لندن - كاتيا حداد
كشف جنرال روبرت جونز، قائد القوات البريطانية، التي تحارب تنظيم "داعش" في الأراضي العراقية، أن غالبية قيادات التنظيم، لقوا حتفهم، وأضاف أن الموصل على وشك التحرير، مما سيجعل من هزيمة الجماعة الإرهابية في العراق "لا مفر منها". وأكد جونز أن المتشددين الباقين على قيد الحياة هم حوالي 1500 مقاتل محاصرين في المناطق الغربية، في ثاني أكبر المدن العراقية، والتي أعلن فيها أبو بكر البغدادي، زعيم "داعش"، الخلافة الإسلامية في مسجد نوري عام 2014. وتعهد التحالف بقيادة الولايات المتحدة بملاحقة قادة "داعش"، والقضاء على "رأس الأفعى".
وأضاف جونز، أن البغدادي هو رأس الجماعة وقائدهم الأعلى، وعلى حد علمنا وفي ضوء المعلومات الواردة عنه، أنه لا يزال على قيد الحياة، ولكن الغالبية العظمى من مساعديه لقوا حتفهم. وهو يعلم جيدًا أنه لو تم تحديد مكانه، ستنتهي حياته سريعًا جدًا وستكون نهاية سابقة لأوانها".
وأكدت المنظمة الدولية للهجرة، أن أكثر من 45 ألف شخص أرغموا على الفرار من الموصل في الأسبوعين الماضيين. وكشف جونز، نائب قائد قوات التحالف أن المخططين العسكريين الأميركيين والبريطانيين، تواصلوا تليفونيًا مع المسؤولين الروس، لضمان الحفاظ على المسافات بين الطائرات الحربية، وبعضهما البعض خلال المعارك المعقدة في سورية.
ودمرت طائرتان من سلاح الجو الملكي البريطاني، دبابة لـ "داعش" في مدينة تدمر، حيث كانت جماعة مسلحة تقاتل القوات الحكومية السورية والقوات الخاصة الروسية، والميليشيات المدعومة من إيران، وبعد ثلاثة أيام، تم استعادة مقاتلين "داعش" للمدينة التاريخية للمرة الثانية. ونفذت طائرات التحالف أكثر من 20 غارة جوية في جميع أنحاء تدمر في الأسبوعين الماضيين، والتي تعمل في نفس المجال الجوي للمروحيات الروسية كا-52 المهاجمة.
وأوضح جونز، ابن الكولونيل اتش جونز، أن المصلحة تحتم العمل مع الروس لسلامة الطيران وسلامة الأرض، لذلك فإننا نتواصل مع الروس للتأكد من أننا لن نسبب ضررا لبعضها البعض ". وتسلك عبر الحدود في العراق قوة، قوامها 100 الف مقاتل من القوات العراقية والمقاتلين البشمركة الكردية والجماعات شبه العسكرية المدربة التابعة لإيران، طريقها من خلال "قشرة دفاعية صلبة"، إلى مواقع "داعش" غرب الموصل. واستولت القوات على الجانب الشرقي من المدينة في كانون الثاني بعد 100 يوم من القتال، وشنّت هجومًا على مناطق غرب نهر دجلة في 19 من شباط/فبراير.
ويعتقد أن العديد من المقاتلين في صفوف "داعش" من الأجانب، بما في ذلك المتطرفين البريطانيين - الذين تم قتل ثلاثة منهم على الأقل في أو بالقرب من المدينة في الأسابيع الأخيرة. وكان من بينهم جمال الحارث، ولد رونالد عازف الكمان، من مانشستر، والذي فجر سيارة مفخخة في قاعدة للجيش العراقي في الشهر الماضي. وقال جونز إن أي مقاتلين بريطانيين سيتم القبض عليهم سيدخلون النظام القضائي العراقي والحكومة البريطانية، وبعد ذلك ستتواصل مع بغداد إذا ما رغبت في الوصول إلى هؤلاء الأفراد.
واستخدم المسلحون إلى جانب المدرعات والسيارات المفخخة والقناصة، طائرات من دون طيار مسلحة بقنابل يدوية لإبطاء تقدم القوات العراقية. وانتشر فيديو نشرت على الانترنت يظهر طائرات بدون طيار تسقط القنابل من خلال البوابات على العربات المدرعة.
وواصل جونز "أن هجمات الطائرات من دون طيار، على الرغم من أنها "تهديد خطير"، إلا أنها علامة على اليأس. وأضاف "أنهم لن يفوزوا في الحرب عن طريق إسقاط قنابل يدوية صغيرة من السماء". وترك "داعش" خلايا صغيرة من المقاتلين خلف خطوط العدو في شرق الموصل، لشن هجمات، ولكن القوات العراقية تتعامل مع هذا التهديد.