دمشق – خليل حسين
سيطر السجناء والمعتقلون في سجن حماة المركزي في مدينة حماة الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، الاثنين، على كامل السجن، وأجبروا القوات الحكومية على الخروج منه، نتيجة تهديدات من إدارة السجن بنقل المعتقلين إلى سجن صيدنايا، إضافة إلى صدور أحكام إعدام بحق ٥ معتقلين.
ونقلت مصادر إعلامية معارضة عن معتقلين داخل السجن أن القوات الحكومية استهدفت "المستعصين" بقنابل الغاز المسيّل للدموع، وأطلقت الرصاص في الهواء، للسيطرة على السجن من جديد. وأكدت المصادر أن حالات اختناق وقعت في صفوف المعتقلين، وسمعت أصوات سيارات الإسعاف تسرع إلى السجن، لافتًا إلى أن المعتقلين ردّدوا شعارات مناهضة، ولنصرة أهالي مدينة حلب الذين يتعرضون لقصف جوي روسي وحكومي عنيف.
وأوضح المصدر أن ذلك جاء بعد رفض المعتقلين نقلهم إلى سجون القوات الحكومية العسكرية ولا سيما سجن صيدنايا، وتنفيذ إعدام في حق 5 معتقلين، متوقّعًا ازدياد حالة التوتر بين القوات الحكومية والسجناء خلال الساعات القليلة المقبلة. وكان قتيل وعشرة جرحى و40 حالة اختناق سقطوا داخل سجن حماة المركزي، في منتصف شهر أغسطس/ آب العام الماضي، إثر إلقاء عناصر الأمن الحكومي قنابل الغاز المسيل للدموع وضرب السجناء لفك العصيان الذين نفذوه داخل السجن آنذاك.
واستهدفت عناصر كتيبة المدفعية والصواريخ التابعة لجيش الإسلام المعارض، مدينة القرداحة جنوب مدينة اللاذقية ومطار حميميم العسكري قرب مدينة جبلة، بصواريخ من طراز غراد. وأضافت مصادر ميدانية معارضة أن عناصر الكتيبة استهدفوا القرداحة مسقط رأس الرئيس بشار الأسد بستة صواريخ، في حين قصفوا مطار حميميم الذي تتخذ منه القوات الروسية قاعدة عسكرية لها بثلاثة صواريخ، ولم يعرف حجم الخسائر فيهما حتى اللحظة. وجاء الاستهداف ردًا على قصف الطيران الحربي الروسي والحكومي لمدينة حلب، ما أدى لسقوط مئات القتلى والجرحى ودمار كبير في المنشآت المدنية كالمشافي ومراكز الدفاع المدني.
وشددت المصادر أن جيش الإسلام قصف مواقع القوات الحكومية بعد خرقها الهدنة التي أعلنت في ريف اللاذقية قبل يومين لمدة 72 ساعة، مؤكدة سقوط قذائف مصدرها مواقع تابعة للقوات الحكومية في قرية كبانة الخاضعة لسيطرة المعارضة، اقتصرت أضرارها على المادية.
وذكرت صفحات موالية للحكومة على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" أن ثلاثة صواريخ أطلقها من وصفتهم بـ "الإرهابيين" المتواجدين في تلال كبانة، سقطت في أراضي زراعية في مدينة جبلة، اقتصرت أضرارها على المادية، معتبرةً ذلك خرقًا واضحًا للتهدئة في ريف اللاذقية. وتجددت المعارك الطاحنة بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من مقاتلين افغانستان وفصائل المعارضة المسلحة من جهة أخرى، في ريف حلب الشمالي، تبادل خلالها الجانبان القصف الصاروخي، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المدنيين، ترافقت هذه المعارك مع قصف جوي مكثف من الطائرات الحربية على عدة مواقع في المنطقة.
