طرابلس ـ فاطمة السعداوي
اندلعت الاشتباكات العنيفة، في ضواحي طرابلس، والتي أسفرت عن انقطاع الكهرباء في مناطق عدّة في غرب البلاد وجنوبها، مما أدى إلى انهيار جديد للهدنة التي رعتها بعثة الأمم المتحدة بين الميليشيات المسلحة في العاصمة الليبية.
وعلى الرغم من التهديدات الأميركية والغربية بمعاقبة منتهكي الهدنة، وإعلان حكومة فايز السراج عن ترتيبات أمنية استباقية وجديدة لمنع اندلاع القتال، فقد شهدت مناطق عدّة في طرابلس اشتباكات، خصوصًا على طريق المطار الدولي، بعد هدوء حذر دام نحو أسبوعين بعد إعلان وقف إطلاق النار برعاية بعثة الأمم المتحدة.
ولم يعلّق السراج على هذه التطورات المفاجئة، لكنه التقى في المقابل بمقره في طرابلس، رئيس وأعضاء لجنة الترتيبات الأمنية لطرابلس الكبرى حيث وقف على آخر التدابير التي اتخذتها اللجنة حيال المهام الموكلة إليها.
وأوضح السراج صعوبة الظروف والتحديات التي تواجه البلاد، مشددًا على الأهمية البالغة لدور اللجنة في تنفيذ الترتيبات الأمنية، وفي مقدمها تأمين المواطن والممتلكات الخاصة والعامة وتعزيز وقف النار وإرساء النظام العام وإنفاذ القانون من خلال قوات أمنية وشرطية نظامية منضبطة تعمل وفق المعايير المهنية، بحسب ما جاء في بيان وزعه مكتبه وفق صحيفة الشرق الأوسط.
وأكد السراج، في البيان، أن التعليمات أعطيت لكل الوزارات والهيئات والمؤسسات العامة لدعم جهود هذه اللجنة وتوفير متطلباتها، مشيرًا إلى أن الترتيبات الأمنية المنصوص عليها في اتفاق الصخيرات المبرم في المغرب نهاية عام 2015 برعاية أممية، لا يشمل مدينة طرابلس فقط بل يتعداها إلى المدن كافة. وقال إن المجلس الرئاسي لحكومته "ليس على خلاف مع أي مدينة أو منطقة ليبية، أو مكون اجتماعي، بل الخلاف مع المعرقلين للمسار الديمقراطي والمواجهة تنحصر مع العابثين بأمن الوطن وكل من يروع المواطنين ويمس أمنهم وحياتهم"، مؤكدًا أهمية هذه الترتيبات الأمنية التي ستعمل على تأمين الاستحقاقات الانتخابية المقبلة التي "هي وحدها تعتبر المخرج الوحيد للأزمة الراهنة والانقسام القائم".
وقالت الشركة العامة للكهرباء، إنه نتيجة للاشتباكات المسلحة في جنوب طرابلس خرجت من الخدمة محطات ووحدات لتوليد الطاقة، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء من طرابلس إلى رأس أجدير والجبل الغربي والمنطقة الجنوبية. ولاحقاً، أعلنت الشركة "عودة التيار تدريجيًا لأغلب المدن بالمناطق الغربية"، مشيرة إلى أن "العمل جار لإعادة بناء الشبكة بالمنطقة الجنوبية". وينهي هذا القتال الجديد، هدنة هشة توسطت فيها الأمم المتحدة قبل أسبوعين بعد أن لقي أكثر من 60 شخصًا حتفهم في اشتباكات منذ نهاية الشهر الماضي.
وأكّد وزير الداخلية في حكومة السراج، عبد السلام عاشور، أن الاشتباكات جرت في محيط طريق المطار وجزيرة الفحم ومشروع الهضبة، نافيًا تدخل القوة المشتركة التي يقودها اللواء أسامة الجويلي في فض الاشتباكات. لكن مسؤولين عسكريين تحدثوا، في المقابل، عن تجمع لكتائب عسكرية يقودها الجويلي في منطقة العزيزية على تخوم طرابلس، استعدادًا لدخولها للمشاركة في وقف النار والفصل بين الميليشيات المتحاربة.
وحثّت وزارة الداخلية، في بيان، المواطنين، على الابتعاد عن أماكن الاشتباكات المسلحة، كما طالبت بإيقاف التصعيد العسكري بين الأطراف وضرورة سلك طريق الحل السلمي، لتجاوز الأزمة وتغليب لغة العقل والابتعاد عن لغة السلاح والاحتكام إلى لغة الحوار البناء.
ونقلت قناة "النبأ" المحلية، "محسوبة على الإسلاميين"، عن مصدر في "لواء الصمود" الذي يقوده صلاح بادي أحد قادة الحرب والمنتمي إلى مدينة مصراتة، أن قوات اللواء تتقدم وتسيطر على طريق المطبات بمشروع الهضبة جنوب طرابلس.
وفي المقابل، انتشرت بشكل مفاجئ ملصقات تحمل اسم وصور المشير حفتر في بعض ضواحي العاصمة طرابلس. وهذه المرة الثانية خلال فترة وجيزة تنتشر فيها صور لحفتر منذ إعلان عزمه على تحرير المدينة من قبضة الميليشيات المسلحة. وحملت الملصقات التي تداولها ناشطون ليبيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عبارة "أهلا بالمشير، الجيش طوق نجاة الوطن".