الدار البيضاء - جميلة عمر
حوّلت القاعة 7 التي يترأسها القاضي علي الأطرشي إلى حلبة لتبادل الاتهامات والسبّ بين أصحاب البدلة السوداء، في مشهد لم تشهده قط قاعات المحاكم المغربية، فبعد استئناف الجلسة وإعطاء الكلمة للمحامي شارية، بعد أن منحه القاضي فارح بوشعيب رئيس الجلسة التي يترأسها في قضية الصحافي بوعشرين، الكلمة متراجعا عن قراره السابق بسحبها منه، حاول المحامي إسحاق شارية، مهاجمة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، متهما الزعيم الوطني المهدي بنبركة بـ"العمالة" للجزائر، ودفع هذا الكلام بالمحامية أمينة الطالبي للاحتجاج بقوة على ذلك مما جعل القاضي يرفع جلسة محاكمة بوعشرين للمرة الثانية خلال الساعة السادسة والنصف من مساء الخميس.
وقال شارية خلال كلمته إن "الحزب الذي تفتخر به المحامية الطالبي، زعيمه المهدي بنبركة كان مع الجزائر"، وجاء كلام شارية في سياق حديثه عن الحرب مع البوليساريو، حسب قوله، المحامية الطالبي وجدت الفرصة للصراخ احتفاء بحزب الاتحاد الاشتراكي كأنها تمثله في محاكمة بوعشرين، قائلة: "حزبنا عريق وكبير عليك، وحزبنا جعلك تفتح فمك هنا وهو من أسهم في بناء البلد والحرية"، متوعدة شارية بالمتابعة القانونية.
من جهة أخرى، طالب شارية ببطلان المسطرة المتعلقة بآمال الهواري في الملف بكونها تتعلق بمعطيات شخصية لها جرى الاطلاع عليها من دون علمها، وهي تخصها، كما أكد على أن أمل الهواري لم ترغب في أن تسلك نفس الطريق الذي سلكته عفاف برناني التي اتهمت الفرقة الوطنية بالزور في محاضرها، خوفا من أن يحصل لها ما حصل لبرناني وتتم متابعتها كذلك.
بعد ذلك سادت الفوضى والصراخ أرجاء القاعة، لتتدخل إحدى المحاميات الطرف المدني بقراءة ما جاء على لسان المحامي إسحاق شارية والمدون من طرف كاتب الضبط، معتبرة أنه نوع من التهجم على هيئة المحامين وفيه خرق لقانون المهنة وأيضا إهانة وقذف لمؤسسة سياسية.
ونشبت مشادات كلامية وتبادل الإهانات بين المحامين من كلا الطرفين وبخاصة دفاع بوعشرين الذي تدخلت منه إحدى المحاميات للدفاع على إسحاق شارية الذي غادر قاعة الجلسات.
وتدخل رئيس الجلسة قائلا إن المحاكمة تخرج عن سياقها وموضوعها ومحاضرها، ولن تقبل المحكمة ذلك وبخاصة أن بعض الأساتذة من الدفاع يدفعون بالمحاكمة نحو مواضيع سياسية وهو ما لا علاقة له.