وأكدت مصادر متطابقة أن معارك عنيفة اندلعت بين القوات الحكومية ومقاتلين من حركة أحرار الشام وكتائب الصفوة الإسلامية في محيط بلدة الطامورة، دون تسجيل تقدم للفصائل المقاتلة التي هدفت من هجومها استعادة السيطرة على بلدة الطامورة، ودارت معارك طاحنة بين الجانبين في محيط بلدة حندرات وأطراف المخيم، ونجح مقاتلو المعارضة خلالها من صد هجوم القوات الحكومية ولواء القدس الفلسطيني على منطقة المعامل على أطراف المخيم الذي تسيطر عليه. وردت القوات الحكومية المتمركزة في بلدة حندرات بقصف بلدة عندان بصاروخين من طراز فيل، ما تسبب بوقوع عدد من الجرحى بصفوف المدنيين، و شنت الطائرات الحربية التابعة للحكومة عددًا من الغارات الجوية على بلدتي حيان وكفر حمرة، سقط فيها ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى. وحاولت القوات الحكومية التقدم والسيطرة على مخيم حندرات قبل أسبوعين، إلا أن فصائل المعارضة نجحت بصد هجومها واستعادت السيطرة على كامل المخيم.
واستعادت فصائل المعارضة السورية السيطرة على ثلاث قرى وهي دوديان وتل شعير وإكدة، ولازالت اشتباكات عنيفة مستمرة بين فصائل المعارضة وتنظيم داعش وكبدتهم خسائر كبيرة. وقالت مصادر ميدانية معارضة إن فصائل المعارضة، ومن أبرزها لواء الحمزات وفرقة السلطان مراد، سيطرت على الشعبانية بإسناد من المدفعية التركية التي استهدفت نقاط التنظيم في محيط الاشتباكات.
وواصل سلاح الجو في الجيش العربي السوري طلعاته على تجمعات ومحاور تحرك تنظيم "داعش" المدرج على لائحة التطرف الدولية في ريف تدمر وكبدهم خسائر في الآليات والعتاد الحربي. وذكر مصدر عسكري أن الطيران الحربي السوري، دمر آليات بعضها مزودة برشاشات لإرهابيي "داعش" في طلعات على تجمعاتهم في محيط حقل الشاعر النفطي ومحيط المحطة الثالثة لضخ النفط شرق مدينة تدمر بحوالي 40كم. وكانت وحدات من الجيش بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية فرضت سيطرتها على السفوح الجنوبية والجنوبية الشرقية لجبل المقيطعة والسفوح الغربية لجبل عنتر بعد تكبيد إرهابيي تنظيم "داعش" خسائر كبيرة في الأفراد والعتاد.
وأعلن تنظيم "داعش" المتطرف سيطرته على حقل "شاعر" النفطي في ريف حمص ظهر الاثنين بعد معارك عنيفة مع القوات الحكومية. وأفادت مصادر ميدانية أن التنظيم شن هجوما كبيرا الأحد على حقل شاعر النفطي، وجرت معارك عنيفة مع القوات الحكومية سقط فيها قتلى من القوات الحكومية، فيما تم فقدان العشرات منهم دون معرفة مصيرهم حتى الآن لتنتهي المعركة، الاثنين، بسيطرة التنظيم على الحقل، وعلى خمسة مواقع أخرى بالقرب من حقل المهر النفطي الذي يخطط التنظيم لبسط سيطرته عليه أيضا.
ويشن التنظيم حملة عسكرية واسعة في سعي منه لإعادة تموضعه في مناطق ريف حمص، واستطاع التنظيم الأحد السيطرة على منطقة "حويسيس"، وتم بث ذلك عبر إصدار خاص بالعملية. واعترفت مواقع إعلامية مقربة من القوات الحكومية بفقدان الإتصال بـ 50 عنصرًا من حامية " حقل شاعر". وأعترفت بخسارة القوات الحكومية لعدة نقاط في المنطقة إلا أنها استعادتها بعد شن هجوم مضاد، وأعلنت وكالة سانا أن الطيران الحربي السوري شن عدة غارات على مواقع التنظيم في محيط حقل شاعر النفطي و محيط مدينة تدمر. ونفذت وحدات من الجيش والقوات المسلحة العاملة في دير الزور بإسناد من الطيران الحربي عمليات على تجمعات وتحصينات إرهابيي تنظيم "داعش" المدرج على لائحة الإرهاب الدولية في دير الزور. وأفاد مصدر عسكري سوري أن وحدات من الجيش دمرت بؤرًا وتحصينات وآليات لإرهابيي تنظيم داعش في عمليات ورمايات دقيقة على تجمعاتهم في أحياء العرفي والعمال والضامن في مدينة دير الزور.
