الدار البيضاء - فاطمة القبابي
أعلن المشاركون في الملتقى الشبابي الأول من أجل اللغة العربية، أن لغة الضاد تعيش أزمات أمام الغزو الثقافي، وزحف التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي، وذلك في إطار الملتقى الشبابي الأول المنعقد في الرباط بشأن موضوع "شباب من أجل الهوية والمستقبل".
أبرز المشاركون في الملتقى أن ما تعيشه اللغة العربية من أزمات يرتبط بعضها بوضعها اللساني وقدرتها على مواكبة زمن الحداثة والتقنية والعلم، مؤكدين أن دفاع الشباب عن العربية وعن الهوية الوطنية هو دفاع عن مستقبلهم.
وأجمع المشاركون وممثلو شبيبات الأحزاب السياسية على الواقع المرير الذي تعيشه اللغة العربية، وعزوا ذلك إلى الغزو الثقافي والثورة التكنولوجية، مبرزين أن "الشباب المغربي لا يقف ضد الانفتاح الثقافي، لكن ضد الاستيلاب الثقافي الذي جعلنا ضعفاء، وغياب الاعتزاز باللغة العربية في وسائل التواصل الاجتماعي، واستخدام مفردات مستحدثة تسيء إلى اللغة الأم".
وشدد المتدخلون على خطورة إدخال اللغة المستحدثة والمستعملة في وسائل التواصل الاجتماعي والواقع المجتمعي إلى المناهج الدراسية، مبرزين أن "اللغتين الفرنسية والإنجليزية باتتا تسيطران على حياتنا بسبب واقع فرضته العديد من الظروف".
في هذا الصدد أوضح فؤاد بوعلي، رئيس الائتلاف الوطني للغة العربية في الكلمة الافتتاحية للملتقى، أن الملتقى يسعى لتدشين مرحلة جديدة في مسار المدافعة عن لغة الضاد، وعن الهوية المغربية، والانتقال من النقاش النخبوي الذي يجرى في صالونات البحث الأكاديمي، من الترافع السياسي إلى النقاش المجتمعي الذي يُشرك في الهم الهوياتي.
وأكد أن الائتلاف يروم تجميع كل أطياف المجتمع المغربي، من كل التيارات والأحزاب السياسية، وإدماج الشباب في الهم الهوياتي، حتى لا يبقى النقاش حول قضاياه نخبويا.
من جهة أخرى، شدد إلياس خاتري، رئيس شباب الائتلاف، في كلمة له، على دور المكون الشبابي في صنع القرار اللغوي. وقال إن "عزوف المشاركة الشبابية في الشأن اللغوي هو تحصيل لحملة من العوامل الثقافية والاجتماعية والسياسية والمعرفية"، مبرزا أن "مساهمة الشباب في النهوض بالسياسة اللغوية يؤثر في صنع القرار، وتحديد مدى توافق هذه القرارات وأسس الهوية اللغوية، مضيفا أن "الانخراط الشبابي في شؤون اللغة يعد مبدأ من أهم مبادئ الدولة الوطنية الحديثة القائمة على مبدأ المواطنة والهوية والعدالة اللغوية".