موسكو - حسن عمارة
تعديلات جديدة لتخفيف أعباء القروض
يعمل المشرّعون في لجنة مجلس الدوما للأسواق المالية، على صياغة تعديلات يتم إدخالها على قانون "المصارف والنشاط المصرفي"، وترمي إلى تخفيف "أعباء" القروض والديون عن المواطنين الروس أمام المصارف والمؤسسات المالية. ويكون بموجب تلك التعديلات التي يُفترض أن تُستكمل صياغتها مع نهاية خريف العام الجاري، يربط المشرعون قيمة القروض التي يحق للمواطن الحصول عليها مع مستوى دخله، وبخاصة أن يحصل على حد معين من القروض ينفق لتسديدها ما لا يزيد على 50 في المائة من إجمال يدخل الأسرة شهريًا, أي بعبارة أخرى، عدم منح المواطن قروضًا إذا كانت أقساطها الشهرية تزيد على 50 في المائة من إجمالي دخل أسرته.
تطوير آلية لتنظيم الإقراض الاستهلاكي
و يقوم البنك المركزي الروسي حاليًا بتطوير آلية لتنظيم الإقراض الاستهلاكي على أساس عبء الديون، إلا أنه لم يحدد بعد مستوى العبء الذي يعتبره مقبولا للحصول على قرض. وقال مسؤول من "المركزي" إن تطوير آلية الإقراض يهدف إلى "ضمان النمو النوعي للمحفظة الائتمانية للبنوك، من دون أن يؤدي ذلك إلى إفراط في الائتمانlk ".
وذكرت تقارير أن عدد عملاء البنوك من أصحاب القروض الذين ينفقون نصف دخلهم شهريًا لتسديد الأقساط تراجع خلال النصف الأول من العام الجاري إلى أدنى مستويات منذ العام 2015. وتراجع عبء الديون على كاهل المواطنين الروس، وذلك بصورة أساسية بفضل عمليات إعادة التمويل، التي أتاحت إمكانية تسديد قرض في مصرف محدد عبر الحصول على قرض للتسديد من مصرف آخر، لكن بسعر فائدة أقل.
و تشير بيانات "المركز الوطني للسيرة المالية" إلى زيادة ملحوظة في الطلب على القروض الاستهلاكية بين المواطنين الروس، خلال النصف الأول من العام الجاري، بما في ذلك زيادة بنسبة 37 في المائة على القروض التي تزيد قيمتها على 500 ألف روبل روسي (نحو 7500 دولار أميركي)، مقابل تراجع بنسبة 31.1 في المائة على القروض الصغيرة التي لا تزيد قيمتها على 30 ألف روبل "450 دولارًا أميركيًا تقريبًا، ما يعني وفق خبراء أن المواطن الروسي انتقل من نمط السلوك المالي "الادخاري" إلى النمط "الاستهلاكي".
و شهدت السنوات الماضية تحولاّت في طبيعة القروض التي يفضلّها المواطنون الروس، وبعد الاستفادة منها بداية لتمويل الأنفاق على تحديث الأثاث، حيث كانت نسبة القروض لشراء الأثاث المنزلي هي الأكبر عام 2016 تحول الاهتمام عام 2017 نحو القروض لتمويل "الرفاه" إن صح التعبير، حيث أظهر المواطنون الروس اهتماما بشكل أكبر بالقروض لغرض السياحة، ولشراء الأدوات الكهربائية للمنزل، والهواتف النقالة.
و ينمو الطلب على القروض لصيانة المنازل والشقق السكنية وتحسينها، وتعديل تصميمها الداخلي لتبدو أكثر حداثة، خلال العام الجاري وكذلك القروض لتسديد أقساط النوادي الرياضية، بالإضافة إلى القروض لتسديد نفقة التعليم الجامعي.
الفوائد الشهرية تجلب أرباحًا قياسية للبنوك
و جلبت الفوائد الشهرية أرباحًا قياسية للبنوك الروسية، بلغت 799.6 مليار روبل "نحو 12 مليار دولار" خلال النصف الأول من العام الجاري، وفق ما جاء في دراسة أعدها خبراء "المركزي" الروسي بعنوان "سيولة القطاع المصرفي والأسواق المالية"، وأشاروا فيها أن "عائدات القروض للشركات والأفراد شكلّت الجزء الرئيسي من إيرادات الفوائد للمؤسسات الائتمانية، مع زيادة ملموسة على القروض للأفراد".
المصارف تُفضّل منح القروض للافراض
ويكشف تقييم إيرادات الفوائد أن المصارف الروسية تُفضّل منح القروض للأفراد، لأنها أكثر ربحية من القروض للشركات، إذ تراجعت إيرادات فوائد القروض للشركات بنسبة 8 في المائة، أما محفظة القروض للأفراد فقد زادت خلال النصف الأوّل من العام بنسبة 8 في المائة، وارتفعت إيرادات فوائدها الشهرية بنسبة 9 في المائة.