الرئيسية » أخبار محلية وعربية وعالمية
حزب العدالة والتنمية

الرباط - المغرب اليوم

بالرغم من أن المشهد الحزبي المغربي استبق الأوضاع وأصيب بالحمى في كامل جسمه منذ سنوات طويلة، أي قبل أن تحل أعراض جائحة كورونا بالمغرب، فإن الحزب الأكثر استفادة من كل هذه الأحوال والتقلبات هو “العدالة والتنمية”، وإذا كان هذا الحزب قد استطاع فعلا ان يصمد في ظل التسوس الذي أصيبت به أركان الأحزاب الأخرى، فإن انقضاضه السريع على الفرص المتاحة أمامه، جعل منه حزبا متمرسا على العيش تحت حزام الضربات، وعلى الاقتتات من بقايا الأزمات.

وبينما استفاد حزب “المصباح” كثيرا من ثورات الربيع العربي، التي عبدت له الطريق ليصل إلى كراسي الحكومة في المغرب بدءا من سنة 2012، لم يضيع فرصة الأخطاء التاكتيكية والسياسية التي وقع فيها حزب الأصالة والمعاصرة، وما تلاها من تنظيم فوضوي وعشوائي لمسيرة “بنزروال”، فامتطى سفينة الحكم للمرة الثانية، مزهوا بكونه حزب يتقن فن التربص وتقنيات انتهاز الفرص وكأن منطق التنافس في مفهومه ينطلق من المقولة الشهيرة “الحرب خدعة”.

وبعد أن اختال قياديو هذا الحزب زهوا بضربات المقاطعة الاقتصادية، وما تسببت به من خسائر لدى أقوى حزب منافس لهم “التجمع الوطني للأحرار”، هاهم يتربصون اليوم بمحنة كورونا، وما يمكن أن تتيحه هذه الجائحة من فرص سياسية، ليتربعوا، مرة أخرى، على عرشها مع اقتراب انتخابات 2021.

فهاهو ناطقهم المتعدد الخدمات مصطفى الخلفي يوزع الكبسولات والفيديوات التي يقدم فيها تفسيرات حول كيفية التعامل مع المساعدات التي يقدمها الصندوق الخصوصي لمواجهة كورونا، علما أن الشخص هو مجرد متقاعد يتقن الترامي على مهام واختصاصات الآخرين. كما أنه لا يملك أية صفة رسمية لكي يقوم بالترويج لمشروع ملكي دون تفويض. اللهم انه يسعى إلى إثارة اللبس لدى الرأي العام، ولدى الفئات البسيطة من شرائح الشعب المغربي، كي يوهمها بأن هذه المساعدات صادرة عن حكومة العثماني، وبالتالي فمصدرها هو حزب العدالة والتنمية ما دام الذي يقوم بالترويج لها هو مصطفى الخلفي وزير الاتصال الأسبق والناطق سابقا باسم الحكومة.

والحالة هذه، فالصندوق الذي صدرت عنه المساعدات الموجهة لفئات الشعب المتضررة من تداعيات كورونا، أحدثه ملك البلاد لأهداف شريفة ونبيلة، ولايحق لأي كان أن يلوثه بانتهازيته أو بوصوليته أيضا.

وفي وقت يعبر فيه المغاربة عن وحدة وطنية تتغنى بها وسائل الإعلام الغربية وتعتبرها نموذجية بكل المقاييس، بل ولا مثيل لها على المستوى العالمي، في مواجهة فيروس كورونا الذي يحيق بنا، خاصة وأن قدرات المغرب محدودة، إذا ما قورنت بقدرات الصين، أو الاتحاد الأوروبي، أو الولايات المتحدة الأمريكية. نعم، في هذا الوقت بالذات، تخرج علينا كائنات من حزب العدالة والتنمية لتعكر علينا صفوة وحدتنا وتآخينا، بما لا يمكن تفسيره سوى بالعبثية والانتهازية، وقلة العفة وتلوث الضمير.

فبسلوك تحريضي مقرف، حول مستشار من الرشيدية ينتمي للعدالة والتنمية تدويناته الى سهام يرمي بها جهود وطنه في مواجهة هذا الوباء المتفشي والقاتل، ويقدح من خلالها جهود السلطات العمومية، ويدين بها مشاعر التضامن الوطني في هذه المرحلة، ويستصغر فيها ما تقوم به وسائل الإعلام من توعية وتحسيس، بل تجاوز فيها حدود الاحترام الواجب للصندوق الذي وضعه الملك لمواجهة هذا المرض الخطير، فانهال عليه بالقدح والانتقاد، وجعل تدويناته تتناسل إلى أن فاقت 27 تدوينة.

