الرئيسية » أخبار محلية وعربية وعالمية
أول لقاء رسمي بين الرئيسين ترامب وبوتين

هامبورغ - عادل سلامه

اكتشف العالم، بفضل تسريبات الصحافة الأميركية، الأسباب التي أدّت إلى التأخر في تأكيد انعقاد اللقاء الثنائي بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين على هامش قمة العشرين التي تحوّلت منذ ليل الخميس الماضي إلى ساحة من الصدامات غير المسبوقة بين قوات الأمن والمتظاهرين المحتجين على النظام العالمي القائم، مستشارون ديبلوماسيون كثيرون ومسؤولو الأمن القومي نصحوا الرئيس الأميركي، وبعضهم بإلحاح، بعدم عقد هذا اللقاء الذي حذّر منه عدد من قادة الحزب الجمهوري وعارضه الديموقراطيون بشدة علناً منذ فترة، لكن ترامب الذي لم يخفِ أبداً إعجابه يوماً بفلاديمير بوتين، مفضلاً إياه على "أوباما المتردد" مرات عدة خلال الحملة الانتخابية، كان مصرّاً على عقد هذا اللقاء الذي طمح إلى أن يكون بمثابة تجاوز لـ "العقدة الروسية" التي تخيّم على ولايته منذ دخوله البيت الأبيض، وتثير حوله شكوكاً عجز حتى الآن عن تبديدها.

ودام اللقاء الذي كان مبرمجاً لنصف ساعة، أكثر من ساعتين واقتصر على الرئيسين ووزيري الخارجية ومترجمين وتناول كل الملفات السياسية الدولية المطروحة بدءاً بسورية ومروراً بكوريا الشمالية والتوتر في بحر الصين وصولاً إلى أوكرانيا، من غير أن يتوقف عند العناوين الكبرى للقمة مثل تغيّر المناخ وأزمة الهجرة واتفاقات التجارة الحرة، واكتفى ترامب، وفق ما سرّب، بطرح موضوع الاتهامات الموجهة إلى روسيا حول تدخلها في حملة انتخابات الرئاسة الأميركية، ليردّ عليه بوتين ناكراً أي تدخّل في ما يشبه السيناريو المعدّ سلفاً عند التحضير للقمة.

ويرى مراقبون أن المجازفة الكبرى التي أقدم عليها ترامب ليست في إصراره على عقد القمة مع فلاديمير بوتين وتجاهل نصائح مستشاريه المقرّبين، بل في إعلانه القبول برد الرئيس الروسي ونكرانه التدخل في الحملة الانتخابية، كما لو أنه يعتزم إقفال هذا الملف الشائك الذي ما زال يشكّل خطراً على رئاسته، وجاء الرد الروسي متعارضاً كليّاً مع استنتاجات التقرير المشترك الذي وضعته الوكالات الأمنية الأميركية الكبرى "مكتب التحقيقات الفيديرالي ووكالة الأمن القومي ووكالة الاستخبارات المركزية" والتي أكدت "أن فلاديمير بوتين هو الذي أصدر الأمر بشن هجوم إلكتروني على حملة انتخابات الرئاسة الأميركية، بهدف زعزعة ثقة الرأي العام في العملية الديموقراطية"، ويتخوّف مسؤولون في واشنطن من أن موقف ترامب لن يؤثر فقط في صدقيته كرئيس، بل من شأنه أن يلحق ضرراً بالأمن القومي الأميركي.

وخرج بوتين ظافراً من القمة على رغم أنه أصدر أوامره بشن أكبر حملة تدخّل في الشؤون الداخلية الأميركية، وبعد أشهر يجالس رئيس الولايات المتحدة، يتصافحان ويتحادثان كالأصدقاء ويتفقان على حل مشاكل العالم، وترامب الذي خرج باتفاق خجول لوقف النار في جنوب غربي سورية، تنتظره متاعب جديدة عند عودته إلى واشنطن حيث لا يزال يخضع للتحقيق من هيئة مستقلة في موضوع الشكوك التي تحوم حول تواطؤه مع التدخلات الروسية في الحملة الانتخابية، وليس مستبعداً أن تشهد واشنطن اعتباراً من الأسبوع المقبل عاصفة جديدة من الاحتجاجات والانتقادات لأداء ترامب خلال لقائه بوتين وضربه عرض الحائط بنصائح مستشاريه ودعوات غالبية أعضاء الكونغرس، ومن غير المستبعد أن يرتفع منسوب التوتر بين ترامب ومعارضيه في الأسابيع المقبلة إذا صحّت التوقعات وكشفت هيئة التحقيق المستقلة عن معلومات جديدة ينتظر أن تدفع إلى توجيه اتهامات مباشرة إلى الرئيس حول علاقاته الروسية المشبوهة.

