الداخلة- جميلة عمر
رفضت الغرفة الجنائية لاستئنافية مراكش، مساء الخميس جميع الدفوع الشكلية التي تقدّم بها دفاع الطلبة الصحراويين المتهمين بقتل عمر خالق الناشط في الحركة الثقافية الأمازيغية، خلال المواجهات الدامية التي شهدها محيط كلية الآداب في مراكش، مساء السبت من العام 2016، بين طلبة صحراويين وأمازيغ، والتي أسفرت عن إصابة 7 طلبة بجروح متفاوتة الخطورة.
وطالب الدفاع بالاكتفاء بما سيروّج من مرافعات في الموضوع أثناء المحاكمة الاستئنافية، وباستبعاد محاضر الضابطة القضائية التي اعتبرها "باطلة وغير قانونية"، زاعما أنّ تصريحات المتهمين الواردة فيها انتزعت منهم بالعنف والإكراه في مقر المصلحة الولائية للشرطة القضائية في ولاية أمن مراكش، فضلا عن إثارة ما سمّاه بـ"عدم احترام الضابطة القضائية الضمانات المقرّرة قانونيا خلال مرحلة البحث التمهيدي"، مشيرا في هذا الصدد إلى عدم إشعار عائلات الطلبة بوضعهم تحت الحراسة النظرية.
كما طالب المحامون المؤازرون للمتهمين باحترام علنية الجلسات، لافتين إلى أنّ الأمن منع عائلاتهم من حضور الجلستين الأخيرتين من محاكمتهم، قبل أن تحجز المحكمة الدفوع الشكلية للمداولة، وإرجاء البت فيها إلى آخر الجلسة، إذ قررت ردّها، بينما أخرت المحاكمة إلى جلسة الثلاثاء 10 أبريل/ نيسان المقبل من أجل المرافعة في الموضوع.
يذكر أنه سبق أن أدانت غرفة الجنايات الابتدائية في المحكمة نفسها المتهمين الـ17، بتاريخ 6 يوليو/ تموز الماضي، بأحكام سجنية نافذة بلغ مجموع مددها 86 عاما، وحكم عليهم بأداء تعويض لفائدة المطالبين بالحق المدني من عائلة القتيل، قدره 120 ألف درهم (12 مليون سنتيم) لوالديه، و15 ألف درهم (مليون سنتيم ونصف السنتيم) لفائدة كل واحد من أشقائه، بعدما توبعوا بجناية "القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد"، والمشاركة فيه، وبثلاث جنح تتعلق بـ"الضرب والجرح بواسطة السلاح، وحمل السلاح دون مبرر مشروع، والهجوم على مسكن الغير".
يُذكر أنّ المواجهات التي اندلعت بين المنتسبين إلى فصيل طلابي صحراوي يدعى "مجموعة رفاق الولي"، والمنتمين إلى الحركة الثقافية الأمازيغية، سبقتها مناوشات بينهما، خلال الأيام القليلة التي سبقت الأحداث الدامية، والتي شهدتها العديد من الكليات التابعة لجامعة القاضي عياض في مراكش، وهي المواجهات التي أكدت مصادر رسمية متطابقة أنها لا تدخل في إطار الخلافات الأيديولوجية التي تنشب عادة بين الفصائل الطلابية، وإنما جاءت في سياق الصراع من أجل السيطرة على الفضاءات والمواقع الجامعية، وأججها الاصطفاف الحاد بينهما المبني على أساس عرقي.