كابل ـ أعظم خان
بعث الرئيس الأفعاني اشرف غني برسالة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الثلاثاء الماضي، عرض عليه خفض التكاليف السنوية بهدف إبقاء القوات الأميركية في البلاد. كما طلب غني من ترامب تخفيض عدد القوات إلى ثلاثة الأف جندي ،لحين الأنسحاب الكامل التدريجي وفقا لتقرير نشرته صحفية "نيويورك تايمز".
واعتبرت الصحيفة أن محتوى الرسالة ، مؤشر قوي على قلق غني من عواقب الإنسحاب الأميركي بشكل مفاجئ من حرب شرسة استمرت لما يقرب من عقدين، وهذا ما لم يخفهِ على الرئيس ترامب. ويكمن قلق غني في تفكيك الدولة الأفغانية الهشة وصول حركة "طالبان" إلى السلطة في النهاية .
وقد تخلل قلق الزعيم الأفغاني التناقض بين الخلفية السياسية في أفغانستان وظروف الانسحاب الأميركي من الصراع الآخر الذي نشب بعد "هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 " والتي اتخذتها الولايات الاميركية ذريعة لغزو العراق.
وكان القادة العراقيون سعداء بقرار الأنسحاب الأميركي ، لكن غني شعر بالخوف لكون الولايات المتحدة هي أقوي حليف لة في السلطة.
وتشير الصحيفة ، إلى أن غني كتب رسالته ، بعد أيام قليله فقط من انتهاء المفاوضات الجدية بين الدبلوماسيين الأميركيين وممثلي "طالبان" والتي استضافتها قطر، ونصت على منع طالبان استخدام الأراضي الأفغانية من قبل جماعات إرهابية مثل "القاعدة" ضد الولايات المتحدة، وعلى أنسحاب القوات الأميركية من البلاد.
ويرى بعض المسؤولين المحبطين ،أن الولايات المتحدة لا تهتم حقاً لما قد يفعلة الأنسحاب الأميركي بالشعب الأفغاني البالغ 35 مليون نسمة ، رغم ما قدمتة سابقا من إلتزام طويل الأمد.
وتقول الصحيفة، إن مسؤولاً أفغانياً رفيع المستوى لم يشأ الكشف عن هويته، أطلع على فحوى الرسالة. وقال إن "السيد غني ومساعديه ناقشوا منذ فترة طويلة كيفية التعامل مع أي تغيير محتمل في خطط إدارة ترامب". وشملت تلك المناقشات تخفيضاً في تكاليف أعداد القوات الأميركية وتم عقدها مع القائد الأميركي السابق ، الجنرال جون نيكلسون.
وقال المسؤول نفسه، إن رسالة غني كانت واضحة - حيث طالب بقيام فريق من كلا الجانبين بمناقشة تفاصيل حول التكاليف ، وحفض أعداد القوات الأميركية، وأوضح المسؤول أن التوصل إلى إتفاق يمكن أن يوفر ما يصل إلى ملياري دولار سنوياً للولايات المتحدة ، وتخفض أعداد القوات الأميركية إلى 3000 جندي .
ولم يتضح على الفور ما إذا كان الرئيس ترامب قد تسلم الرسالة بعد، والتي أُرسلت إليه عبر أليس ويلز ، نائبة مساعد وزير الخارجية لمنطقة جنوب ووسط آسيا ، التي كانت تزور "كابول". كما رفض متحدث باسم الرئيس غني مناقشة الرسالة ،بحسب "نيويورك تايمز ".
قد يهمك أيضا
أشرف غني يبدأ حملته لإعادة انتخابه رئيساً لأفغانستان في تموز المقبل
بومبيو يؤكد اجتماع ترامب وكيم "في مكان ما في آسيا"