الرباط - المغرب اليوم
تعرضت العديد من المآثر والمعالم التاريخية بمدينة مراكش، لأضرار متفاوتة نتيجة الهزة الأرضية القوية التي ضربت إقليم الحوز ليلة الجمعة 8 شتنبر الجاري، وكانت لها تداعيات على مستوى المدينة العتيقة لمراكش. فإن لجنة من وزارة الثقافة تضم مدير التراث ومهندسين، حلت بمدينة مراكش، أمس الثلاثاء، واستهلت عملها بزيارة ميدانية للمدينة العتيقة لمراكش المدرجة ضمن قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" للتراث العالمي، والاطلاع على حجم الأضرار والتصدعات والشقوق المتفاوتة الخطورة التي خلفتها الهزة الأرضية بعدد من المآثر التاريخية.
وتمثلت هذه الأضرار المتفاوتة التي لحقت عدد من المآثر التاريخية، في ظهور تشققات وتصدعات بقصر الباهية، ومسجد يعقوب المنصور الموحدي والسور الخارجي لقبور أمراء السعديين بحي القصبة، وباب أكناو التاريخي، المدخل الرئيسي لحي القصبة الموحدية، والوحيد بشمال إفريقيا، الذي يعود بنائه إلى القرن 12 على عهد الخليفة الموحدي عبد المومن بن علي الكومي، وأجزاء من الممر الذي يفصل بين مسجد يعقوب المنصور وقصر البديع، ومسجد الكتبية التاريخي وأجزاء من السور التاريخي، الذي شيد أول مرة أوائل القرن الثاني عشر الميلادي من قبل المرابطين ليكون واقيا دفاعيا للمدينة.
ومن المنتظر أن تنجز اللجنة تقريرا في الموضوع قبل عرضه على وزير الثقافة في انتظار اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة ترميم أجزاء من أسوار مدينة مراكش والبنايات التاريخية التابعة لها، من أجل تجويد خدمات الولوج إلى هذه الفضاءات الثقافية والتاريخية ورد الاعتبار إلى التراث المادي بالجهة.
فإن مجموعة من الشقوق بأحجام مختلفة اعترت مجموعة من المباني التاريخية بالمدينة العتيقة، بيوت منهارة بكاملها، أنقاض في كل مكان، جدران متصدعة، حوانيت فقدت واجهاتها وتكسرت محتوياتها، وصوامع تشققت وتداعت أجزاء منها. كانت العلامة الأبرز انهيار صومعة جامع خربوش بمدخل درب ضبشي بجامع الفنا، وتداعي الجزء العلوي من صومعة مسجد أزبزط. تداعي أجزاء مهمة من صومعة باب أيلان، وانهيار أجزاء من السور التاريخي للمدينة، تلاشي أجزاء من قصر "دار الحاج إيدار" الشهير بدرب الحجرة بدرب ضبشي، تلاشي أجزاء مهمة من المسلك السياحي " طوالة سي عيسى" بحي القصور، ظهور تشققات جديدة بمسجد بن يوسف، انفصال جدران مرتفعة عن بناياتها بزنقة الرحبة بفعل ضخامة التصدعات مما يهدد انهيارها في أي لحظة، ويستلزم على الجهات المعنية التدخل بشكل فوري لاحتواء هاته التصدعات، قبل أن تتداعى أجزاء من هذه البنايات.
ودعا عدد من المهتمين بالشأن المحلي والمآثر التاريخية، الجهات المسؤولة إلى التدخل لإعادة ترميم هذه المباني التاريخية، والإسراع بالتدخل التقني للترميم والصيانة والتقوية وفق مواصفات السور التاريخي، الصرح الحضاري للمدينة الحمراء، الذي يعود تاريخ بنائه إلى عهد المرابطين.
وحظيت المدينة العتيقة لمراكش، بعدد من البرامج التنموية الكبرى لتعزيز جاذبيتها الاقتصادية والسياحية كوجهة عالمية متميزة، ويتعلق الأمر بكل من برنامج "مراكش الحاضرة المتجددة 2014 - 2017" وهو برنامج طموح يعكس إرادة جلالة الملك محمد السادس القوية في ضمان تطور متوازن ومندمج ومستدام للمدينة الحمراء، والذي من شأنه الارتقاء بها إلى مستوى الحواضر العالمية الكبرى، وبرنامج " ترميم وتأهيل المدارات السياحية والروحية 2017-2019" الرامي إلى حماية مختلف معالم الذاكرة الوطنية والنهوض بالرأسمال اللامادي والروحي والثقافي والمعماري لمدينة مراكش، إضافة إلى برنامج "تتمين المدينة العتيقة لمراكش 2018-2022" الذي يهدف الى تتمين المآثر التاريخية وتأهيل مجموعة من الفنادق العتيقة وتأهيل القساريات القديمة وترميم الواجهات.
قد يهمك ايضاً