الدار البيضاء ـ جميلة عمر
استفاق سكان بلدة "ميراندولا" في إيطاليا، الجمعة، على حادث عنصري إثر قيام مجهول بإضرام النار في مجزر إسلامي في ملكية مواطن مغربي، وبحسب تقرير مصادر أمنية إيطالية، فالجاني لم يكتفي بعمله العنصري بحرق المجزرة، وإتلاف محتوياتها، بل كتب أيضًا على الأرضية، التي توجد أمامها عبارة عنصرية "ارحلوا عنا"، مرفوقة بالصليب المعقوف، رمز النازية.
ونظرًا إلى خطورة الواقعة تدخل قسم الشرطة العلمية، التابعة إلى قوات الكربينييري لرفع البصمات من موقع الحادث، الذي فتح فيه القضاء الإيطالي تحقيقا لكشف جميع ملابساته
وتعتبر بلدة "ميراندولا" من المناطق، التي يقيم فيه عدد كبير من المهاجرين، الذين يشكلون حوالي 15 في المائة من نسبة السكان، كما أنها تمثل نموذجا جيدا للتعايش، والإندماج بين الأجانب والإيطاليين.
وقال عمدة بلدية "ميراندولا" إنه لا توجد أدنى شكوك في أن من نفذ هذا العمل، قام به لأسباب عنصرية، مؤكدا أنه لا يجب أبدا التسامح مع مثل هذه السلوكات العنصرية، الفاشية والنازية، التي تضرب القيم الديمقراطية، التي يتأسس عليها المجتمع الإيطالي، والتي ناضل الإيطاليون من أجل ترسيخها، بل ودفعوا من أجلها دماءً كثيرة.
وتعاملت الطبقة السياسية بحزم مع هذا الحادث، فنظمت، الجمعة، وقفة تضامنية مع المواطن المغربي، أمام المجزر الذي تعرض إلى الحرق، وحضرتها مختلف الأطياف السياسية والنقابية، باستثناء حزب "رابطة الشمال"، الذي يتبنى توجها عنصريا متطرفًا، الذي لم يصدر منه إلى حدود الساعة، أي رد فعل على الحادث.