وساد هدوء نسبي مناطق جنوب غربي سورية أمس، ترقباً لبدء تطبيق وقف النار الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا، ويسري اعتباراً من ظهر الأحد، وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أهمية دفع مسار تأسيس مناطق خفض التوتر في سورية، وقال إن "الموقف الأميركي لم يتغير، لكنه غدا أكثر براغماتية، ما ساهم في الاتفاق على هدنة الجنوب"،  لكنه لفت إلى نقاط خلافية بين موسكو وواشنطن، منتقداً عبارات الوزير ريكس تيلرسون حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال بوتين، خلال مؤتمر صحافي عقده في اختتام أعمال قمة "العشرين" في هامبورغ، إن الملف السوري كان محور بحث في كل النقاشات الثنائية على هامش القمة، مشيرًا إلى أن الموقف الأميركي "لم يتغير، لكنه يبدو أكثر براغماتية، وباتت واشنطن تدرك أهمية التنسيق للتوصل إلى نتائج إيجابية وإلى مكافحة فعالة للإرهاب"، وزاد أن هذا الموقف "سمح بالتوصل إلى اتفاق الهدنة في جنوب سورية، عبر تنسيق مع كل من الأردن وإسرائيل".

واعتبر بوتين الاتفاق مع واشنطن "نتيجة حقيقية وجيدة"، لافتاً إلى أنه يشكل امتداداً "استكمالاً" للعمل المشترك لبناء مناطق خفض التوتر في سورية. وأشار إلى أهمية الجهد المشترك الذي بذلته موسكو مع كل من أنقرة وطهران على هذا الصعيد، إضافة إلى "التنسيق المتواصل مع الحكومة السورية"، وعلى رغم إشادة بوتين بنتائج محادثاته مع دونالد ترامب، إلا أنه لم يفوت فرصة انتقاد تصريحات الوزير تيلرسون التي قال فيها إن الرئيس السوري بشار الأسد لا مستقبل له في العملية السياسية، وأفاد الرئيس الروسي، بأنّه "على رغم احترامي لتيلرسون الحاصل على وسام روسي بارز إلا أنه ليس مواطناً سورياً، ومصير الأسد يحدده المواطنون السوريون فقط".

وأشاد بوتين الذي عقد أمس جلسة محادثات مطولة مع نظيره رجب طيب أردوغان، بأهمية الدور التركي، مشيرًا إلى أنّه "من دون الدعم التركي، لا يمكن التوصل إلى إقامة مناطق خفض التوتر، خصوصاً في إدلب وشمال سورية"، وكان بوتين خاطب أردوغان خلال لقائهما بالإشارة إلى أن "الفضل الملموس في ذلك يعود إلى موقفكم يا سيادة الرئيس، إذ تبدّل الوضع نحو الأفضل في سورية، والضربة القاصمة التي تلقتها العصابات الإرهابية هناك تمت في هذه الأثناء، ما أدى إلى أن تقطع التسوية شوطاً كبيراً"

وأردف بوتين أن الخطوة المهمة خلال المرحلة المقبلة هي "الاتفاق على حدود تلك المناطق وآليات العمل فيها، بالاعتماد على التجربة الإيجابية التي تم التوصل إليها حتى الآن"، وجدد تأكيد الموقف الروسي بأن "إقامة هذه المناطق لا ينبغي أن تسفر عن تقسيم سورية، ونجاح هذه التجربة من شأنه أن يساهم في الحفاظ على وحدة البلاد، لأن هذه المناطق يمكن أن تفتح آفاقاً للتعاون مع بعضها بعضاً، ومع الحكومة السورية".

