الدار البيضاء - جميلة عمر
وجّهت الودادية الحسنية للقضاة في المغرب انتقادات عنيفة، لزعيمة اليسار الاشتراكي الموحد نبيلة منيب، وذلك ردًا على انتقاد هذه الأخيرة لمسلسل محاكمة نشطاء حراك الريف ومن ضمنهم ناصر الزفزافي، مطالبة بإطلاق سراحهم. ووصفت ودادية القضاة الزعيمة اليسارية بأنها من ممتهني السياسة ومحترفي النضال الحقوقي، وأنها تعمد إلى صنع أدوار وبطولات من خلال تبني خطاب يمس باستقلال القضاء وكرامة القضاة والتشكيك في حيادهم وكفاءتهم.
واعتبرت الودادية أن ما جاء في تصريحات منيب هو صورة بشعة للاستغلال السياسوي لمحاكمات ولحقوق الناس ولحق الوطن، متهمة إياها بالجهل بالقانون، وبالتحايل على القضاة. وردا على قول منيب بأن القضاء يجرجر المحاكمات وكأنه ينتظر توجيهات لم تأت بعد، ويحاول التيئيس، وحديثها عن المناخ البئيس الذي كان يخيم على الجلسة، واعتبرت الودادية أن خطاب منيب يعمل على نشر "البؤس ورسائل التبخيس الحقيقية من عمل سلطة، ومؤسسة وقاضيات وقضاة يعيش الوطن في داخلهم وهم يبتون يوميا في آلاف القضايا بمختلف المدن والقرى والمراكز التي ربما لا تعرفين أي توجد بخريطة المملكة".
وخاطبت الودادية منيب قائلة "إن الوطن الذي ينعم فيه أمثالك اليوم بالحرية ويتطاولون فيه على القضاء لا بد أن تتذكري أنه ذات يوم ساهم القضاة المغاربة في حماية ثوابته في الصفوف الأولى للمقاومين الإبرار في معارك خلدتها كتب التاريخ ومنها معركة النملان سنة 1905″. واختتمت الودادية ردها على منيب بالقول "ستكون بيننا محطة أخرى يكون الفيصل فيها للإجراءات القانونية والتدابير المؤسساتية التي لن نتوانى في اتباعها والاحتكام إليها".
وكانت منيب قد تعرضت، في تدوينة نشرتها، على حسابها في فيسبوك، إلى ظروف محاكمة معتقلي حراك الريف، وذلك بعد حضورها إحدى جلسات محاكمتهم. وكتبت منيب بأن "القضاء يجرجر المحاكمات و كأنه ينتظر توجيهات لم تأت بعد و يحاول التيئئس بعدما فشل مخطط التخويف و التخوين"، وأضافت "لا يمكنك إلا أن تشعر بالحسرة على وطن محتجز و على حضور محاكمة الشباب السلمي الذي يطالب بالإصلاح وبالعيش الكريم في حين ينعم المفسدون بالإفلات من العقاب".
وتحدث منيب عن مشاهداتها للمعتقلين قائلة "رأيت وجوها شاحبة لشباب مناضل يحمل شارة النصر و يبتسم لكي لا تبكي الأمهات. لماذا يجري هذا في وطني وأي خطر يمثله المعتقلين و على مصالح من؟". ودعت منيب إلى إطلاق سراح المعتقلين، مؤكدة أن مصلحة الوطن تكمن في تجاوز المقاربات البائدة، واحترام حقوق الإنسان وصيانتها، معتبرة أن تقوية الجبهة الداخلية مدخل لتقوية المغرب خارجيا و هو ما لا يرغب فيه من يؤبد الاستبداد ورديفه الفساد.