وفي أسلوب مغاير يجعل من هذا الحزب متقلب المزاج والوجوه، خرج أعضاء آخرون ليركبوا على مطية الأزمة، ويوزعوا المساعدات الغذائية في تحد سافر للأخلاق الاجتماعية، وللتدابير التنظيمية التي اتخذتها الدولة كي لا ينحرف مسار العمل التضامني، وتزيغ أهدافه عن مواجهة أخطر وباء يواجهه المغرب منذ عشرات السنين.

إذن فلمصطفى الخلفي أسلوبه الذي يمتص به الجهد النبيل الذي تم به إحداث الصندوق الخصوصي لمواجهة كورونا. وللمستشار الجماعي أمين الحسناوي أسلوبا مختلفا للتشويش على وحدة المغاربة وجهود الدولة في هذه الظرفية الاستثنائية. ولأعضاء الحزب في الفنيدق أسلوبا آخر لتحويل وجهة التضامن الإنساني الى استثمار انتخابي.

والآن، فالخلاصة التي لا محيد عنها هي أن عددا من قياديي هذا الحزب، محليين ومركزيين، يتكيفون مع كل ألوان الطيف، ولهم القدرة على تلقين الحرباء دروسا في كيفية تغيير جلدها حسب الأوضاع والمناسبات. كما أن الاستنتاج الذي يفرض نفسه بقوة، هو أن حياة المغاربة وسلامتهم رخيصة عندهم إلى درجة جعل المصلحة الانتخابية عندهم في أولوية الأولويات، وفوق كل الاعتبارات.

قد يهمك أيضَا :

حزب التجمّع الوطني للأحرار المغربي يُشيد بالإجراءات المُتَّخذة لدعم فاقدي العمل

الأحزاب تشيد بتضامن المغاربة والمبادرات الملكية في "معركة كورونا"

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

إصابة 18شخصاً خلال تدافع نحو الملاجئ بعد إطلاق صفارات…
مجلس الحكومة المغربية يُصادق على 4 مشاريع مراسيم أبرزهم…
حماس تعلن تأجيل اتفاق غزة بسبب شروط إسرائيلية والطرفان…
الأمن الروسي يحبط مؤامرة أوكرانية لقتل ضباط كبار وعائلاتهم…
اطلاق عملية أمنية غرب سوريا لملاحقة "ميليشات الأسد" عقب…

اخر الاخبار

دور فاعل وحيوي للمغرب في الاتحاد الإفريقي سنة 2024…
إحباط عملية تهريب دولية للمخدرات في ميناء طنجة المتوسط…
مُباحثات مغربية بحرينية لتعزيز التعاون في مجالات التنمية الاجتماعية
الحكومة المغربية تُصادق على تُعين المهندس طارق الطالبي مديراً…

فن وموسيقى

لطفي بوشناق يقدّم أغنية لبيروت ويتضامن مع المدينة الجريحة…
سلاف فواخرجي تفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان أيام قرطاج…
كاظم الساهر يسّتعد للعودة للغناء في المغرب بعد غيابه…
المغربي حاتم عمور يستنكر عدم حصوله عن أي جائزة…

أخبار النجوم

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن…
زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
محمد رمضان يُشعل مواقع التواصل بمسابقة وجائزة ضخمة
أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

رياضة

البرازيلي فينيسيوس جونيور يُتوج بجائزة غلوب سوكر لأفضل لاعب…
المغربي أيوب الكعبي ضمن قائمة أفضل هدافي الدوريات الأوروبية
محمد صلاح بين الانتقادات والإشادات بسبب صورة عيد الميلاد…
المغربي حكيم زياش لا يمانع الانضمام لصفوف الوداد في…

صحة وتغذية

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
وزارة الصحة المغربية تكشف نتائج التحقيق في وفيات بالمركز…
اختبار عقاراً جديداً يُعيد نمو الأسنان المفقودة

الأخبار الأكثر قراءة

تركيا تنفي الأنباء المتداولة بشأن استضافة قيادة "حماس" عقب…
تجدد القصف الإسرائيلي على الليطاني ولبنان يتمسك بموقفه الرافض…
هوكستين إلى بيروت الثلاثاء لبحث وقف إطلاق النار و"حزب…
ارتفاع شهداء القطاع إلى 43 ألفا و922 والقسام تقنص…
القضاء يكشف تفاصيل جديدة حول تسريب وثائق حساسة من…