دمشق - نور خوام
استهدفت القوات الحكومية السورية، عدة أماكن في بلدتي كفرزيتا واللطامنة في ريف حماة الشمالي، في حين سقطت قذائف أطلقتها الفصائل على مناطق في قرية تل الدرة الخاضعة إلى سيطرة القوات الحكومية في ريف مدينة سلمية شرق حماة، دون أنباء عن تسببها بخسائر بشرية، ووقع مزيد من القتلى في استمرار القصف الجوي والصاروخي مساء الإثنين، على غوطة دمشق الشرقية، حيث قتل 3 أشخاص هم مواطنة وطفلان اثنان جراء تنفيذ طائرات حربية غارات على مناطق في مدينة دوما، كما تسبب القصف بإصابة 20 شخصًا بجراح، كذلك استشهدت مواطنة في قصف لطائرات حربية على أماكن في بلدة بيت سوا، وتسبب القصف أيضاً بسقوط جرحى، وسط خروج لنقطتين طبيتين على الأقل عن الخدمة جراء تعرضهما إلى قصف صاروخي من قبل القوات الحكومية، ومع استمرار النزيف الدموي في الغوطة الشرقية، فإنه يرتفع إلى 81 على الأقل بينهم 15 طفلًا و11 مواطنة عدد القتلى الذين قضوا الاثنين جراء قصف طائرات حربية ومروحية وقصف صاروخي بعشرات الضربات والقذائف والصواريخ على مناطق في دوما جسرين وحمورية وسقبا وكفربطنا وأوتايا ومسرابا وبيت سوا وحزة وسقبا ومناطق أخرى في الغوطة الشرقية.
وعقد اجتماع ثلاثي في حلب، ضمّ ممثلي “وحدات حماية الشعب” الكردية، وقوات الحكومة السورية، والجيش الروسي، لبحث ترتيبات متعلقة بعفرين شمال غربي حلب، في وقت جرت فيه اجتماعات بين مسؤولين في الجيشين الأميركي والتركي لبحث ترتيبات تتعلق بمدينة منبج شمال شرقي حلب، وضمّ الاجتماع قائد “وحدات حماية الشعب” الكردية سبان حمو، ورئيس اللجنة الأمنية في قوات الحكومة السورية العميد مالك عليا، وقائد مركز المصالحة في الجيش الروسي شمال سورية.
وعرض الجانب الكردي نص الاتفاق الذي توصل إليه مع دمشق، وتكوّن من 3 بنود “أولا، التنسيق والتعاون الميداني بين الجيش السوري ووحدات حماية الشعب، ثانياً، العمل لصد الهجوم التركي، وثالثاً، العمل سوية لتحرير المناطق التي سيطر عليها الجيش التركي وفصائل مدعومة منه شمال عفرين وقرب الحدود”، والاتفاق بين “الوحدات” ودمشق، هو خلاصة جولات من التفاوض والتسويات. كانت دمشق تريد “العودة في شكل كامل إلى عفرين والسيطرة عليها كما يحصل في أي منطقة أخرى”، فيما كانت “الوحدات” تقترح “وجوداً رمزياً” بل جرى تداول اقتراح بأن “يرتدي عناصر الوحدات لباس الجيش السوري لإعطاء البعد الرمزي لوجود الجيش، بحيث يتحول أي هجوم على هؤلاء إلى أزمة بين أنقرة ودمشق وحلفائهما”.
ولم يتطرق الاتفاق إلى تفاصيل القوات والذخيرة والانتشار، بل اكتفى بالمبادئ العامة التي تمكن الجانبان من الاتفاق عليها. لكن المفاجأة، في الاجتماع الثلاثي، كانت موقف ممثل الجيش الروسي؛ إذ إنه قال إنه “ليست لديه تعليمات من القيادة في موسكو” وإن قواته التي انسحبت من عفرين إلى ريفها قبل بدء عملية “غضن الزيتون” الشهر الماضي “لن تدعم الاتفاق، بل إن تنفيذ هذا الاتفاق خطوة خطرة جداً”.
وأكد هذا الموقف، إلى قادة “الوحدات” ما كان سمعه حمو لدى لقائه رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف في موسكو عشية بدء عملية “غضن الزيتون” الشهر الماضي من أن لتركيا “الحق بالدفاع عن أمنها القومي” وأن الجيش الروسي “لن يعرقل استخدام الطائرات التركية في الهجوم على عفرين” على ان تدخل سابقاً ضمن مناطق “خفض التصعيد” بموجب عملية آستانة.
ممثل دمشق في الاجتماع الثلاثي “تأكد من موقف موسكو الرافض للتفاهم مع (الوحدات) في عفرين”. لذلك، فإن الإعلام الرسمي بدأ يتحدث عن “قوات شعبية” موالية للحكومة وليست نظامية ستذهب من حلب إلى عفرين لـ”دعم صمود أهلها”. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن “انخراط القوات الشعبية في مقاومة العدوان التركي يأتي في إطار دعم الأهالي والدفاع عن وحدة أراضي سورية وسيادتها”. كما بثت التلفزيون الرسمي مشاهد حية من ريف حلب لتحرك “القوات الشعبية” مع الإشارة إلى أنها “ليست نظامية”. وفسر مراقبون ذلك بأنه لـ”الضغط على موسكو وإعطاء الانطباع الإعلامي بالتحرّك إلى عفرين”.
