طرابلس - فاطمة السعداوي
كشف موقع أميركي، مساء الاثنين، تفاصيل العملية العسكرية التي بدأت وزارة الدفاع الأميركية تنفيذها في مدينة "سرت" الليبية بناء على طلب تقدم به المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبي.
وقال الناطق باسم البنتاغون بيتر كوك في بيان صحفي إنه بناء على طلب من حكومة الوفاق الوطني الليبية، أجرى الجيش الأميركي ضربات جوية دقيقة ضد أهداف "داعش" في سرت، لدعم القوات التابعة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني التي تسعى لهزيمة التنظيم في معقله الرئيسي في ليبيا.
وأضاف البيان أن الرئيس باراك أوباما أجاز تنفيذ الضربات عقب توصية من وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر ورئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد. وذكر البيان أن مزيدا من الضربات الأميركية ضد تنظيم "داعش" في سرت سيمكن حكومة الوفاق الوطني من تحقيق تقدم حاسم واستراتيجي.
ونقل موقع "Defense News"عن مصادر في البنتاغون أن هذه الضربات الأميركية على معقل التنظيم في سرت من المتوقع أن تستمر عدة أيام عبر نهج تدرجي يبدأ مع استخدام الطائرات بدون طيار. وقالت المصادر إن السفينة الهجومية البرمائية "واصب"، التي تحمل 22 عنصرا من وحدة مشاة البحرية – بما في ذلك طائرات هارير AV-8B، تبحر على مقربة من ليبيا.
وأوضحت أن هجوم اليوم يأتي ضمن عملية شاملة من ثلاث مراحل بتخطيط وتوجيه القيادة المركزية الأميركية في أفريقيا "أفريكوم". حيث أطلق على المرحلة الأولى من هذه العملية "عملية عزم أوديسا"، التي تتألف من طلعات جوية استخباراتية ومراقبة واستطلاع مصممة لمواجهة التطرف العنيف في ليبيا.
وأضافت أن المرحلة الثانية التي أطلق عليها "عملية تقاطع الثعبان" استهدفت تحديد الأهداف. أما المرحلة الثالثة، والتي أطلق عليها "عملية برق أوديسا"، فتشمل قيام طائرات مقاتلة بقصف تلك الأهداف. وقالت مصادر وزارة الدفاع الأميركية إن العملية بدأت خلال عطلة نهاية الأسبوع، حسب الموقع.
رحبت غرفة "العمليات الخاصة مصراته سرت" الموالية لحكومة الوفاق الوطني الليبية، بالغارات التي شنتها طائرات أميركية على تنظيم "داعش"، الإرهابي في مدينة سرت، مشيرة إلى أنها ألقت القبض على قيادي في التنظيم. المتطرف
وقال محمد الغصري الناطق باسم "غرفة العمليات الخاصة مصراتة سرت"، التابعة لعملية "البنيان المرصوص"، إن الغرفة ترحب باستجابة القوات الأميركية لطلب الغرفة شن غارات على "داعش". وكشف عن بدء التنسيق مع القوات الأميركية لتنفيذ "ضربات جوية دقيقة" لمواقع تنظيم "داعش"، حسب الإحداثيات التي تم رصدها وتحديدها من قبل غرفة العمليات، مشيرا إلى أن أولى هذه الضربات بدأت امس الإثنين.
وقال الغصري إن الغرفة صدّت هجوما لـ"داعش"، على حي الدولار في سرت، في عملية أسفرت عن مقتل 7 من عناصر "داعش". وأعلن عن تمكن قوات الغرفة من القبض على أحد قيادات "داعش"، إثر محاولته الفرار عبر البحر المتوسط، دون مزيد من التفاصيل عن هذا القيادي ومصيره.
وقام رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الاثنين بزيارة ميدانية لغرفة عمليات قوات ” البنيان المرصوص ” للوقوف على العمليات العسكرية في مختلف المحاور. وجرى لقاء بين رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي وآمر الغرفة والقيادات العسكرية وسلاح الطيران التابعة لها .
وأوضح القادة العسكريون الأماكن التي استعادتها قوات "البنيان المرصوص" مؤخرا ، والتقدم الكبير الذي تحقق على جميع محاور القتال .وأكد السيد الرئيس على وضع كافة الإمكانيات المتاحة لدعم قوات ” البنيان المرصوص ” مشيدا بما حققته من انتصارات باهرة داعيا الله إن يعجل بالنصر الكامل وان يحفظ شبابنا الأبطال المقاتلين ، ويتقبل شهداءنا برحمته وان يجزيهم عنا خير جزاء .
وفي وقت سابق من امس الإثنين، أعلن رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السرّاج، في كلمة متلفزة، استجابة واشنطن لطلبه، والبدء بشن غارات ضد مواقع لـ"داعش" في سرت، وذلك لـ"دفع الضّرر وحماية المدنيين"، وهو الأمر الذي أكده البنتاغون في بيان، وأكدته كذلك الأمم المتحدة.
وعلق رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح على الموضوع بالقول إن ما يصدر عن حكومة الوفاق الليبي برئاسة، فايز السراج، يعد خرقا للدستور على اعتبار أن هذه الحكومة لم تتحصل ثقة البرلمان. ورفض صالح، في مقابلة تلفزيونية، استعانة السراج بقوات أجنبية لضرب تنظيم "داعش" في ليبيا.
وسبق أن أكدت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، أمس الاثنين، شن غارات جوية على مواقع تنظيم داعش المتطرف في سرت بناء على طلب السراج. وقال البنتاغون في بيان إنه جرى اعتماد هذه الضربات الجوية من قبل الرئيس باراك أوباما بناء على توصية من وزير الدفاع آشتون كارتر ورئيس الأركان الأميركية جوزيف دانفورد.
وقال البيان إن هذه الضربات تتماشى مع التقدم الذي حققته قوات ليبية على الأرض بعد إعادتها السيطرة على المناطق المحيطة بمدينة سرت، مؤكدا على أن هذه الضربات سوف تتواصل في سرت من أجل تمكين هذه القوات من تحقيق تقدم حاسم ضد تنظيم داعش في هذه المدينة التي تمثل ملاذا آمنا له في ليبيا.