القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد
شنّت القوات الجوية الإسرائيلية ضربة إلى هدف في جنوب قطاع غزة في وقت متأخر من ليلة السبت، ردًا على عدد من الفلسطينيين تسللوا إلى إسرائيل لإلحاق أضرار بسيارة هندسية تقوم ببناء حاجز تحت الأرض على الحدود في المنطقة التي تسيطر عليها حركة "حماس".
وقال جيش الاحتلال في بيان إن الحادث الذي وقع الليلة الماضية، والذي أضر بالسياج الأمني ومحاولة إحراق المركبات الهندسية، هو حادث خطير آخر في سلسلة من الأحداث في منطقة الجدار".وجاء الهجوم بعد ساعات من تسلل مجموعة من أربعة فلسطينيين إلى إسرائيل بالقرب من كيبوتز كيسوفيم، وحاولوا إشعال النار في المعدات الهندسية الثقيلة المستخدمة لبناء الحاجز الإسرائيلي مع قطاع غزة تحت الأرض.
ويبذل جيش الاحتلال جهودًا مكثفة في تحديد مواقع الأنفاق عبر الحدود من غزة، ويقوم الآن ببناء حاجز تحت الأرض على امتداد الحدود مع القطاع الذي تديره حركة حماس، ومن المتوقع أن يكلف بناء الحاجز أكثر من 3 مليارات شيكل وسينتهى منه بنهاية عام 2019.
وأظهر مقطع فيديو بثته قناة الجزيرة للمجموعة، التي تتضمن خمسة أفراد وهم يقطعون السياج الأمني قبل الركض إلى تلة من الأرض تخفي المعدات التي كانت دون حراسة، حيث إجازة السبت، وبعد الوصول إلى المعدات بوقت قصير، شوهد دخان يخرج من المنطقة ويركض أربعة رجال صوب قطاع غزة بعد رؤية قوات الاحتلال تقترب من المنطقة، ولم تقع إصابات في الحادث ولم تحدث أضرار طفيفة إلا للآلة واحدة، وبينما يتسلل الفلسطينيون بشكل روتيني إلى إسرائيل من القطاع .
وقال مصادر في الجيش إنهم ينظرون إلى هذا التسلل على أنه خطير مقارنة بغيره، كما يأتي الحادث قبل أسبوع واحد من احتفال الفلسطينيين بيوم الأرض، حيث يتوقع أن يقيم آلاف من سكان غزة عدة خيام أقرب ما يمكن إلى السياج الحدودي وأن يبقوا هناك حتى يوم النكبة في 15 مايو/ آيار، كشكل من أشكال المقاومة السلمية.
وحذّر مسؤولو جيش الاحتلال الإسرائيلي من أي حوادث يدعو فيها المدنيون إلى احتجاجات، كغطاء لتدمير البنية التحتية الأمنية ومحاولة إيذاء المواطنين الإسرائيليين أو جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي.وفي حين أن المؤسسة الأمنية لا تعتقد أن "حماس" تسعى حاليًا إلى حرب أخرى، إلا أن الوضع هش، خاصة بالنظر إلى تدهور الأوضاع في القطاع، وتظاهر سكان القطاع ضد بناء السياج الحدودي مع إسرائيل، وذلك كل جمعة في الأشهر الأخيرة، ويظن مسؤولو الجيش أن "حماس" تستخدم هذه المظاهرات الأسبوعية كغطاء لتنفيذ هجمات متطرفة، وخلال أعمال الشغب، زرع الفلسطينيون أيضًا العديد من الأجهزة المتفجرة على السياج الحدودي، في منصف فبراير/ شباط ، مما أدى إلى إصابة أربعة من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي بجروح جسيمة.
وانتقد منسق الأنشطة الحكومية في المناطق، اللواء يوآف مردخاي، حماس قبل التظاهرة المزمعة، متهمًا الحركة باستغلال النساء والأطفال الأبرياء، وكتب على صفحته على الفيسبوك "حماس فشلت في إدارة قطاع غزة وتضع حاجاتها قبل حاجات مواطنيها، وبسبب مأزقها، فإنها تشجع السكان على تعطيل النظام على طول الحدود".
وحذر موردخاي من أن محاولة حماس الاستفادة من هذه المظاهرات لإلحاق الضرر بسياج الحدود والتسلل إلى إسرائيل شفافة وواضحة، وأن الجيش سيعمل بإصرار ضد أي محاولة لإلحاق الضرر بالبنية التحتية الأمنية وضد أي محاولة للدخول إلى إسرائيل، موضحًا أن حماس تستثمر الأموال في المظاهرات بدلًا من استثمار الأموال في الصرف الصحي والبنية التحتية للمياه والجودة البيئية، لذلك لا تسمحوا لحماس الاستفادة من النساء والأطفال وغيرهم من الأبرياء".