الجزائر – سفيان سي يوسف
رد الحزب الحاكم الجزائري، "جبهة التحرير الوطني"، على المطلب الذي رفعه عدد من المجاهدين من بينهم من شغل مناصب قيادية في مرحلة الثورة وبعد الاستقلال، القاضي برحيل الأمين العام للحزب عمار سعداني، من منصبه، بحجة "تحرير الأفلان من سيطرة عصابات المال".
وكشف حزب جبهة التحرير الوطني، الاثنين، في بيان أصدره عقب اجتماع مكتبه السياسي، أن الأخير يجدد ثقته المطلقة في السيد سعداني، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، وتحت قيادته، للحفاظ على المكاسب المحققة والاستعداد للاستحقاقات المقبلة، مضيفًا أن "المناضلين في هياكل الحزب سيقفون بالمرصاد ضد أي محاولة تهدف إلى زعزعة وحدة صفوف الحزب وبالتالي زعزعة الاستقرار والأمن في بلادنا، معبرًا عن "استنكاره إزاء كل تدخل خفي أو ظاهري من خارج القواعد النضالية للحزب".
وشدّد بيان الحزب الحاكم، الذي يرأسه شرفيًا الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، على أن "المناضلين هم وحدهم أصحاب السيادة في أي قرار يهم حزبهم طبقاً لنصوص الحزب"، مشيرًا إلى أن حزب جبهة التحرير الوطني "ملك لمناضليه دون سواهم"، داعيًا جميع مناضلي الحزب في مختلف المواقع إلى اليقظة والوقوف صفًا واحدًا وراء قيادتهم الشرعية المنبثقة عن المؤتمر العاشر للحزب بقيادة الأمين العام عمار سعداني، وذلك حفاظًا على الإنجازات والانتصارات المحققة".
ويأتي رد المكتب السياسي للحزب الحاكم، بعد دعوة عدد من المجاهدين، في نداء بعنوان "نداء المجاهدين من أجل انعتاق جبهة التحرير الوطني المسلوبة"، إلى رحيل الأمين العام للأفلان عمار سعداني. وأضافوا أنهم يستنكرون "استحواذ سعداني وثلة من رجال الأعمال المشكوك فيهم لاسيما جبهة التحرير الوطني رمز ثورة نوفمبر، لأغراض شخصية أنانية، ووقع في الحزب في يد شرذمة من الانتهازيين والمغامرين جعلوا منه تجارة مربحة، ضاربين عرض الحائط بالنص المؤسس لهذا الكيان السياسي الذي تمخض عن عملية طويلة وشاقة اجتهد في سبيلها رجال ونساء جعلوا من الكفاح من أجل التحرير قضيتهم السامية مضحين بحياتهم من أجل تستقل الجزائر، بعد أن دفعوا ضريبة الدم لبلوغ ذلك الهدف النبيل".
وأضاف المطالبين برحيل سعداني، في ندائهم، "باستعمال الخديعة، وتورط قنوات في الحزب تسللوا إلى جسده لإفراغه من مكوناته الحيوية وزرع العفن وتحويله إلى أداة لتحقيق مآرب شخصية، بهدف استنزاف أكبر قدر ممكن من مقدرات البلاد المالية في أسرع وقت، وإقامة صلات مع قوى خارجية للإفلات من العقاب، والحصانة والحصول على تقاعد مريح". وناشد أصحاب النداء زملاءهم المجاهدين الالتحاق بالمبادرة، وقالوا "إذ نندد بما آلت إليه جبهة التحرير الوطني منذ استيلاء المدعو عمار سعداني وزبانيته، ندعو كل المجاهدين للالتحاق بنا من أجل التأكيد أنه حان الوقت لكي تتحرر جبهة التحرير الوطني من قبضة هؤلاء المغتصبين، وتبعث بذلك المبادئ الأولية لثورة نوفمبر المجيدة".