كييف ـ جلال ياسين
إعترفت كييف، ليل الأحد، بأن القوات الروسية أحرزت تقدما في 4 مناطق شرقي أوكرانيا، حيث تدور معارك ضارية في "كل مكان"، مشيرة إلى أن الوضع يتسم بالتعقيد. وأكدت القوات الأوكرانية في الوقت ذاته أنها "حققت تقدما جزئيا" في إطار الهجوم المضاد الذي تشنه منذ أسابيع.
وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكرانية، غانا ماليار، على مواقع التواصل الاجتماعي: "معارك ضارية تدور في كلّ مكان (...) الوضع معقّد"،.
و أضافت أن القوات الأوكرانية تتقدم من جهتها في منطقة واحدة في شرق البلاد ومنطقتين في جنوبها.
موضحة أن "العدو يتقدم في مناطق أفدييفكا ومارينكا وليمان. العدو يتقدّم أيضا في قطاع سفاتوف". وتقع هذه المناطق في مقاطعة دونيتسك، التي يحتدم فيها القتال بين الطرفين في ظل الهجوم المضاد الذي أطلقته كييف.
وحقّقت القوات الأوكرانية "نجاحاً جزئياً" مع تقدمها في الجهة الجنوبية من باخموت، التي سيطرت عليها مجموعة "فاغنر" الروسية في مايو الماضي، وكذلك بالقرب من بيرديانسك وميليتوبول في جنوبي البلاد، وفقا للمسؤولة الأوكرانية.
ولفتت نائبة وزير الدفاع إلى أنه في جنوب البلاد تحقق القوات الأوكرانية تقدما "تدريجيا" في مواجهة "مقاومة شديدة من العدو".
وأضافت أن القوات الأوكرانية "تعمل بإصرار وبدون توقّف على تهيئة الظروف لتحقيق تقدم سريع قدر الإمكان".
قال مسؤول عسكري أمريكي رفيع المستوى إن الهجوم الأوكراني المضاد على القوات الروسية سيكون صعبا و"دمويا للغاية".
وأضاف رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال، مارك ميلي، أنه غير متفاجئ من أن التقدم أبطأ مما كان متوقعا، لكنه قال إن أوكرانيا "تتقدم بثبات".
وقال: "يسير (الهجوم) ببطء بعض الشيء، لكن هذا جزء من طبيعة الحرب".
يأتي ذلك في الوقت الذي اتهم فيه الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، "بعض" الشركاء الغربيين بتأخير التدريب الموعود للطيارين الأوكرانيين.
وتعهدت عدة دول غربية بتدريب طياري أوكرانيا على طائرات مقاتلة أمريكية من طراز إف-16، لكن الرئيس الأوكراني قال إن بعض الحلفاء "يتباطأون" في الوفاء بهذا الوعد.
وأقر زيلينسكي سابقا بأن الهجوم الأوكراني يحرز تقدما بطيئا. وقال الجنرال ميلي لجمهور في النادي الوطني للصحافة في واشنطن، يوم الجمعة، إن الهجوم الأوكراني المضاد "يتقدم بثبات، ويشق طريقه عبر حقول ألغام صعبة للغاية... (لمسافة) 500 متر، 1000 متر، 2000 متر في اليوم، هذا النوع من الأشياء".
وأضاف أنه لم يتفاجأ من أن التقدم أبطأ مما كان متوقعا.
وقال: "الحرب على الورق والحرب الحقيقية أمران مختلفان. في الحرب الحقيقية يموت أناس حقيقيون". "أناس حقيقيون في تلك الخطوط الأمامية وأشخاص حقيقيون في تلك المركبات. أجساد حقيقية يتم تمزيقها بمتفجرات شديدة".
"ما قلته هو أن هذا (الهجوم) سيستغرق ستة، ثمانية، عشرة أسابيع، سيكون صعبا للغاية. سيكون طويلا جدا، وسيكون دمويا للغاية. ولا ينبغي لأحد أن يكون لديه أي أوهام عن أي من ذلك".
وأضاف ميلي أن الجنود الأوكرانيين "يهاجمون عبر حقول الألغام وفي الخنادق"، معتبرا أن "هذا بالمعنى الحرفي للكلمة معركة من أجل حياتهم".
وقال إن الولايات المتحدة تقدم لأوكرانيا "كل ما في استطاعتها من المساعدة".
ويعد الجنرال ميلي المستشار العسكري الرئيسي لكل من الرئيس ووزير الدفاع وومجلس الأمن القومي الأمريكي.
في غضون ذلك، قال القائد العام للجيش الأوكراني "فاليري زالوجني" إن الهجوم المضاد أعاقه الافتقار إلى القوة النارية الكافية.
وفي مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست، نُشرت الجمعة، قال إنه يشعر بالإحباط بسبب بطء تسليم الأسلحة التي وعد بها الغرب، من الطائرات المقاتلة الحديثة إلى ذخيرة المدفعية.
وأضاف زالوجني: "لست بحاجة إلى 120 طائرة. لن أهدد العالم بأسره. يكفي عدد محدود للغاية".
و أفادت تقارير بأن رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وليام بيرنز، قام بزيارة غير معلنة لأوكرانيا الشهر الماضي، حيث التقى بالرئيس زيلينسكي ومسؤولين في الاستخبارات الأوكرانية.
ويقال إن مدير وكالة الاستخبارات المركزية ناقش الهجوم المضاد لأوكرانيا ضد القوات الروسية، بالإضافة إلى إعادة التأكيد على التزام الولايات المتحدة بتبادل المعلومات الاستخباراتية مع كييف.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
قائد فاغنر يروي القصة الكاملة والأسباب وراء عملية التمرد التي استمرت 24 ساعة
وزير الدفاع الأوكراني يبحث مع نظيره الأميركي الهجوم المضاد على القوات الروسية