عدن ـ عبدالغني يحيى
تتَّجه الأمم المتحدة في إطار خطتها للحل اليمني، الى استبدال فكرة انسحاب "الحوثيين" من صنعاء إلى الحديدة، في محاولة جديدة لإنعاش المشاورات المتوقفة منذ أغسطس/ آب الماضي، بطريقة جديدة، تتمثل في تجزئة الخطوات.وكشف الدكتور عبد الملك المخلافي وزير الخارجية اليمني لـ"الشرق الأوسط" أمس، بعد حديث أجراه مع المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد عبر مكالمة هاتفية، أن ولد الشيخ يعتقد بأنه "يمكن تحريك الجمود الذي أوصلنا إليه الانقلابيون بشكل جزئي، عبر حل يبدأ فيه الانسحاب من الحديدة بعدما كانت الفكرة أن الانسحاب يبدأ من العاصمة صنعاء. والفكرة تتمثل في تسليم الحديدة المدينة والميناء وبالتالي يجنبها المعارك ويوضع ميناء الحديدة تحت قيادة الحكومة الشرعية، وفي المقابل يستمر تدفق المساعدات والسلع".
وأضاف المخلافي أن "هذا الاعتقاد من الممكن أن يقدم حلولا ما يمكن أن يتصوروه تجنيب الحديدة من معركة التحرير التي تنوي الحكومة اليمنية والتحالف خوضها، خاصة بعدما استخدم ميناء الحديدة مكانا لتهريب السلاح". ورأى أن التحالف والحكومة اليمنية عرضا بأن يسلم ميناء الحديدة إلى الأمم المتحدة للإشراف عليه حتى لا تستمر عمليات التهريب، لكن عندما ينسحب منه الانقلابيون ويقع تحت يد الحكومة الشرعية فهذا أمر جيد". وقال: لعل ولد الشيخ يرى أن الخطوة تعبير عن حسن النوايا، لاستكمال المشاورات كاملة."
وتابع المخلافي يقول: "خلال حديثي مع ولد الشيخ أكدت على ضرورة أن يتحرك باتجاه الانقلابيين ليلتزموا بكل ما وافقوا عليه سواء فيما يتعلق بالقضايا الإنسانية أو ما يتعلق بقضايا المعتقلين، أو قضية المرجعيات، وإن وجد لديهم استجابة فعليه أن يعتبر الحكومة اليمنية لديها رغبة في السلام وفقا للقواعد المتفق عليها والمرجعيات".
وأكد أن "الحكومة اليمنية الشرعية هي الطرف الأكثر حرصا على السلام، والتحالف أيضا فهما لم يشعلا الحرب ولا يريدان لها أن تستمر، لأنهما يدافعان عن الشعب اليمني ودولته والأمن والاستقرار، ومن ثم فإن كل ما يأتي من مقترحات، تلتزم بالمرجعيات الثلاث، فإن الحكومة اليمنية ترحب بها، وأعتقد أن الضغوط يجب أن تتجه للانقلابيين ولمن يقف خلفهم وخاصة إيران، من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن خاصة، والعالم ملزم بالقرار الأممي 2216 الذي يطالب بانسحاب الحوثيين غير المشروط، وتسليم السلاح، ومن ثم أعتقد أن الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي هي محاولة لحلحلة الأوضاع بعدما أوصلها الانقلابيون إلى الجمود منذ انتهاء مشاورات الكويت".
وحول زيارة برلين، حيث يستعد رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر والمخلافي لإجراء اجتماعات إثر دعوة رسمية ألمانية، قال وزير الخارجية اليمنية: سوف تتضمن الزيارة تأكيدنا على العلاقات الثنائية بين البلدين، وسنشكر ألمانيا على مساهماتها في دعم اليمن، فهي تقدم 32 مليون يورو سنويا، بالإضافة إلى تبرعها بخمسين مليون يورو إضافية لخطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية والإغاثية.
واشار الى أن هناك جملة أهداف أخرى للزيارة التي ستستمر لبضعة أيام، حيث سيتم بحث الأوضاع في اليمن وتأكيد موقف الحكومة اليمنية الراغب في السلام، وأيضا الإشارة إلى موقف الانقلابيين الرافض لكل متطلبات السلام، وفقا للمرجعيات الثلاث التي أقرها المجتمع الدولي، بالإضافة إلى طرح مسألة التدخلات الإيرانية في اليمن، باعتبار أن هذه التدخلات الإيرانية عائق أكبر للسلام بعدما أشعلت الحرب والانقلاب من خلال دعم حلفائها من جماعة الحوثي وصالح، وهذا التدخل أيضا يعيق التوصل إلى السلام وإنهاء الحرب في اليمن».
ورأى المخلافي أن التواصل مع برلين لثقلها في القرار الأوروبي، إلى جانب عضويتها في مجموعة الحوار مع إيران، سيكون له تأثير إيجابي، وهو متفائل باللقاءات التي ستجري مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الألماني نائب المستشارة الألمانية وزير الخارجية زجمار غابرييل، وآخر مع وزير التنمية الألماني غيرد مولر، وهناك فعاليات أخرى.
وقال: "لقد أكد الألمان حرصهم على معرفة وجهة نظر الحكومة اليمنية والاطلاع عليها مباشرة فيما يتصل بقضية ما يدور في اليمن، كما أكدوا على رغبتهم في تعزيز العلاقات الثنائية، ودعم الجهود السياسية والدولية من أجل السلام وإنقاذ الشعب اليمني من آثار الحرب التي فجرها الانقلابيون".
من جهة ثانية، أكد يوسف بن علوي وزير الشؤون الخارجية في سلطنة عُمان وقوف بلاده إلى جانب اليمن وقيادته الشرعية. وقال المسؤول العماني خلال اتصال هاتفي أجراه معه عبد الملك المخلافي نائب رئيس الوزراء اليمني، وزير الخارجية إن بلاده تساند أي جهود من شأنها تحقيق الأمن والاستقرار وبما يحفظ وحدة الأراضي اليمنية وسلامتها الإقليمية ويصون مؤسساتها الوطنية ومُقدرات الشعب اليمني.
وأشاد الوزير المخلافي، طبقا لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بمواقف سلطنة عُمان الداعمة لإرادة الشعب اليمني وحقه بالعيش بسلام وإنهاء الحرب التي أشعلها الانقلابيون وفق المرجعيات الثلاث. وأكد أن بلاده وحكومتها الشرعية حريصة على تطوير التعاون الثنائي مع عُمان في مختلف المجالات وتعزيز مستوى التنسيق والتشاور بين البلدين.