الرباط ـ جميلة البزيوي
تم تنصيب السيد محمد عبد النباوي، الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض ورئيس النيابة العامة، مساء الثلاثاء في الرباط، وعبّر السيد عبد النباوي، في كلمة بالمناسبة، عن اعتزازه بالثقة التي وضعها فيه الملك محمد السادس، مؤكدا التزامه بالقسم الذي أداه بين يدي جلالة الملك وحرصه على الوفاء لقيم العدالة ومبادئ الإنصاف، "منتصرا للمصالح العليا للوطن والمواطنين، وأن يجعل من مؤسسة النيابة العامة أداة فعالة لمكافحة الجريمة والمجرمين، وصوتا للضحايا والمظلومين وأداة تساهم إلى جانب باقي مؤسسات الدولة الأخرى في تخليق الحياة العامة وشفافية التدبير الإداري في كل ما ينيطه بها القانون من صلاحيات".
وبيَّن الوكيل العام الجديد لدى محكمة النقض، خلال جلسة رسمية حضرها على الخصوص وزير العدل السيد محمد أوجار، ووزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان السيد مصطفى الرميد، ورئيس مجلس النواب السيد الحبيب المالكي، والمندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج السيد محمد صالح التامك، على دعمه استقلال القضاء والدفاع عن مؤسسات الدولة، والحرص على حماية الحقوق والحريات التي يكفلها الدستور للأفراد والجماعات، مؤكدا على التعاون البناء، لما فيه صالح المواطنين، مع كل المؤسسات القضائية والهيئات والأشخاص، لاسيما الهيئة القضائية وهيئة الدفاع وباقي المهن القضائية ومصالح الشرطة القضائية ومنظمات المجتمع المدني.
كما أكد على مساندته لكل المواقف والقرارات الرامية إلى تكريس استقلال السلطة القضائية، الذي يظل رهينا بـ"انخراط جميع القضاة في بناء لبناته، موحدين بمبادئ العدالة التي أقسموا على الوفاء بها والمتمثلة في الحياد والنزاهة والتجرد". من جهته، هنأ السيد مصطفى فارس، الرئيس الأول لمحكمة النقض الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، السيد عبد النباوي مشيدا بكفاءاته المهنية وخصاله الإنسانية، معربا عن ثقته في نجاحه في المهمة المنوطة به.
واعتبر أن هذا "الحدث المؤسساتي يعكس المكانة المتميزة والرعاية السامية التي يوليها الملك للسلطة القضائية"، كما اعتبر مصطفى فارس أن تاريخ القضاء في المغرب ووثائقه مليء بالشواهد على أن هذه الأرض الطيبة المعطاء أنجبت ولا تزال، قاضيات وقضاة يحملون الأمانة بكل وطنية ومسؤولية لا يخافون في الله لومة لائم، يستمدون جرأتهم في الحق من قوة القانون وسلطانه، وعدلهم من النور الكامن في ضمائرهم، موقنين في كل ذلك أن عدل ساعة خير من عبادة ستين سنة وأن المقسطين منهم على منابر من نور عن يمين الرحمان وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم.
بعد ذلك أعطى الأستاذ فارس سيرة ذاتية للوكيل العام المنصب من طرف الملك يوم الخميس الماضي داخل القصر الملكي في الدار البيضاء، إذ وصف محمد عبد النباوي الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض بالقاضي الفذ والمسؤول المحنك والدكتور الأديب والوطني الصادق. قاض سليل أسرة مغربية أصيلة، ونموذج متفرد لمسار علمي ومهني، يصعب حصره في سطور أو الإحاطة ببعض جزئياته في دقائق أو ساعات، إنه باختصار مدرسة في رجل مدرسة المهنية والاستقامة والنزاهة والتجرد، مدرسة بابها القيم الإنسانية العميقة والفضائل القضائية الراسخة، كل من عاصره أو عمل معه في العيون كما بابن سليمان وبالمحمدية كما بالدارالبيضاء أو بالرباط يشهد بأنه ظلَ وفيا لمعدنه وأصله هي نفس الشمائل والخصال، تواضع بعزة ولين دون ضعف وحكمة دون تخاذل وجرأة بمسؤولية وعطاء دون حساب.
وأكد أنه رجل ميدان بامتياز، وراكم على امتداد 39 سنة تجارب غنية وتقلد مسؤوليات كبرى ذات أبعاد قضائية وإدارية وتنظيمية وطنيا ودوليا، وشارك في العديد من المشاريع والبرامج وساهم من خلال كل المواقع والمناصب التي شغلها في خلق فضاءات للتفكير والتنظير والتخطيط والتطبيق، وهو في كل هذا وذاك المسؤول المقتدر وطالب العلم الفقيه، والمنظر الممارس والمحافظ على القيم بفكر مستنير.