ويحاصر تنظيم داعش عشرات آلاف المواطنين في العديد من أحياء مدينة دير الزور منذ أكثر من سنتين، ويقوم الطيران السوري والروسي بإلقاء المساعدات الإغاثية من الجو على الأحياء المحاصرة ويقوم فرع الهلال الأحمر العربي السوري بتوزيعها على الأهالي. وأشار المصدر إلى أن الطيران الحربي السوري، دمر آليات بعضها مزودة برشاشات في طلعة جوية على تجمعاتهم في قرية البغيلية، غرب مركز مدينة دير الزور بحوالي 4 كم.
وكثّفت القوات الحكومية، قصفها بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة، الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة درعا، ما أدى لسقوط عدد منها بمناطق سكنية، من دون أن تسفر عن ضحايا، في حين طال القسم الآخر مواقع المعارضة المسلحة على خطوط الاشتباك مع القوات في محيط مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين وحي المنشية الخاضع لسيطرة الحكومة. وردت فصائل المعارضة باستهدافها بقذائف الهاون والصواريخ محلية الصنع مواقع عسكرية حكومية في محيط مخيم درعا، وانفجر مدفع ميداني للفصائل أثناء عملية الاستهداف، ما أدى إلى إصابة عنصرين بجروح متوسطة، وأضرار مادية في المنازل المحيطة. وكانت القوات الحكومية قصفت بقذائف الهاون حي طريق السد، ما أدّى إلى مقتل عنصر من المعارضة وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.
وأشار مصدر عسكري سوري إلى أن القوات الحكومية أحبطت محاولة تسلل مجموعة من جبهة النصرة إلى إحدى النقاط العسكرية في منطقة درعا البلد. وذكر مصدر عسكري أن وحدة من الجيش اشتبكت مع مجموعة متطرفة تسللت من محيط جامع بلال الحبشي في اتجاه إحدى النقاط العسكرية في منطقة درعا البلد ما أسفر عن مقتل وإصابة معظم أفراد المجموعة وإجبار من تبقى منهم على الفرار. ودمرت وحدة من الجيش مقرًا لتنظيم جبهة النصرة في درعا المحطة وقضت على مجموعة متطرفة شرق خزان حي الكرك في منطقة درعا البلد.
وقضت وحدات من الجيش والقوات المسلحة في عمليات نفذتها خلال الساعات الماضية على تجمعات لإرهابيين من تنظيم "داعش" المدرج على لائحة الإرهاب الدولية في ريف السويداء الشمالي الشرقي. وأفاد المصدر بأن وحدة من الجيش وجهت رمايات مركزة على تجمع لإرهابي "داعش" في قرية خربة صعد في الريف الشمالي الشرقي ما أسفر عن تكبيدهم خسائر بالأفراد والعتاد وتدمير عربتين مزودتين برشاشات.
ولفت المصدر إلى أن وحدة من الجيش قضت في عملية دقيقة على كامل أفراد مجموعة إرهابية من تنظيم "داعش" كانت تتحرك باتجاه وادي الغبيب، الذي يتخذه التنظيم ممرًا ومركز تجمع لإرهابيه لشن الاعتداء على أهالي القرى الآمنة. ودمرت وحدة من الجيش عربتين مزودتين برشاشين لتنظيم "داعش" الإرهابي في محيط مركز الأعلاف في قرية القصر.
وصادرت الجهات المختصة ومجموعات الدفاع الشعبية في الآونة الأخيرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والألغام المتنوعة بعضها إسرائيلي الصنع إضافة إلى قذائف الهاون والـ "آر بي جي" والحبوب المخدرة والحشيش في ريفي السويداء الغربي والجنوبي كانت قادمة من ريف درعا الشرقي ومتجهة إلى المتطرفين في البادية الشرقية.