وكشف حمو أنّه “ليست لدينا مشكلة بدخول قوات الجيش السوري للدفاع عن عفرين وعن حدود عفرين في وجه الاحتلال التركي”. لكن التحذير جاء من وزير الخارجية التركي الاثنين خلال زيارة إلى عمان، لدى قوله: “إن كانت قوات النظام تدخل عفرين لطرد مقاتلي حزب العمال الكردستاني و(وحدات حماية الشعب) الكردية، فإذن لا مشكلة. لكن إن كانت ستدخل لحماية (وحدات حماية الشعب) الكردية، فلن يستطيع أحد إيقافنا أو إيقاف الجنود الأتراك”، واستدعى تحرك “القوات الشعبية” والاتفاق الكردي مع دمشق اتصالات بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان الذي قاله إن الحكومة السورية “ستواجه عواقب إذا أبرمت اتفاقا مع (وحدات حماية الشعب) الكردية”، بحسب أنقرة، التي أضافت أنه أبلغ بوتين أن عملية “غضن الزيتون” ستستمر وفق المخطط له، تزامن ذلك مع محادثات أميركية - تركية عن منبج بموجب اتفاق أنجز خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى أنقرة نهاية الأسبوع. وقالت مصادر أمس، إن الاجتماعات التي شارك فيها ممثلو الجيش والاستخبارات لبحث ترتيبات تتعلق بمنبج التي تضم مركزا للجيش الأميركي، وآخر في عريما للجيش الروسي، علما بأن إردوغان حذر بأن عملية “غصن الزيتون” ستصل إلى منبج لإخراج “الوحدات” الكردية.
وبحسب المعلومات، هناك على الطاولة التفاوضية اقتراح أميركي بانتشار الجيشين التركي والأميركي في منبج وقبول واشنطن بتقليص دور “الوحدات” مقابل رفع دور الفصائل العربية في “قوات سورية الديمقراطية” في المدينة التي تحررت من “داعش”، إضافة إلى تطعيم المجلس المحلي لمنبج بحيث يتم تعظيم الدور العربي فيه وفي “المجلس العسكري لمنبج”، لكن الاقتراح - المطلب التركي أوسع من ذلك بكثير، وتضمن إخراج “الوحدات” وهم نحو 300 مقاتل إلى شرق نهر الفرات وتفكيك المجلس المشكل في هذه الفترة و”إعطاء المدينة لأصحابها”، إضافة إلى انتشار القوات العربية وفصائل سورية معارضة تدعمها أنقرة على الحدود التركية وخطوط التماس مع مناطق “درع الفرات” التي شكلتها تركيا بين جرابلس وحلب بمساحة قدرها نحو 2100 كيلومتر مربع، ضمن خطة تركية لبحث إقامة شريط أمني لعزل تركيا عن مناطق تحت سيطرة “الوحدات”. ويستند موقف أنقرة إلى البيان الأميركي - التركي الاستراتيجي برفض “أي تغيير ديموغرافي” وضرورة “الحفاظ على وحدة سورية”، ولا تقتصر العلاقة بين صفقتي منبج وعفرين على التزامن بين المحادثات الثلاثية في حلب والثنائية في تركيا، بل تصل إلى البحث عن ترتيبات عسكرية لتوزيع شمال سورية على الدول الخارجية النافذة هناك. وقالت مصادر إنّ “أنقرة تحاول الإفادة بإيجاد منافسة بين عرضي واشنطن وموسكو للحصول على أفضل عرضين لمنبج وعفرين بالنسبة للمصالح التركية”.
ويتواصل القصف الجوي والصاروخي المكثف على غوطة دمشق الشرقية، مستهدفاً مناطق متفرقة منها، ومخلفاً مذابح جديدة فيها، وقتل 23 شخصًا بينهم نساء وأطفال وأصيب أكثر من 115 آخرين بجراح متفاوتة جراء القصف الجوي والمدفعي مساء اليوم الاثنين، والشهداء الجدد، هم 13 بينهم نساء وأطفال استشهدوا وقضوا جراء إلقاء الطائرات المروحية 5 براميل متفجرة وقصف صاروخي من قبل القوات الحكومية على أماكن في بلدة بيت سوا، و7 بينهم 4 مواطنات وطفلان استشهدوا جراء قصف الطيران الحربي مساء اليوم على أماكن في بلدة حزة، ورجل ومواطنة استشهدا جراء قصف الطيران الحربي على بلدة كفربطنا، وطفل استشهد جراء قصف مكثف بعشرات القذائف استهدف بلدة سقبا رفقة بلدتي حمورية وكفربطنا، فيما لا يزال عدد الشهداء مرشح للارتفاع لوجود عدد كبير من الجرحى بحالات خطرة.