وأكدت مصادر أردنية أن ثمة محادثات أردنية- أميركية- روسية تتناول آليات ستتم بلورتها ضمن اجتماعات لتبادل المعلومات، مرتبطة بعدد من الجوانب والتفاصيل الفنية المتعلقة بقرار وقف النار في جنوب غربي سورية، مشددة على أنّ "الطواقم العسكرية والفنية لا تزال تعمل عليها"، واعتبرت مصادر أردنية محلية أن الأردن يستخدم علاقاته المتوازنة مع الأطراف الدولية المؤثرة في الأزمة السورية، مشيرةً إلى أن عمان شاركت في صوغ قرار وقف النار في جنوب سورية، وأن المملكة متمسكة بموقفها من أن لا تكون طرفاً في الأزمة، خصوصاً في ما يتعلق برفضها نشر قوات عسكرية أردنية على الأرض، أو التدخل العسكري في الجنوب السوري، مع إبقاء قواتها في حالة تأهب قصوى على الحدود.

وكان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي اعتبر أن قرار وقف النار في سورية يشكل خطوة نحو وقف كلي للقتال وحل سياسي يحفظ وحدة سورية واستقلالها، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس إن اتفاق وقف النار في جنوب غربي سورية يشمل محافظات درعا والسويداء والقنيطرة.

وتقدّمت القوات الحكومية السورية، نحو مطار الطبقة العسكري في ريف الرقة الغربي، مقلصة بذلك المسافة التي تفصلها عن المطار الخاضع للقوى الكردية الموالية لواشنطن، وتكمن أهمية المطار وفق فريق كبير من الخبراء العسكريين والمراقبين "في نية واشنطن جعل الطبقة موطئ قدم لها في سورية في إطار شغل الضفة الشرقية من نهر الفرات، وتقسيم سورية إلى شطرين على غرار ألمانيا في أعقاب الحرب العالمية الثانية".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

مجلس الشيوخ الأميركي يمرّر مشروع التمويل المؤقت للحكومة ويتجنب…
إغلاق مطار قازان في روسيا وأوكرانيا تعلن إسقاط عشرات…
هجوم على سوق الميلاد في ألمانيا يحصد عشرات القتلى…
الملك محمد السادس يُوجه رسالة إلى المشاركين في المنـاظرة…
تجددت الاشتباكات بين القوى الأمنية الفلسطينية ومسلحين من كتيبة…

اخر الاخبار

الأردن يؤكد ضرورة دعم سوريا بدون تدخلات خارجية ويدين…
حزب التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة المغربية بالكشف عن مَبالغُ…
إشادة فلسطينية بالدعم المغربي المستمر لصمود الشعب الفلسطيني وثباته
الملك محمد السادس يُؤكد على عمق العلاقات الأخوية بين…

فن وموسيقى

سلاف فواخرجي تفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان أيام قرطاج…
كاظم الساهر يسّتعد للعودة للغناء في المغرب بعد غيابه…
المغربي حاتم عمور يستنكر عدم حصوله عن أي جائزة…
منى زكي تؤكد أنها تتأنى دائما في اختياراتها لأعمالها…

أخبار النجوم

نيللي كريم تجتمع مع روبي وكندة علوش في "جاني…
هبة مجدي تكشف أسباب مشاركتها في الجزء الخامس من…
بشرى تكشف عن أمنياتها الفنية في المرحلة المقبلة
الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

رياضة

المغربي أشرف حكيمي ضمن أفضل 100 لاعب لسنة 2024
نجم منتخب البرازيل وريال مدريد فينيسيوس جونيور يفوز بجائزة…
ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح
يوسف النصيري يواصل تألقه رفقة فريقه فنربخشة في الدوري…

صحة وتغذية

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
وزارة الصحة المغربية تكشف نتائج التحقيق في وفيات بالمركز…
اختبار عقاراً جديداً يُعيد نمو الأسنان المفقودة

الأخبار الأكثر قراءة

هوكشتاين متفائل باتفاق قريب في لبنان وميقاتي يدعو للضغط…
الأمم المتحدة تحذّر من تصاعد العنف في السودان واتهامات…
الانفجارات تهزّ كييف ورفع حالة التأهب الجوي في أوكرانيا…
القوات الأميركية تنفذ غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية في…
ترمب يعلن تشكيل إدارته الجديدة ويختار ماسك للكفاءة الحكومية…