لندن ـ سليم كرم
رصد المراقبون مجموعة من الفظائع التي إرتكبها تنظيم "داعش" في أقل من عامين منذ الإعلان عن دولة الخلافة في حزيران / يونيو من عام 2014 ، والتي تكشف عن قيام تلك الجماعة المتطرفة بأعمال قطع للرؤوس وإطلاق نار وكذلك الرجم وغيرها من أساليب القتل بما في ذلك إلقاء الأشخاص من أعلى المباني وإضرام النار فيهم
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ( SOHR ) ومقره في بريطانيـا بأنه وبحلول نهاية 22 شهرًا لدولة الخلافة، فإن هناك 4,144 من المدنيين قد تم إعدامهم بينهم نساء وأطفال إضافةً إلي المئات من عناصر التنظيم نفسه والمقاتلين في صفوف جيش نظام بشار الأسـد وكذلك مجموعات المتمردين للمعارضة، وتم تسجيل سقوط 80 قتيلًا ضمن صفوف تنظيم "داعش" في محافظات دير الزور و الرقة و دمشق و حلب و حمص إضافةً إلي الحسكة في الفترة حتي 29 من آذار / مارس هذا العام. أما الضحايا من الأطفال، فواحد من بين 37 من المدنيين تم إعدامهم، في حين كان ضحايا إطلاق النار بحسب ما كشف المرصد السوري كانوا 24 من عناصر تنظيم "داعش" وستة من المقاتلين المتمردين في وحدات حماية الشعب الكردية والتي تعرف إختصاراً بإسم ( YPG ) وكذلك العشرات من الجيش السوري وعناصر الميليشيا.
وبحسب ما ذكر المراقبون، فإن أحكام الإعدام وقطع الرؤوس قد جاءت بسبب سلسلة من الإتهامات تتضمن أعمالاً محظورة بموجب الشريعة الإسلامية مثل اللواط والردة والتجسس. كما كانت المزاعم بالتعاون مع الأعداء بما فيهم تنظيم القاعدة وجبهة النصرة و قوات حماية الشعب وكذلك " التحالف الصليبي " وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ضمن الجرائم التي تقتضي تنفيذ حكم الإعدام، وكانت أيديولوجية "داعش" الملتوية واضحة في العديد من الجرائم والتي تضمنت " العمل وفقاً للقانون الإنساني بدلاً من الشريعة " و " المفسد في الأرض ". كما طالت الإتهامات عناصر تنظيم "داعش" أنفسهم بسبب محاولات الفرار أو الهروب من الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم إضافة ً إلي الجبن العسكري وهو ما كانت عقوبته القتل
ووصف طالب سابق من لندن والذي إنضم إلي تنظيم "داعش" في سورية العام الماضي كيف كان الحكم في عهد الجهاديين الإرهابيين في معاقلهم خلال مقابلة مع صحيفة الإندبندنت، حيث أوضح هاري سارفو الذي هرب من سورية في تموز / يوليو ويودع حاليـاً في السجن في ألمانيـا إنتظاراً للمحاكمة عن إرتكاب جرائم إرهابية بأنه كان شاهداً علي أعمال إطلاق النار والرجم وقطع الرؤوس وقطع الأيادي وأشياءاً أخري كثيرة.
وأضاف سارفو بأنه شاهد صبية في 13 من العمر يحملون أحزمة ناسفة وكلاشينكوف، بينما بعض الصبية يقودون سيارات ويشاركون في تنفيذ عمليات الإعدام. أما أسوء ما يتذكره كان إعدام ستة رجال رمياً بالرصاص بواسطة سلاح الكلاشينكوف، وكذلك قطع يد أحد الرجال وتركه معلقاً باليد الأخري. مشيراً إلي أن تنظيم "داعش" لا يمكن القول بأنه غير إسلامي فقط، وإنما أيضاً غير إنساني، حيث قام أحد عناصر التنظيم بقتل شقيقه للإشتباه في كونه عميل سري بعد تلقيه أوامر من قادته، ويقوم تنظيم "داعش" بتنفيذ العديد من عمليات الإعدام في العلن، بينما يقوم بتصوير الآخرين في فيديوهات دعائية مثل تلك التي عرضت مقتل جيمس فولي ورهائن أخري من الغرب. وكان صبي بريطاني يبلغ من العمر أربعة أعوام من بين الأطفال المستخدمين في تنفيذ عمليات الإعدام، مع أساليب بشعة من القتل بما في ذلك إستخدام قاذفات صواريخ ومتفجرات.
ويقول محللون بأن عرض عمليات القتل الوحشية هي جزء من محاولات الدعاية التي يسعي من خلالها تنظيم "داعش" إلي ترويع الغرب وأعدائها، مع قمع أي مقاومة محتملة من قبل المحاصرين داخل أراضيها. وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن المدنيين شكلوا الجزء الأكبر من ضحايا عمليات الإعدام، وقدرت أعدادهم بنحو 2,230 شخص بما في ذلك ثلاث مجازر على نطاق واسع للمواطنين من السنة والأكراد. أما ثاني أكبر عدد من الضحايا الذين سقطوا فكانوا من قوات بشار الأسد والميليشيات الموالية للنظام، عقب وقوعهم أسري في المعارك، وقدرت أعدادهم حوالي 1,100 شخص.
ومن بين ضحايا عمليات الإعدام عناصر من تنظيم "داعش" والذين تقدر أعدادهم بنحو أكثر من 400 مقاتل ومنتمي للتنظيم بما فيهم المقاتلين الأجانب وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان بعدما تم إلقاء القبض عليهم من قبل تنظيم "داعش" حينما كانوا يحاولون العودة إلي بلادهم. ويعد من بين القتلي أيضاً ما لا يقل عن 300 شخص من الإسلاميين والمتمردين المعارضين من جبهة النصرة والجماعات الكردية.
وينادي المرصد السوري لحقوق الإنسان مجددًا بضرورة تدخل مجلس الأمن الدولي، للعمل علي وقف الجرائم وأعمال العنف التي ترتكب بحق المواطنين السوريين من قبل تنظيم "داعش" ونظام بشار الأسد. وشهدت الأسابيع الأخيرة قيام الجماعة المتطرفة بتنفيذ عقوبات قاسية علي المدنيين في الرقة Raqqa وسط حملة من التحالف بقيادة الولايات المتحدة لوقف تدفق الموارد إليها. وأكد الرئيس باراك أوباما في وقتٍ ساب من هذا الشهر علي أن عدد المقاتلين في تنظيم "داعش" قد شهد تراجعًا كبيرًا في عامين تقريبًا، بينما أكثرهم يدرك بأن قضيتهم خاسرة