الدار البيضاء - جميلة عمر
يقوم العاهل المغربي الملك محمد السادس بزيارة رسمية إلى الصين ابتداء من 11 أيار/مايو الجاري ، تمتد لثلاثة أيام، من أجل تقوية الشراكة الاستراتيجية بين الرباط وبكين
وسيتباحث الملك مع الرئيس الصيني شي جين بينغ تهم المواضيع ذات الاهتمام المشترك خصوصا السياسية والاقتصادية منها. حيث يعتبر المغرب الصين شريكا استراتيجيا مهما.وسيكون الملك مرفوقا بوفد وزاري اقتصادي بالدرجة الأولى، حيث سيترأس الزعيمان حفل توقيع على العديد من الاتفاقيات الاستراتيجية الهامة
وكانت بيكين قد عبرت رسميا عن رغبتها في عقد اتفاق للتبادل الحر مع المغرب، وهو الأول من نوعه في المغرب العربي
ونهج المغرب برئاسة الملك محمد السادس سياسة جديدة تهم الانفتاح على بلدان إفريقيا والشرقط الأوسط وآسيا، حيث أكد الملك في اجتماع القمة الخليجية المغربية الأولى على هذا التوجه الذي يقضي بتنويع الشركاء، سواء في المجال الاقتصادي أو الجيوسياسي، حيث أعلن أن زيارته إلى الصين تأتي فيهذا الإطار.
وتميز العلاقات الصينية المغربية بكونها لم تشبها شائبة، منذ إقامتها قبل 56 سنة، وبتطورها بشكل مطرد، ما يؤهلها لتحقيق طفرة نوعية تترجم طموح البلدين الصديقين لإقامة شراكة استراتيجية قوية بينهما
ولا شك أن الزيارة الرسمية التي سيقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس ابتداء من يوم الخميس المقبل، ستشكل البداية لهذه القفزة والمرحلة المتطورة من العلاقات بين المملكة المغربية وجمهورية الصين الشعبية، إذ من شأنها أن تفتح آفاقا ومجالات جديدة ومتعددة لهذه الشراكة
وقد شهد العام الماضي حدثين بارزين في علاقات البلدين، تمثلا في الرسالتين اللتين تبادلهما الملك محمد السادس مع الرئيس شي جين بينغ، واللتين كان لهما دور حاسم في تسريع وتيرة سير البلدين نحو إقامة هذه الشراكة
وقد نقل رسالة جلالة الملك إلى الرئيس شي وفد مغربي رفيع المستوى، ترأسه المستشار الملكي السيد الطيب الفاسي الفهري، والتي شدد فيها جلالته على ضرورة الرقي بالعلاقات الثنائية
واستعرض الوفد المغربي، بمناسبة تلك الزيارة، مع نائب الرئيس الصيني لي يوان تشاو علاقات الصداقة الدائمة التي تربط بين البلدين والتي يطبعها التضامن المتواصل ويعززها التبادل المنتظم للزيارات من مستوى عال
ومن جانبه، سلم وزير الشؤون الخارجية الصيني، السيد وانغ يي، خلال زيارة رسمية للمغرب، جلالة الملك رسالة صداقة وتقدير من الرئيس الصيني. وأبرز الوزير الصيني، خلال استقباله من قبل صاحب الجلالة، إرادة القيادة الصينية في "إعطاء دفعة جديدة للعلاقات العريقة والممتازة التي تجمع البلدين".
وحرص المغرب دوما على أن تقوم شراكته مع الصين على أساس حوار سياسي منتظم، يهم مختلف المبادرات الثنائية على المستوى الإقليمي والمتعدد والدولي، حوار يمكن من إقامة تنسيق جيد لتحرك البلدين ولمواقفهما في المحافل والمنتديات الدولية
ويعتبر العمل على إبرام شراكة من هذا القبيل دليلا على الاهتمام الذي توليه القوى العظمى للمغرب، الذي أصبح بفضل الإصلاحات التي باشرها تحت القيادة المتبصرة لجلالة الملك في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مثار اهتمام مختلف الشركاء.