الرئيسية » أخبار محلية وعربية وعالمية
عناصر "داعش" تمنع تقدُّم "قوات سورية الديمقراطية" باتجاه الرقة

دمشق ـ نور خوام

تحصَّنت مجموعة صغيرة من مقاتلي "داعش" منذ عدة أسابيع في غرفة التحكم في أكبر سد في سورية، ضد القوات الخاصة الغربية وحلفائها المحليين، الأمر الذي يعرقل تقدم "قوات سورية الديموقراطية" نحو الرقة. وذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية في تقرير لها أن "هناك 14 مسلحًا متطرفًا ممن يشكلون جزءًا من وحدة انغماسيين، يخوضون معركة على طول ممر ضيق من سد الطبقة، في الجزء الجنوبي من "بحيرة الأسد"، على الرغم من محاصرتهم من قبل القوات السورية الديمقراطية المدعومة من التحالف الغربي منذ نهاية مارس/آذار الماضي.

وأدى وجودهم قرب السد الكبير، حيث اختبأوا في الأنفاق فوق خطوط المياه وتحتها، إلى إغلاق الطريق أمام الممر المائي، مما اضطر أعداءهم إلى الاعتماد على قوارب مدنية متهالكة وبارجة واحدة للعبور إلى الضفة الجنوبية لبحيرة الأسد ، حيث تقترب المعركة التي دامت لخمسة أسابيع في مدينة الطبقة من ذروتها.

وظهرت آثار خطوط القتال حيث الرشاشات الثقيلة على طول الجزء العلوي من السد الذي يبلغ طوله ثلاثة أميال، وقام مراسل "التايمز" بعبور الحدود في الليل من خلال قارب صغير على متنه عناصر من "قوات سورية الديموقراطية" المشاركة في القتال على الشاطئ الجنوبي. السد والبلدة ذات أهمية استراتيجية كبيرة هما منصات أساسية للدفع النهائي عن الرقة، عاصمة "داعش". وكما انها ستعطي قوات سورية الديموقراطية إمكانية الوصول إلى طريق جنوبي رئيسي للمضي قدمًا نحو تطويق معقل "داعش".

وذكر قيادي في قوات سورية الديمقراطية، والملقب بقندل منبج أنه "يوجد هناك 14 مقاتلا متحصنين، كلهم من الأجانب، ومعظمهم من الشيشان والفرنسيين والأفارقة". وأضاف: "هم لا يزالون في غرفة التحكم وبوابات السد، ومتحصنون تحت السطح، ونحن نحاول التخلص منهم منذ وقت طويل".

وعلقت الصحيفة على ذلك قائلة بأن هذا تكتيك عادي لتنظيم "داعش"، حيث يعتمد على جماعات صغيرة من المقاتلين الأشداء، ويتم وضعهم في مراكز حاسمة ؛ لإبطاء تقدم القوات الأكثر جاهزية، وحتى لو كانت محمية بغطاء جوي، وهذا من شأنه  ينذر بتحويل معركة الرقة إلى حرب طويلة الأمد".

وقال العضو في مجلس الرقة المقيم في المنفى عبد الله ياسين: "اقترحنا على قوات التحالف ضرب المقاتلين بالغاز، لكنهم رفضوا الاستجابة". وأضاف: "بدلا من ذلك، فإن قوات التحالف قامت بقطع الكهرباء عن السد، ولهذا سيظل تنظيم "داعش" دون إنارة أو هواء نقي، وكذلك قاموا بالتشويش على الترددات؛ لمنعهم من التحدث مع قادتهم في الرقة، ومع ذلك فقد يستغرق التخلص منهم مدة شهر".

وفي بلدة الطبقة، حيث تحصن 50 مقاتلا في مبنى عالٍ فيها، كانت أصوات طيران التحالف تخرق البلدة، خلال دعمها قوات سورية الديمقراطية، التي تدافع عن المبنى من خلال "مرابض القناصة" والدروع البشرية والقنابل البدائية، وكان هناك تفاوض على خروجهم منها، إلى جانب زملائهم المتحصنين في سد الطبقة.

وذكر السكان المحليون، يوم السبت أن زوجة قيادي إسلامي في الطبقة، عبرت حدود سيطرة التنظيم وهي حامل، ومعها الجهاز اللاسلكي الذي استخدم للتفاوض مع قوات سورية الديمقراطية. ويقول قندل منبج للصحيفة: "طلب منا التنظيم وقف لإطلاق النار لمدة ثلاثة أيام ليتمكن مقاتلوه من الانسحاب، إلا أن ثلاثة أيام مدة طويلة، ولهذا فشلت المفاوضات في الوقت الحالي، وأصبحت المعركة على مسافة 500 متر، لكنها الأصعب".