وأعلن فيلق الرحمن وقف إطلاق النار ابتداءً من صباح اليوم ولمدة 24 ساعة، كبادرة لوقف الاشتباكات مع جيش الإسلام المتهم بتنفيذ اغتيالات في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وذلك على خلفية دعوات من الأهالي وهيئات معارضة محلية وخارج البلاد لوقف الاقتتال بين الفصائل. ودارت اشتباكات متقطعة بين فيلق الرحمن وجبهة النصرة وجيش الأمة من جهة وجيش الإسلام من جهة أخرى في عدة مواقع في الغوطة الشرقية، لا سيما بلدة مسرابا، وذلك لليوم الخامس على التوالي بعد رفض الأخير تسليم عناصر خلية متهمة بتنفيذ الاغتيالات.
وسقط خلال الاشتباكات، التي استخدمت فيها الرشاشات والقذائف المدفعية والصاروخية، عشرات القتلى والجرحى من الجانبين، لم يعرف عددهم بدقة بسبب تكتمهما الإعلامي، فضلًا عن تبادل احتجاز أسرى بينهما، في حين أعلنت حركة أحرار الشام الإسلامية اعتزال القتال الدائر بين الفصيلين المعارضين. واحتجاجًا على الاقتتال، خرج آلاف المدنيين والناشطين وعناصر المؤسسات الطبية والإغاثية والتعليمة والخدمية المعارضة، بمظاهرات في الغوطة الشرقية، كما نفذوا وقفات في عدة مدن وبلدات للمطالبة بوقف الاقتتال بين الفصائل، ولا سيما في سقبا ومسرابا وعربين.
وأطلق المجلس الإسلامي السوري المعارض، مبادرة لوقف الاقتتال في الغوطة الشرقية، ووقف التصعيد الإعلامي، وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه، وإلغاء الحواجز وحصار المقرات، كما طالب جميع الهيئات الشرعية والمدنية في الغوطة برفض الاقتتال، مؤكدًا أنه سيشكل هيئة "حيادية" تقوم بمتابعة تنفيذ ومعالجة الآثار الناتجة عن القتال وما ترتب عليه من حقوق، والبحث في أسباب ما جرى، والإعلان عن الجهات التي تمتنع عن الصلح. ورحَّب جيش الإسلام، في بيان مطبوع، بمبادرة المجلس وأعلن استعداده للفصل في القضايا العالقة بينه وبين الفصائل الأخرى، إما عن طريق مجلس القضاء الموحد في الغوطة الشرقية أو عبر قضاء يتم التوافق عليه، داعيًا إلى تشكيل لجنة مشتركة، تتألف من ثلاثة أشخاص من كل طرف، تشرف على استلام المقرات والمواقع وردّ الحقوق إلى أصحابها.
وكانت القوات الحكومية سيطرت يومي الخميس والجمعة الفائتين، تزامنًا مع اندلاع المواجهات بين فصائل المعارضة، على مساحات واسعة من بلدة الركابية ومطاحن الغزلانية المقابلة لطريق مطار دمشق الدولي، إثر انسحاب فيلق الرحمن وجيش الفسطاط، الذي يضم جيش الأمة وجبهة النصرة وحركة أحرار الشام، وتراجع جيش الإسلام وانشغاله بالاقتتال. وكانت الغوطة شهدت عدة عمليات اغتيال، أبرزها محاولة اغتيال فاشلة للقاضي العام السابق للغوطة الشرقية خالد طفور "أبو سليمان" أواخر آذار الماضي، واغتيال القاضي أبو أحمد عيون المعروف بخلافه مع جيش الإسلام في 13 تشرين الأول/اكتوبر الماضي، ليتهم فيلق الرحمن جيش الإسلام بالوقوف وراء العمليتين، عقب اعتقال أحد أفراد خلية الاغتيال المتهمة واعترافه بأنهم تلقوا الأوامر من قادة بجيش الإسلام، ليرفض الجيش تسليم العناصر وتندلع الاشتباكات بينهما، وكانت هذه الاشتباكات ليست الأولى من نوعها في الغوطة الشرقية، إذ اندلعت اشتباكات سابقًا بين جيش الإسلام ومعظم فصائل المعارضة في الغوطة، ولا سيما جيش الأمة، والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام الذي اندمج مع فيلق الرحمن.