًا لها في البلاد.
وكانت قد حذرت إسرائيل مرارًا من خطط إيران لغرس جذورها بالقرب من حدودها الشمالية، وقال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، السبت، بعد أن أسقطت إسرائيل طائرة دون طيار قرب هضبة الجولان: "لن نسمح باستخدامها كقاعدة للعمليات الأمامية لمحور شيعي"، وفقًا لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.
وتقع المنشأة الجديدة بالقرب من الطريق السريع المؤدي إلى الجنوب من دمشق باتجاه الأردن على بُعد نحو 30 كم، ومن جنوب وسط دمشق على بُعد 50 كم من القنيطرة إلى جانب الحدود مع إسرائيل، وتُعد هذه المنشأة جزء من مجموعة من المواقع العسكرية التي توجد فيها حقول العسل شمال غرب الكيسوة، ووفقًا لتقرير "بي بي سي" فإنه في الأشهر الأخيرة أضيفت مباني إضافية إلى الموقع".
وقال مصدر في الاستخبارات الغربية لهيئة الإذاعة البريطانية: إن "الطموحات لمثل هذا الوجود الطويل الأمد في سورية لن تكون غير منطقية لإيران"، ووفقًا لصور الأقمار الصناعية للموقع خلال الفترة من شهر مايو/أيار وأكتوبر/تشرين الأول 2017 التي نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية، هناك ثلاثة هياكل جديدة ومباني المجددة الأخرى.
ويستند التقرير إلى تقارير سابقة عن منشآت إيرانية في سورية، وعلى مدى أكثر من ستة أعوام، كانت سورية في خضم حرب أهلية شرسة بين نظام الأسد المدعوم من إيران ومختلف الجماعات المتمردة، وفي العامين الماضيين، اكتسب النظام اليد العليا بدعم روسي وأخرج المتمردين من العديد من المناطق التي تنظمها الآن اتفاقات وقف إطلاق النار ووقف التصعيد، وقد هُزم تنظيم "داعش" في شرق سورية، ويقف حالًا النظام على وشك عبور الحدود الرئيسية مع العراق في مدينة البوكمال.
وفي أغسطس/ آب، كشف موقع "إيماجيسات إنترناشونال" عن صور لمصانع صواريخ إيرانية الصنع في وادي جهنام، وتقع المصانع شرق مدينة بانياس في شمال غرب سورية، مضيفًا أنه وفقًا لصور عالية الدقة من القمر الصناعي إيروس-بي، تُظهر النتائج إلى أن سورية تقوم ببناء مصانع صواريخ تشبه إلى حدٍ كبير مصانع الصواريخ في إيران".
وأفادت هيئة الإذاعة البريطانية في سبتمبر/ أيلول، أن "طائرات إسرائيلية ضربت موقعًا كيميائيًا في سورية في موقع مسياف"، ويزعم أن موقع غرب مدينة حماة هو منشأة تابعة لمركز الدراسات والبحوث العلمية وموقع تخزين صواريخ أرض – أرض، ووفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن هذا الموقع له أيضًا صلات بتخزين الصواريخ التي تستخدمها إيران وحزب الله.
وقد اتهم مركز الدراسات والبحوث العلمية بالتورط في برنامج الأسلحة الكيميائية في سورية، وفي أبريل/ نيسان، فرضت وزارة الخزانة الأميركية على 271 من موظفي لمركز الدراسات والبحوث العلمية عقوبات "ردًا على هجوم السارين في خان شيخون"، وزعمت مصادر أخرى وجود شبكة واسعة من القواعد والمنشأت الإيرانية في سورية.
ونشر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية خريطة في عام 2016 تظهر 12 قاعدة من الشمال إلى الجنوب في البلاد، بما في ذلك في حلب، وقاعدة شيرات الجوية، وعلى الطريق إلى تدمر، وقاعدة الدماير الجوية، ومطار دمشق الدولي، وجنوبي مدينة اليرموك وقريبة من مدينة عزرا قرب درعا، واستنادًا إلى هذا التقرير، نشرت صحيفة ديلي ميل في المملكة المتحدة تقريرًا موسعًا عن دور إيران في سورية، بما في ذلك مزاعم بأن لديها مقرًا سريًا يلقب بالبيت الزجاجي في مطار دمشق الدولي. كما يظهر وجود إيران في مواقع بما في ذلك مسجد السيدة زينب جنوب دمشق.