وكانت عملية الطبقة بدأت في 22 مارس/آذار الماضي عندما قامت القوات الأميركية الخاصة والمقاتلون الأكراد المدعومون بمروحيات أباتشي ومدافع الهاوتزر بمهاجمة مواقع داعش في طرفي السد، واستطاعوا السيطرة عليه، لكن ليس بالكامل، وتمكنت قوات سورية الديمقراطية في بداية نيسان/أبريل من إرساء مكان لها على الضفة الجنوبية من السد، وزحفت منها بشكل بطيء.
وقال آرثر وهو متطوع بولندي يعمل مع قوات سورية الديمقراطية : "لقد توقفنا عن التقدم في النهار بسبب تهديد القناصة، وبدلا من ذلك نتقدم في الليل، ونقوم خلال النهار باستدعاء الغارات الجوية، وعندما بدأنا قيل لنا إنها لن تأخذ إلا أيامًا، ونحن الآن في الشهر الثاني".

وقام طبيب أميركي متطوع مع المقاتلين الأكراد، يدعى بول، هو وفريقه الطبي بمعالجة 300 من مقاتلي سورية الديمقراطية خلال الأربعة أسابيع الماضية، وقال إن القناصة قتلوا قيادية في هذه القوات، عندما انفجرت برأسها رصاصة أطلقها قناص من فوق مبنى عالٍ. وقد فر العديد من المدنيين من القتال ليختبئوا في الصحراء، لكن الباقيين في البلدة يعيشون دون مياه ولا كهرباء.

وأشار حارس الفراتي (36 عاما)، وهو من سكان المنطقة، الى أن "التنظيم بدأ بالانسحاب قبل ستة أسابيع مع بدء تقدم قوات سورية الديمقراطية".  وأضاف " الفراتي"، بينما يتحدث أمام مدرسة أسامة بن زيد، التي استخدمها "الجهاديون" لتدريب "أشبال الخلافة": "لقد غادر المسؤولون والمدرسون وزوجات المقاتلين وأطفالهم البلدة، واتجهوا غربا مع بداية العملية".
وتظهر السجلات التي تم العثور عليها في المدرسة أن غالبية الأطفال ممن جرى تدريبهم فيها تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 14 عامًا، ومعظمهم من أصول مصرية ثم أوزبكية وفرنسية، وتحمل الكتب الموجودة أسماء "أخلاق المجاهدين" و"موجز الجهاد".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

وفد التفاوض الإسرائيلي ينهي مباحاثاته في الدوحة النّار و…
القيادة العامة في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تُسلم أسلحتها…
سقوط عشرات الشهداء في غزة و"القسام" تُعلن خوض معارك…
الجيش الأميركي ينفذ ضربة جوية في دير الزور بالتزامن…
" لوفيغارو " الفرنسية تكشف قصة هروب الأسد عبر…

اخر الاخبار

دعم ثابت لمخطط الحكم الذاتي ولسيادة المغرب الراسخة على…
وفد مغربي يُشارك في فعاليات حدث رفيع المستوى حول…
2024 سنة تأكيد الطابع الاستراتيجي للعلاقات المغربية الإسبانية
ناصر بوريطة يؤكد أن العلاقات بين المملكة المغربية والعراق…

فن وموسيقى

سلاف فواخرجي تفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان أيام قرطاج…
كاظم الساهر يسّتعد للعودة للغناء في المغرب بعد غيابه…
المغربي حاتم عمور يستنكر عدم حصوله عن أي جائزة…
منى زكي تؤكد أنها تتأنى دائما في اختياراتها لأعمالها…

أخبار النجوم

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن…
زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
محمد رمضان يُشعل مواقع التواصل بمسابقة وجائزة ضخمة
أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

رياضة

المغربي حكيم زياش لا يمانع الانضمام لصفوف الوداد في…
محمد صلاح ينفي شائعات التجديد مع ليفربول ويؤكد أن…
المغربي أشرف حكيمي ضمن أفضل 100 لاعب لسنة 2024
نجم منتخب البرازيل وريال مدريد فينيسيوس جونيور يفوز بجائزة…

صحة وتغذية

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
وزارة الصحة المغربية تكشف نتائج التحقيق في وفيات بالمركز…
اختبار عقاراً جديداً يُعيد نمو الأسنان المفقودة

الأخبار الأكثر قراءة

مجلس الحكومة المغربية يُصادق على مشروع قانون يتعلق بمدونة…
مجلس النواب المغربي يُصادق بالأغلبية على الجزء الأول من…
الولايات المتحدة تُسلم لبنان مسودة لمقترح هدنة لوقف إطلاق…
دونالد ترامب يتعهد بمنح الأولوية للوضع في الشرق الأوسط…
تصعيد إسرائيلي غير مسبوق في الضاحية الجنوبية لبيروت أسفر…