الدار البيضاء - جميلة عمر
تعمل السلطات الإسبانية ، بوضع تغييرات الحدود البرية الفاصلة بين الداخل المغربي ومدينة مليلية المحتلة، من أجل جعلها أكثر "احترامًا لحقوق الإنسان"، التي تنص عليها القوانين الدولية بعد الانتقادات التي تعرضت لها إسبانيا، بسبب زرعها أسلاكًا شائكة حادة في الجدار الحدودي، والتي تتسبب في جروح غائرة وعاهات وتشوهات لمهاجري أفريقيا جنوب الصحراء، المستقرين في الغابات المجاورة للناظور، لحظة محاولتهم اقتحام السياج الحالي قبل بلوغ مليلية، إذ تتوجه الحكومة الإسبانية إلى تشييد جدار جديد عصري ودون الأسلاك الشائكة.
وكشف وزير الداخلية الإسباني، خوان إغناسيو ثويدو، في اجتماع له، أن مدريد تدرس إمكانية استبدال السياج الحديدي الحدودي الفاصل بين مليلية والداخل المغربي آخر "أكثر حداثة" ومن دون أسلاك شائكة. وأضاف أن الجدار الجديد سيسمح، من جهة، بمنع المهاجرين من اقتحامه، ومن جهة أخرى، بالحفاظ على ما أسماه "وحدة التراب الإسباني".
وأوضح المسؤول الإسباني أن استعمال الأسلاك الشائكة في الجدار التي يبنى في المنطقة الحدودية في الميناء التجاري لمليلية، لا علاقة لها بالجدار الجديد الذي سيبنى، شارحًا أن الأسلاك التي توضع الآن هي محاولة ترميم جزء من الجدار تعرض للإتلاف، ولا يتعلق الأمر بزرعها في الجدار الجديد
وقررت إسبانيا بناء جدار جديد بديل القديم بسبب الانتقادات التي تتعرض لها في السنوات الأخيرة، من قبل الأمم المتحدة ومجموعة من المنظمات غير الحكومية المحلية والإقليمية والدولية، وفق مصادر إعلامية إسبانية، نظرًا إلى أن الأسلاك الشائكة أسهمت في إصابات المئات من المهاجرين، الذين يحاولون اقتحامها انطلاقًا من المغرب، بجروح خطيرة، وعاهات وتشوهات على مستوى اليدين والقدمين وأطراف أخرى
ويتزامن هذا المستجد مع حديث الإسبان أيضًا، عن بدء العمل في الأشهر المقبلة في تطبيق الحدود الذكية القائمة على اعتماد نظام الكشف (المراقبة) البيومتري، عبر ملامح الوجه في كل من معبري فرخانة وبني أنصار بمدينة مليلية المحتلة، في أفق بدء العمل بنظام الحدود الذكية في المعبرين مع بداية 2019