وتتواصل عمليات القصف الصاروخي من قبل القوات التركية وفصائل عملية “غصن الزيتون” على منطقة عفرين الواقعة بالقطاع الغربي من محافظة حلب، واستهدف قصف صاروخي محيط قرية كفرشيلي غرب مدينة عفرين، وقرى بناحية جنديريس جنوب غرب عفرين، ومناطق أخرى بقرى تابعة لناحية شرا شمال شرق عفرين، دون معلومات عن تسببها بخسائر بشرية حتى اللحظة، وتواصل أعداد الخسائر البشرية ارتفاعها في منطقة عفرين، نتيجة القصف المتواصل من قبل القوات التركية، على أماكن في المنطقة، حيث ارتفع إلى 3 بينهم طفلة ومواطنة عدد الشهداء الذين قضوا اليوم في القصف التركي على منطقة عفرين، والذي تصاعد قبيل تنفيذ الاتفاق بين القوات الحكومية والقوات الكردية، حيث استشهدت الطفلة في القصف التركي على قرية باسوطة في جنوب مدينة عفرين، في حين استشهد رجل ومواطن في القصف الذي طال منزلهما على الطريق الواصل بين جنديرس وعفرين، كما لا تزال أعداد الشهداء قابلة للازدياد لوجود جرحى بحالات خطرة، في حين لا تزال الاشتباكات مستمرة بين القوات التركية المدعمة بالفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة، ووحدات حماية الشعب الكردي وقوات الدفاع الذاتي من جهة أخرى، على محاور في ريفي عفرين الشمالي والغربي، إذ تسعى القوات التركية لتحقيق أكبر تقدم ممكن قبيل تطبيق اتفاق القوات الحكومية مع القوات الكردية، والذي يتيح للقوات الحكومية الانتشار في منطقة عفرين وعلى خطوط التماس مع قوات عملية “غصن الزيتون”، وتمكنت القوات التركية والفصائل في التقدم بمزيد من المواقع في ناحية جنديرس بريف عفرين الجنوبي الغربي، وتمكنت قوات عملية “غصن الزيتون” من تحقيق تقدم هام والسيطرة على قلعة النبي هوري وعلى موقع أخرى في المنطقة، بحيث بقيت منطقة واحدة وهي منطقة عرب ويران تفصل القوات التركية عن وصل مناطق تقدمها في شمال وشمال شرق عفرين ببعضهما، وفي حال سيطرة القوات التركية على المنطقة، فإن القوات التركية تكون قد فرضت سيطرتها على حوالي 50 كلم من الشريط الحدود الشمالي لعفرين، من منطقة جبل برصايا وحتى منطقة ميدان إكبس في مثلث الحدود التركية – عفرين – لواء إسكندرون
ولا تزال التحضيرات اللوجستية جارية من قبل كل من القوات الحكومية من جهة، ووحدات حماية الشعب الكردي من جهة اخرى، تحضيراً لعملية توجه القوات الحكومية نحو عفرين، وانتشار قوات حرس الحدود التابعة للنظام على محاور التماس بين قوات عملية “غصن الزيتون” والقوات الكردية في منطقة عفرين، الواقعة في القطاع الشمالي الغربي، ضمن تنفيذ خطوات الاتفاق الذي توصلت إليه مل من القوات الحكومية والقوات الكردية خلال الساعات الـ 24 الفائتة، ولا تزال العاصمة دمشق وضواحيها تشهد استمرار سقوط القذائف عليها، وسقطت قذائف مساء اليوم على أماكن في محيط باب السلام ومنطقة السيدة زينب وضاحية الأسد، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى، وهزت انفجارات متتالية مناطق في وسط العاصمة دمشق وأطرافها وأماكن أخرى في ضواحيها، ناجمة عن سقوط متتالي للقذائف، حيث سقطت قذائف على منطقة باب توما وأماكن في حي عش الورور ومناطق في ضاحية الأسد وضاحية جرمانا، ما تسبب بإصابة نحو 5 مواطنين بجراح، كما سقطت قذائف على أماكن في منطقة السيدة زينب، ما أدى لأضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية
وارتفع إلى 96 شخصاً على الأقل بينهم 13 طفلاً و12 مواطنة، عدد من استشهدوا وقضوا جراء سقوط هذه القذائف منذ بدء التصعيد على العاصمة دمشق وضواحيها، في الـ 16 من تشرين الثاني / نوفمبر، وأصيب أكثر من 499 شخصاً في هذه الاستهدافات اليومية خلال أكثر من 3 أشهر متتالية، من ضمنهم عشرات الأطفال والمواطنات، وبعضهم تعرض لجراح بليغة وإعاقات دائمة، وسط استمرار الحالة الصحية السيئة لبعض المصابين، ما يرشح عدد من استشهد وقضى للارتفاع، و سقطت قذائف على أماكن في شارع النيل بمدينة حلب الخاضع لسيطرة القوات الحكومية، ما أسفر عن أضرار مادية، دون معلومات عن خسائر بشرية.